على سلم اليقين بقلم / عبدالله إيهاب
على سلم اليقين
هل الإطمئنان يأتي بحدوث الشيء أم باليقين بأنه سيحدث ؟
باليقين .
– كيف ؟
مُجرد حدوث هذا الشيء لا يعني أن تطمئن ، فستنحصر مخاوفك التالية في ” ربما لايستمر ، ربما ينقطع “
على سلم اليقين
– ما هو اليقين فى نظرك ؟
أن يكون تيار القدر معاكساً لتيار رغباتك ، ورغم هذا لاتشكو إختلاف التيار !
– وكيف لا أشكو ؟! بالفعل سيمل قلبي فقط من صعوبة المحاولة ، ما بالك لِأواصل التجديفَ عكس التيار ؟
هنا يكمن لُب اليقين .
– أتعني أن لا أسباب منطقية لِأُواصل ، ورغم هذا أُواصل؟!
أعني أن لا نتائج ملموسة كُلما توغلت ، ورغم هذا لا تبتئس .
أعنى المكوث فى بطن الظلمات مُرددًا ” لا إله إلا أنت سبحانك ، إني كنت من الظالمين ”
أعني نحول الشفتين ترديداً ” رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ “
أعني أن يُلازمك الداءُ و الدواءُ . . ولا ينجلي إلا بالدعاءُ ” أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ”
أعني الدعوة سنين عدداً فى قومٍ لايفقهون حديثاً ورغم هذا ، تأدب وإنتظر
أعني أن تكون داعياً لجلب الخير للبشرية ؛ ويرفضه فلذة كبدك !
أعنى أن تُحسِن الُّلجوء و تُهَذب الطلب” رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ”
أعني أن يتفتت قلبك .. أن تكون مُرسلاً لمحو الظلام ويكون إبنك الجزء المعتم
أعنى التفاف ظلام الكُفر حولك ، وقلبك بنور الإيمان مضاء
” رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ “
أعني أن تكون نبياً ويكفر ابنك
أعني أن تكون نبيا ويلتقفك آل فرعون
أعني أن..
أعني الكثير
أعني جداً كيف يكون اليقين
– ولكن سوء التيار يُرغمك أن تردد ” يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًا “
لو عشت تشدو اليقين طوال عُمرك وخذلك اللسان يوماً ، وبكت العين وأقام عليه القلب مأتماً وعويلاً ، فالله رب الضعف ، ورب الحُزن الذى بداخلك ،وعليه سيطببك وقت الهوان ، لكلِ إنسان وقت انهيار لا محالة ، شريطة أن لايستسلم
– كيف وكل هذا الخراب الذى حولي ، كيف أصلحه وحدي ؟
لا أحد يختار وقت انهياره علي أن يكون فترة في عمره وليس فترات ، ولكن علي الأحري يعلم ماذا يفعل في هذا الانهيار
– وماذا أفعل
طمئن روحك بالدعاء
– وبماذا سأدعو ، كل شيء ضباب ، حتي ذاتي لا أعرفها وتحقيق الأمنيات ؟ والمجهول ؟ والمستقبل ؟ والخوف الذي يلاحقني ، أين أجده ..
وربت مراراً على روحِه ..
– يقينهم هذا أين أجده ؟؟!!
الدعاء يجلب اليقين ، واليقين في أن تدعو وأنت لم تر إستجابة الدعاء .
إذاً ..
طمئن روحك بالدعاء