عنف وسلاح : بعد 5 سنوات من واقعة “طفل المرور”: اعتداء جديد..تفاصيل
عنف وسلاح : بعد 5 سنوات من واقعة “طفل المرور”: اعتداء جديد..تفاصيل
مرّت خمس سنوات على الواقعة التي عُرفت إعلاميًا بـ”طفل المرور“، حينما تعدى أحد أبناء الشخصيات المرموقة على أمين شرطة تابع للإدارة العامة لمرور القاهرة، وهي الحادثة التي أثارت حينها موجة واسعة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مقطع فيديو يوثق الواقعة، ويُظهر الفتى يتحدث بتعالٍ ويتعدى لفظيًا وجسديًا على رجل الشرطة.
كتبت: وفاء عبدالسلام
وبالرغم من صدور حكم من محكمة جنايات الطفل في القاهرة بإيداعه إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية كعقوبة تأديبية، فإن هذه التجربة لم تترك أثرًا رادعًا كافيًا، إذ عاد الشاب إلى الواجهة من جديد بعد تورطه في واقعة جديدة أثارت استياء الرأي العام.
واقعة جديدة: شجار عنيف وسلاح أبيض
كشفت أجهزة الأمن مؤخرًا عن واقعة جديدة بطلها “طفل المرور” مجددًا، بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع فيديو يوثق مشاجرة عنيفة بين مجموعة من الطلاب، ظهر خلالها نفس الشاب وهو يعتدي على زميل له مستخدمًا “عصا بيسبول”، ما أسفر عن إصابة الطالب المعتدى عليه وسقوطه أرضًا فاقدًا للوعي.
وأظهرت التحقيقات الأولية أن الشجار نشب داخل إحدى المناطق التعليمية، وأن استخدام السلاح الأبيض من قبل الجاني كان متعمدًا بهدف التهديد والإيذاء. وقد تم نقل المجني عليه إلى المستشفى في حالة خطيرة، لتلقي العلاج اللازم.
تدخل سريع من وزارة الداخلية
فور تداول الفيديو على المنصات الرقمية، تحركت وحدة الرصد بوزارة الداخلية، وتمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية المتورطين في الواقعة، وعلى رأسهم “طفل المرور”. وأسفر التحرك السريع عن ضبط جميع الأطراف المتورطة، حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتحويلهم للنيابة العامة التي باشرت التحقيق في الحادثة.
عقوبة البلطجة في القانون المصري
تندرج هذه الواقعة ضمن جرائم “البلطجة”، وهي من الجرائم التي يعاقب عليها القانون المصري بشدة. وتنص المادة 361 من قانون العقوبات على أن العقوبة قد تصل إلى الحبس لمدة لا تقل عن ستة أشهر، أو الغرامة المالية، أو كلتاهما، وذلك بحسب ملابسات الواقعة وسوابق الجاني.
وتُعد هذه العقوبات جزءًا من جهود الدولة لفرض هيبة القانون، ومواجهة السلوكيات العدوانية، خاصة تلك التي تصدر عن فئات يُفترض أن تكون قدوة في الانضباط، أو سبق أن تم تأهيلها عبر المؤسسات الإصلاحية.
دعوات للمساءلة والتربية السليمة
أثارت الحادثة موجة من التساؤلات والانتقادات بين المتابعين، خاصة فيما يتعلق بفعالية العقوبات التأديبية في إصلاح السلوك المنحرف، ومتى يمكن للمجتمع أن يشعر بأن القانون يطبق على الجميع دون استثناء. كما أطلق نشطاء على مواقع التواصل دعوات إلى ضرورة تعزيز التربية الأخلاقية في البيوت والمدارس، وعدم الاعتماد فقط على العقوبات القانونية في ضبط السلوكيات المنحرفة.