صور -عضو الهيئه العليا لشبكة اعلام المرأه العربية : مهرجان الجنادريه جرعة ثقافية وإنسانية ورؤية لمستقبل واعد
قام الدكتور محروس عامر عضو الهيئة العليا لشبكة إعلام المرأه العربية بزيارات متعدده الى المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية 33” الذي اتخذ من عنوان “وفاء وولاء” شعارا له في دورته الثالثة والثلاثون وجاءت هذه الزيارات بحكم وجود د. محروس عامر فى السعودية حيث يمتلك احدى شركات نظم المعلومات
وقال الدكتور محروس عامر تعقيبا على هذه الزيارات والفعاليات التى شاهدها وشارك فى بعضها : الجنادريه هو معرض مفتوح لتراث المملكة العربية السعودية الذي يشتمل التعريف بمناطق المملكة وما تشمله من مهن تراثية واماكن اثرية وفنون شعبية وأنشطة ازدهرت في كل منطقة بحكم طبيعتها المناخية وموقعها الجغرافي. فالمملكة بما تملكه من اتساع جغرافي وهبها الله تنوع مناخي وجغرافي يندر تواجده في دول أخرى. ففيها المناطق الساحلية وما يتبع ذلك من مهن الصيد وصناعة المراكب كمنطقة تبوك ومناطق يغلب عليها الطابع الزراعي الممتزج بالصحراوي منها منطقة القصيم ومنطقة الجوف ومناطق يغلب عليها الطابع الجبلي مثل منطقة عسيرومنطقة الباحة وعلى قمة تلك المناطق منطقة مكة والمدينة المنورة التي تتشرف بوجود بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف الذي لا يتوانى أولي الأمر من استمرار التحديث والتوسعة لهما ورفع مستوي الخدمات للحجيج والمعتمرين والزوار الذين تعلقت قلوبهم بالمشاعر المقدسة خصوصا وبالمملكة عموما واضاف قائلا :كانت المأكولات الشعبية متنوعة وتذكر بعبق الماضي وأيام خلت كانت تجمع الأسر حولها وتتآلف النفوس ولا يغلق باب في وجه زائر أو ضيف طافت شرائط الذكريات الجميلة ورائحة المأكولات تحرك الرغبة في تذوق كل طبق من أطباق المرقوق والجريش أو الدغابيسو الخبزة ومن الحلويات فتة السمن والعسل أو اللقيمات. تنوعات جميلة أثارت العواطف والذكريات والشهيه أيضا الا انني تمنيت الا يقتصر تمثيل المناطق على المهن والمأكولات التراثية والمنتجات بل يزيد التمثيل الثقافي والمعرفي للمناطق بما يليق بها وبما تحتوي من بيئة طبيعية ومن آثار ومن أعلام ونجباء انجبتهم وكذلك ان يحتوي جناح كل منطقة على النظرة المستقبلية للمنطقة وما يخطط القائمين عليها من تطوير في كافة الأصعده وتابع قائلا : آمل ان يجسد المهرجان القادم التنوع الذي وهبه الله للمملكة مجتمعا في مكان واحد يختصر سفر أيام بل أسابيع او شهور الي عدة ساعات وكأن الأرض طويت أمام الزائر أو كأنه حلم في خيال شاعر.
واضاف د. محروس عامر قائلا : الجهات الحكومية والقطاعات الأمنية كان لها حضور بارز اثار استحسان الزوار فقد عبرت بشكل رائع عن تطور ليس فقط في الاداء وانما في الفكر وفلسفة العمل داخل تلك القطاعات وفقا لأسلوب العرض واختيار الممثلين عن تلك الجهات والمعلومات المقدمة عن عمل الجهات مثلت بجلاء وجه المملكة المستقبلي وما تسعي بجد ان تصل اليه من فلسفة خدمة المواطن والمقيم والحفاظ على الأمن بأسلوب انساني راقي وباستخدام أحدث التقنيات الحديثة كل في مجاله. أنها لوثبة رائعة الي مستقبل مشرق ضربت المثل وكونت قدوة للمواطن عن ثقافة التطوير الواعي المستنير، الذي يسخر كل ماهو حديث في التقنيات وأساليب الإدارة فيما يحقق أهدافه ويلائم بيئته وثقافته ولرفع الوعي العام في المجتمع. كم أسعدني ان استشرف مستقبل واعد ومشرق من خلال ذلك التمثيل المميز لقطاعات الدولة والذي يدعو بالفخر ويستوجب الشكر لكل قادة المملكة وكل العاملين على إدارة المهرجان وحكومة وقادة المملكة انه عمل جاد ينبئ ببزوغ فجر جديد .وتابع قائلا : مما توقفت عنده كثيرا مجهودات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومعارضها المتنوعة ومجهوداتها في توثيق آثار المملكة والتنقيب عنها وتجهيز المزارات لتلك المناطق والتي تملك المملكة كنزا كبيرا اذكر منه أعمدة الرجاجيل و دومة الجندل في منطقة الجوف و مدائن صالح بمنطقة المدينة و قرية الفاو عاصمة مملكة كنده القديمة وقرية رجال المع بمنطقة عسير والآثار الإسلامية والبحرية والقائمة تطول منذ عصور ما قبل الميلاد وعصور ما قبل الإسلام الي الاثار الإسلامية ودار نقاش طويل مع ممثلي وزارة الآثار ووجدت فيهم العزم والمهارة و الرغبة في ابراز الكنوز التي تحتويها ارض المملكة والتي تعتبر ارثا إنسانيا يفسر احداث وحضارات تكونت وازدهرت و توارثتها حضارات أخرى.
واضاف د. محروس عامر : يلمس الزائر بسهولة من خلال هذا الزخم الثقافي وزارة السياحة التي ارتدت حلة ناصعة ولديها رؤية واضحة تأخد المملكة بها الي مصاف الدولة السياحية وتفتح آفاق رحبة لاستثمار واعد يساهم في تنوع مصادر الدخل وفي تدعيم وجه المملكة الحداثي يتوج التطور الذي تشهده المملكة في كافة الأصعده.
واضاف د. محروس عامر قائلا : استوقفتني كذلك الأمسيات الشعرية وماذا أروع من مجالسة الشعراء؟ حيث تنساب داخلك أشعار العرب باللهجة النبطية او باللغة الفصحى فلم أجد أجمل من الجلسة في بيت شعر أمام المشب احتسي القهوة العربية الفاخرة وتنسجم روحي ويتحرك خيالي مع إبداع الشعراء وتراكيبهم اللغوية وصورهم الشعرية التي تجعلك تشعر بأنها كلمات لم تسمعها من قبل وصور إبداعية تضيف حياة الي اللغة التي تجمدت في عقولنا من فرط استخدامها الاستخدام العملي أو الاستخدام اليومي الذي يسطحها ويفقرها. أجدني أخيرا انتقل الي آفاق رحبة من الخيال حينا او أعمل فكري في حكم العرب وخلاصات تجارب الحياة فالشعر حياة مزجت الفن واللغة والحكمة في إيقاع تراتبي يعطي العقل فرصة للتأمل والتفكر.
وتابع : ويستمر تنقلي بين الزهور أرتشف رحيقا واتأمل جمالا وأجدني أقف طويلا أمام الفنون التشكيلية التي تواجدت بقوة في المهرجان فلم يكد يخلو منها جناح منطقة. معارض الفن التشكيلي جسدت ما يملكه الفنان السعودي وخاصة المرأة من قدرة على التصور والابداع.لقد استخدمت الفنانة السعودية ادوات الفن التشكيلي بعد أن مزجتها بأنماط البيئة المحيطة لتكون مزيج متميز غني أتاح لها التعبير عن القيم الإنسانية الراقية ممسكة بالبيئة من جهة وبخيالات الفنان من جهة لتنتج لوحا جسدت القدرة على الانطلاق والتغلب على كل ما يعيق الفكر الإنساني ورغبته في صنع غد أفضل. لقد جاء التواجد الفني ليمد جناح آخر من اجنحة التطور من خلال التعبير بالفنون التشكيلية الذي لاغنى لحضارة عنه فهو المعبر الأول عن إنسانية الانسان عن أفكاره وآماله وأيضا احزانه فهو الانسان الذي يبني كل مظاهر التطور وسبق تطوره تطور الشعوب وازدهار حضاراتها على مر التاريخ فهو الملهم والمستشرف للمستقبل.
الجنادرية ليست فقط نزهة وانما جرعة ثقافية وإنسانية ورؤية لمستقبل واعد.