طفلى مشروعى بقلم د.عائشة جاويش رؤية جديدة لصناعة طفل ناجح
د/عائشة جاويش تكتب طفلي مشروعي
عزيزي القارئ دعني أعرض عليك أمرا وفكر معي،إذا أردت أن تقوم بإنشاء شركة وتحقق النجاح والتميز فيها،فما الذي يجب أن تفعله لتصل الي ذلك،أكيد ستبدأ بالتفكير في عمل دراسة جدوي للمشروع كاملا وتبدأ بالتخطيط وتضع الآليات التي تساعدك علي نجاح المشروع ،وتعرف مميزاته لكي تطبقها وتحقق بها النجاح،وتعرف عيوبه لكي تحاول تفاديها ووضع حلول لمعالجتها،وستقوم كل فترة بعمل تقييم لتعرف النتائج وتعرف إذا كنت تمشي بالطريق الصحيح أم لا لكي تعدل وتطور من أداءك لتصل الي أعلي درجات النجاح بمشروعك،كذلك الطفل هو عبارة عن مشروع الحياة ،مشروع الشراكة بين الاب والام،لذلك يجب أن يكون عندي المقومات الاساسية والآليات التي تساعدني علي تحقيق النجاح مع أبنائي وهذه الآليات هي (علم عن التربية- صبر- دعاء) فيجب علي كل مربي أن يتحلي بتلك الآليات في شخصيته لانهم سيكونوا مثل السلاح الذي يقف أمام أي عقبة في تربية أبناءنا فيما تفكر عزيزي القارئ أجد أن هناك تساؤلات تدور في ذهنك،وتقول في داخلك إن آبائنا وامهاتنا لم يكن عندهم علم عن التربية وقاموا بتربيتنا تربية ناجحة وقد جعلوا منا المهندسين والاطباء وغيرهم وكان من آبائنا غير متعلمين فلماذا أقول أنه في هذا الوقت يجب أن يكون عندنا علم عن التربية ،وأجيبك عزيزي القارئ وأقول لك أن أيام آباءنا وأمهاتنا لم يتواجد التحديات والانفتاحات التي نواجهها الآن لذلك أصبح من الضروري جدا أن يكون لدينا علم عن التربية لنستطيع أن نواجه به تحديات الآن ومن الآليات التي نحتاجها في شخصيتنا هي الصبر،الصبر ثم الصبر ثم الصبر،وكما قال الحبيب المصطفي “صلي الله عليه وسلم” أن “الصبر نصف الايمان” فبصبرك تؤجر وعلي قدر المشقة يزداد الآجر،لذلك قال الامام الشافعي “الصبرمثل اسمه مر مذاقه لكن عواقبه أحلي من العسل” فعندما نصبر علي تربية أبناءنا ونحصد تلك الثمرة الرائعة التي صبرنا علي رعايتها سنوات وسنوات عديدة ،وبذلنا جهدنا في الحفاظ عليها وتربيتها ورعايتها رعاية سليمة وتفقد أحوالها صدقا ستكون في قمة السعادة عندما تجد ثمرة تربيتك في أبناءك ثم تراها في أحفادك وهم يعلمونهم المبادئ والقيم التي كنت سببا في تعليمهم إياها،فهنا تكمل السعادة وتحصد نتاج صبرك في الدنيا وايضا في الآخرة ،فلا تيأس وحاول من جديد وتحلي بالصبر في كل أمر تفعله مع أبناءك واجعل مبدؤك أنك تربيهم لله عزوجل،تربيهم لكي يفخر بك الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم أنك من أمته،تربيهم لكي يكونوا أفرادا ناجحين في مجتمعاتهم،تربيهم لكي يكونوا قدوة لغيرهم،تربيهم لكي يكونوا صالحين مصلحين منتجين لمن حولهم،وليس مستحيل أن نتعلم ونكتسب سلوك الصبر في كل أمور حياتنا وهذا ما حثنا عليه الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم عندما أخبرنا وقال لنا”إنما العلم بالتعلم،والحلم بالتحلم،والصبربالتصبر” فبممارسة سلوك الصبر وجعله عادة ايجابية في حياتنا نستطيع أن نفعله ونعالج ونربي أبناؤنا بالصبر،ويكون عندنا المرونة الكافية في تحملهم فإجعل شعارك في التربية بالعلم ثم الصبر والدعاء ثم المرونة نصل لأعلي النجاحات مع أطفالنا باذن الله