شيري عادل تحلّق إلى المغرب..نجمة مصرية في لجنة تحكيم مهرجان الدار البيضاء
شيري عادل تحلّق إلى المغرب..نجمة مصرية في لجنة تحكيم مهرجان الدار البيضاء
شيري عادل تحلّق إلى المغرب..نجمة مصرية في لجنة تحكيم مهرجان الدار البيضاء
في خطوة تؤكد حضور السينما المصرية على خارطة المهرجانات العربية، وتسلّط الضوء على دور الفنانين المصريين في دعم الحراك الثقافي والإبداعي العربي، أعلن مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي عن اختيار الفنانة المصرية شيري عادل كعضو في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، ضمن فعاليات دورته السادسة، التي تُعقد في مدينة الدار البيضاء المغربية، خلال الفترة من 13 إلى 20 يونيو 2025.
كتب: هاني سليم
إعلان رسمي وحفاوة عربية
الصفحة الرسمية للمهرجان على موقع “فيسبوك” نشرت بيانًا خاصًا جاء فيه:
“يسعدنا أن نعلن عن مشاركة الممثلة المصرية المحبوبة شيري عادل كعضو في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة في الدورة السادسة من مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي.”
هذا الإعلان لقي ترحيبًا واسعًا من جمهور الفنانة في مصر والعالم العربي، نظرًا لما تمثله شيري عادل من مكانة فنية محببة، ولخبرتها الطويلة في مجال التمثيل، حيث بدأت مشوارها الفني منذ طفولتها، وتدرجت لتصبح من أبرز نجمات جيلها في الدراما والسينما المصرية.
تكريم ضمني لمسيرة فنية واعدة
انضمام شيري عادل إلى لجنة التحكيم ليس مجرد مشاركة رمزية، بل يعكس ثقة إدارة المهرجان في رؤيتها الفنية، وإلمامها بتفاصيل الأداء التمثيلي، وتطورات السينما العربية. ويأتي هذا الاختيار تتويجًا لمشوارها الغني، الذي يجمع بين الأداء العفوي، والقدرة على التقمص النفسي العميق للشخصيات.
المهرجانات السينمائية كثيرًا ما تعتمد في لجان تحكيمها على أسماء لها ثقل فني وإنساني، وقادرة على قراءة ما بين السطور في الأعمال المشاركة، وخاصة في فئة الأفلام القصيرة، التي تتطلب حساسية خاصة لفهم الرسائل الرمزية والبصرية المكثفة.
مهرجان الدار البيضاء: منصة لسينما عربية تتجدد
منذ انطلاقه قبل سنوات، استطاع مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي أن يحجز لنفسه موقعًا متميزًا ضمن خارطة المهرجانات السينمائية في العالم العربي. وتتميز دورته السادسة بتنوع محتواها وبرامجها، وسعيها إلى استقطاب أفضل التجارب السينمائية من مختلف الأقطار العربية، سواء في فئة الأفلام الطويلة أو القصيرة، إلى جانب تنظيم ندوات ولقاءات ثقافية تجمع بين صناع السينما والنقاد والجمهور.
في هذه الدورة، يتنافس في مسابقة الأفلام الطويلة ما مجموعه 12 فيلماً، تمثل مدارس فنية متنوعة من دول مثل مصر، المغرب، تونس، لبنان، الجزائر، والسودان. وتبرز المشاركة المصرية من خلال فيلمين لافتين:
“سيرة أهل الضي”: رحلة حلم عبر خرائط الألم والأمل
الفيلم المصري الأول المشارك في المسابقة هو “سيرة أهل الضي”، من إخراج كريم الشناوي وتأليف هيثم دبور. تدور أحداث الفيلم في إطار درامي مكثف، خلال 48 ساعة فقط، حيث يخوض الشاب “ضي” رحلة شاقة مع أسرته المفككة ومدرسة الموسيقى التي تعلم فيها، متنقلين عبر محافظات مصر، في محاولة لتحقيق حلمه بأن يصبح مغنيًا مشهورًا.
رحلة بلا موارد، بلا وسيلة نقل، بلا هاتف أو مال، ولكن مليئة بالإصرار والصوت الساحر والأمل. يشارك في بطولة الفيلم عدد من النجوم البارزين، أبرزهم محمد ممدوح، وأسيل عمران، وإسلام مبارك، وحنين سعد. ويُعد الفيلم استكشافًا جماليًا لمفهوم “الحلم المصري” في سياقه الاجتماعي المعاصر.
“رفعت عيني للسما”: لغة بصرية جديدة في السينما المصرية
أما الفيلم المصري الثاني فهو “رفعت عيني للسما”، من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، وهو عمل يتناول موضوعات فلسفية عن العلاقة بين الإنسان والوجود، وكيفية مواجهة الضغوط الاجتماعية بشيء من الحلم والروحانية. ويُعد الفيلم أحد التجارب السينمائية الشابة التي تعتمد على التجريب البصري والسرد غير التقليدي.
أصل الحكاية… وأصل العودة
على صعيد آخر، تستعد الفنانة شيري عادل لعرض أحدث أعمالها السينمائية، فيلم “أصل الحكاية”، الذي يشهد مشاركة مجموعة كبيرة من النجوم، ويُعد عودة قوية لها بعد فترة من الابتعاد النسبي عن الشاشة الكبيرة. الفيلم من تأليف وإخراج محمد أمين، ويضم نخبة من الممثلين، منهم عابد عناني، خالد الصاوي، بيومي فؤاد، محمد ثروت، جيسيكا حسام الدين، يوسف عثمان، كريم عفيفي، هالة فاخر، رانيا شاهين، محمود حافظ، وعلاء مرسي.
ومن المتوقع أن يُعرض الفيلم خلال موسم الصيف أو بمهرجان سينمائي قادم، حيث يعكس العمل مزيجًا من الدراما الاجتماعية والتشويق النفسي، مع جرعة من الكوميديا السوداء.
شيري عادل… بين الفن والرسالة
منذ بدايتها كممثلة طفلة في الإعلانات والبرامج، ثم مشاركتها في أفلام ومسلسلات ناجحة مثل “حلم العمر”، و”حسن ومرقص”، و”المرآة والوجوه”، وحتى أعمالها الأخيرة في الدراما، استطاعت شيري عادل أن تحافظ على توازن نادر بين النجومية والهدوء، وبين التنوع في أدوارها والخصوصية في اختياراتها.
ويأتي اختيارها لعضوية لجنة التحكيم في مهرجان عربي مرموق ليؤكد أنها فنانة لا تسعى فقط للشهرة، بل تسير في طريق الوعي الفني، وتدعم صناعة السينما من مواقع متعددة، سواء كممثلة أو كمشاهدة محترفة أو كصوت نقدي ضمن لجان التحكيم.
مشاركة شيري عادل في مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي تمثل خطوة جديدة في مسارها، وتفتح الباب لتواصل ثقافي وفني بين مصر والمغرب والعالم العربي بأسره. كما تعكس هذه المشاركة إيمان المهرجانات العربية بأهمية دور الفنان في صياغة الوعي الجمالي، وتأكيد على أن السينما ليست مجرد ترف بصري، بل لغة ثقافية وإنسانية تشكّلنا وتشكل واقعنا.