علاقة ملوك الطوائف بالأسطورة
كتب أحمد الدليل
الشباب هم مستقبل الأوطان وركيزة البناء والتنمية فى المجتمعات إذا تم توجيههم بشكل سليم نحو العلم والعمل والإجتهاد فى إطار يجمع بين ثوابت الدين والمبادئ الأخلاقية.
والفن فى العقود الأخيرة من أكثرالعوامل تأثيرا على تفكير الشباب وبناء شخصيته وتوجهه نحو
الإتجاه السليم بما يخدم حاضره ومستقبله ووطنه.
لكن هل كل الأعمال الفنية التى يتم صناعتها وإنتاجها تخدم الهدف الذى نتحدث عنه نحو توجيه الشباب نحو الإتجاه السليم.
هناك عملان فنيان يمثلان نموذجان مختلفان العلاقة بينهما عكسية لأبعد الحدود.
النموذج الأول
هو المسلسل السوري ملوك الطوائف الذى يحكى حقبة تاريخية من تاريخ الأندلس وهى الفترة التى جاءت بعد إنتهاء الدولة العامرية .
وبنهايتها أنقسمت الأندلس إلى ٢٢ دويلة متناحرة هذا وقد أدى إنقسامهم إلى طمع الأعداء فيهم.
فهذا العمل الفنى بمثابة لمحة من التاريخ الإسلامي فى الأندلس تكاد تحكى واقعنا الحالى من الإنقسام داخل الوطن العربي.
كذلك يتخلل المسلسل لمحة عن الحياة الأدبية بالأندلس بجانب العديد من القيم الأخلاقية التى نجدها فى المسلسل.
يا ترى ما تأثير مثل ذلك العمل على الشباب؟؟
على النقيض تماما نجد عمل فنى آخر هو مسلسل الأسطورة للممثل محمد رمضان.
بدون الخوض فى تفاصيل هذا العمل أصبحنا نرى تأثيره على الصبية الصغار بالشوارع وهم يتبارون فى إستخدام الأسلحة البيضاء متخذين بطل المسلسل مثلا أعلى لهم!!!!!
ماذا يمكن فعله حيال التدفق المستمر للأعمال التى تسير على نهج الأسطورة؟
لابد من عودة قوية لوزارة الثقافة للرقابة على الأعمال الفنية حتى تحمى شبابنا أمل الحاضر والمستقبل.
ما نطالب به ليست رقابة فحسب بل توفير إطار هادف لصناعة وإنتاج الأعمال الفنية لأنها أحد العوامل المؤثرة على الشباب وعلى ثقافة المجتمع ككل.