شروط وأركان الزواج في الإسلام .

بقلم فضيلة الشيخ عابد دسوقي المليجي

بقلم فضيلة الشيخ عابد دسوقي المليجي
مما لا شك فيه أن الزواج نعمة من نعم الله علينا،وقد وضع الإسلام حدود لهذا الميثاق الغليظ هيا بنا نتعرف على أحكامه وشروطه :
الزواج عقد يبيح لكل من الزوجين الاستمتاع بالآخر،ويترتب عليه حقوق وواجبات متبادلة،وهو الميثاق الغليظ الذي يباركه الله.ويحب بقاءه،ويكره فسخه من غير ضرورة.
ولقد وضع الإسلام الحنيف لهذا العقد المقدس نظاما متكاملا يتسم بالواقعية والحيوية والمرونة المرنة التي توافق العقل السليم والمنطق القويم،نظاما يكفل حق كل من الزوجين حياة طيبة يملؤها الحب والود والوفاء،ويوفر لهما ولذريتهما وللمجتمع كله عيشة رغدة يسودها الأمن والأمان.
فهيا بنا سريعا نتعرف على ما وضعه الإسلام الحنيف لهذا العقد من الأحكام والتشريعات وما رسمه له من حدود .
أولا : ما حكم الزواج؟
فلعل أحدكم يتعجب حينمايعلم أن الزواج يعتريه الأحكام الخمسة من (وجوب،وندب،وإباحة،وكراهةوحرمة
1،2يندب ويستحب الزواج في حق من وجد القدرة على الإنفاق والجماع،ولكن لا يخاف على نفسه الوقوع فى الزنا او مقدماته .
3-يجب الزواج في حق من وجد القدرة على الإنفاق والجماع،وخاف على نفسه الوقوع في الزنا او مقدماته،وذلك حماية لدينه وصيانة لعرضه .
4-يكره الزواج في حق من فقد القدرة على الإنفاق،وهو قادر على الجماع،ولا يخشى على نفسه من الوقوع في الزنا او مقدماته،وهنا يستحب له أن يصبر حتى يجد النفقة على الزواج لقوله تعالى
(وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله)النور 23
وكذلك يكره الزواج في حق من وجد النفقة و لكن فقد القدرة على الجماع.
انتبه قلنا يكره ولم نقل يحرم لأنه قد يكون محتاجا للمؤانسة والخدمة وتدبير المنزل وغير ذلك،مع وجوب إخبار الزوج لمن أراد أن يخطبها بحاله فإن رضيت فعلى بركة الله .
5-يحرم الزواج في حق من فقد القدرة على الإنفاق والجماع.
ثانيا : أركان وشروط العقد(الزواج)
للزواج أركان وشروط عدها الفقهاء خمسة أركان على اختلاف مذاهبهم
الركن الأول:العاقدان،والمقصود بهما الزوجان او وليهما أو وكيلاهما.
الركن الثاني :الإيجاب والقبول،بمعنى رضا المتعاقدين ولا يصح أن يكون أحدهما مكرها .
الركن الثالث : إذن الولي كالأب والأخ فلا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها إلا بإذن وليها،وهذا ما عليه جمهور الفقهاء على اختلاف مذاهبهم وللأمانة العلمية خالف في ذلك السادة الأحناف،وكل فريق له دليله من الكتاب والسنة.
الركن الرابع:الإشهاد : ولا ينعقد الزواج بدونه حيث قال تعالى(وأشهدوا زوي عدل منكم)وقوله صلى الله عليه وسلم(لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل)
الركن الخامس : الصداق (المهر)وهو حق واجب علي الزوج ودين عليه مصداقا لقوله تعالى(وآتوا النساء صدقاتهن نحلة)أي واجبة
وينبغي الإشارة هنا ومن باب الأمانة العلمية أيضا أن الإسلام لم يضع حدا للمهر،ولكن ينبغي عدم التغالي في المهور،كما حث سيد الخلق وحبيب الحق محمد (التمس ولو خاتما من حديد….)صدقت يا سيدي يا رسول الله،فما أجملك ! وما أيسر شريعتك !
فوالله لو نفذنا وصيته وقللنا مهورنا لسعدت بناتنا .
بعد هذه الأحكام والتشريعات،ترى هل يكون الزواج نعمة أم نقمة ؟!
هل يكون الزواج نافع أم مضر ؟!
كل ذلك وأكثر انتظرونا في المقال القادم باذن الله تبارك وتعالى .
مع تحياتي الراجي عفو ربه :
الشيخ عابد دسوقي المليجي .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.