طقوس السوريين في العيد والوقوف على الأطلال

طقوس السوريين في العيد والوقوف على الأطلال

 طقوس العيد في مختلف المناطق السورية متشابهة لكنها تختلف في بعض التفاصيل، فالأعياد عبارة عن تقاليد وعادات وطقوس وذكريات تقترن بالأفراح والمسرات، ومع ذلك فهناك طقوس وعادات باتت مفقودة الآن بسبب تردي الواقع الاقتصادي بشكل عام.

 

وهذا ما أكده السوريون وهم يذكرون الاختلاف في مظاهر العيد بحنين وشوق، فالعيد اليوم يختلف عن العيد أيام زمان، فقد تحول إلى مشهد من مشاهد الوقوف على الأطلال السنوي فقط

 

هناك مراسم باتت شبه غائبة اليوم

 

العيد كان بالنسبة لنا كأطفال بعيداً عن العيدية والألعاب كان “طقس الأضاحي” فمعظم الناس كانوا يملكون القدرة على تقديم أضحية العيد على عكس اليوم، حيث أن سعر خروف أصبح أكثر من سعر بيت قبل الحرب”.

 

وكان اللحام يقف على باب منزل صاحب الأضحية ويبدأ بمباشرة عمله ويتجمع حوله الأطفال والشباب ويراقبونه كأنه نجم اليوم، ثم يساعدون جميعاً بتقسيم الحصص بأكياس كي توزع على أهالي الحي”.

 

طبخة العيد في دمشق طبخة بأبيض” وهذا طقس لا يمكن الإخلال به ” أول يوم أبيض أي شاكرية ومشتقاتها من أكلات اللبن إلا أن تراجع الميزان الشرائي اليوم كسر كل هذه الطقوس حيث الشاكرية تحولت من شاكرية باللحمة إلى دجاج إلى لبن ورز فقط”

 أما إقبال السكان على الأسواق وتجهيز أكلات ولوازم العيد وزيارة الأهل والأصدقاء.. فقد كانت العوائل تستعد قبل العيد من خلال “عمل الحلويات وشراء المكسرات  وشراء الملابس الجديدة

اضافة أن العادات اختلفت بتقدم الزمن  فالأهالي كانوا يحرصون على زيارة الأقارب، تبدأ بتجمع رجال وشباب المنطقة بعد صلاة العيد، ثم يمرون على جميع بيوت المنطقة ويطرقون الأبواب للسلام على أهلها لكن التكنولوجيا اختصرت هذا الأمر عبر رسائل المعايدة المكررة”.

ولم يبقي من طقوس العيد إلا زيارة القبور في الصباح الباكر من قبل الرجال والنساء يرافقهم الأطفال أحياناً

وأما الأطفال ينتظرون العيد بفارغ الصبر، فهم يضعون ملابسهم الجديدة قرب فراشهم ليرتدوها في الصباح ويتجمعوا في بيت الجد، ثم ينطلقوا إلى ساحات اللعب بعد أن يأخذوا (العيدانية) التي أصابها الواقع الاقتصادي كما أصاب غيرها حتى جعلها تندثر عند معظم الناس .

يذكر أن الواقع الاقتصادي أرخى بظلاله على معظم طقوس العيد حيث لم يعد يستطيع المواطن تأمين مستلزمات العيد من ملابس أو حلو أو طعام أو أضاحي أو حتى توزيع العيدية، ما جعل العيد يفقد كل مميزاته باستثناء يوم العطلة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.