فاروق فلوكس: لم يكن لي أصدقاء من الوسط الفني، جميعهم زملاء اعزاء فقط
اللحظة التي لا أنساها عندما كان والدي يتحدث وهو نائم، وسمعته يتحدث عني ويقول!
_ فاروق فلوكس: لم يكن لي أصدقاء من الوسط الفني، جميعهم زملاء اعزاء فقط
_ اللحظة التي لا أنساها عندما كان والدي يتحدث وهو نائم، وسمعته يتحدث عني ويقول!
_ فاروق فلوكس: والدي كان شخص طيب.. وكان يحلم إني يراني مهندس.
_ وسيلتي الوحيدة للمتعة والسعادة والهدوء ضاعت مني.
أنا شخص متفائل دائمًا وأتوقع الخير من الله، وأفوض أمري إليه.
_ فاروق فلوكس: في القراءة والكتابة، ملاذي و كوكبي الخاص.
_ فاروق فلوكس: لحظة اللقاء الأول مع فؤاد المهندس بداية رحلة الاحتراف
_ دائمًا ما أسعى للبقاء صادقا مع نفسي ومع الآخرين في جميع المواقف.
حوار ريهام طارق
الجانب الإنساني: رحلة في حياة فاروق فلوكس
سنكتشف في الجزء الثاني من حوارنا مع الفنان القدير فاروق فلوكس، تفاصيل حياته الشخصية وعلاقته القوية بأسرته. دعونا نلقي نظرة عميقة على الجانب الإنساني لهذا الفنان المميز.
وسيلتي الوحيدة للمتعة والسعادة والهدوء ضاعت مني
في عالم مليء بالضجيج والتشويش، إلى أين يهرب فاروق فلوكس ليجد السلام والسعادة الحقيقية؟
للأسف، وسيلتي الوحيدة للمتعة والسعادة والهدوء ضاعت مني حاليًا، وهي حب القراءة والكتابة، فأنا أعاني حاليا من ضعف البصر مما جعلني غير قادر على القراءة تمامًا، و كان في القراءة والكتابة، ملاذي و كوكبي الخاص الذي أهرب إليه عندما أحتاج إلى الهدوء والسكينة وتفريغ طاقتي.
أنا شخص متفائل دائمًا وأتوقع الخير من الله، و أفوض أمري إليه وحده.
بمن تتفائل ومتى تشعر أنك متشائم؟
كيف لي أن أتشاءم من أي شيء خلقه الله؟ أنا شخص متفائل دائمًا وأتوقع الخير من الله، و أفوض أمري إليه. عندما أستيقظ من نومي، أول ما أقوله هو الدعاء إلى الله وأقول: ‘اللهم، اجعل هذا اليوم نادياً’.
من هو الشخص الذي تستطيع أن تأتمنه على أسرارك؟
بعض أصدقائي الذين توفاهم الله وابنتي يسر، هي من أئتمنها على أسراري حالياً
فاروق فلوكس: الحكمة خلف قوة العالم
إذا امتلكت قوة هذا العالم، ما هو أول شيء ستقوم به؟
بدون تردد أسامح كل من آذاني.
ما هو أكثر شيء مؤذٍ في حياتنا الآن؟
اكثر شيء مؤذ في عالمنا هو المادة.
هل ترى أن الماديات كانت سببًا في تفكك الأسرة وتدمير العلاقات؟
نعم، هي سبب تدمير كل شيء جميل في حياة الإنسان لو جعلها من أولوياته.
فـ التركيز الزائد على الماديات قد يؤدي إلى إهمال العلاقات الاجتماعية والعائلية، و يسبب تفكك الأسرة وتدهور العلاقات الإنسانية الصحيحة.
لم اظهر في علي مدار حياتي بقناع مزيف.
هل لك وجه آخر غير وجهك الحقيقي يظهر في بعض المواقف؟
لم يحدث إني ظهرت بقناع مزيف أو وجه آخر غير حقيقتي.
أنا أؤمن بالتعبير عن النفس بصدق وأن الشفافية تعزز العلاقات الإنسانية، لذا، دائمًا ما أسعى للبقاء صادقا مع نفسي ومع الآخرين في جميع المواقف.
هل تعتبر من يلجأ إلى وجه آخر غير حقيقته للتعامل منافقا أم دبلوماسيا؟
اعتبره نفاق لو هذا سيلحق الأذى بالآخر أو الهدف منه مصلحه شخصيه، و اعتبرها دبلوماسية إذا كان الأمر يستلزم أن أتعامل بلطف وانني إذا استخدمت العنف يمكن أن يلحق الأذى، بـ اولادي، أو يؤثر على سلامتهم.
ماذا لو قابلت العرافة؟ ما هو أول سؤال يثير فضولك لمعرفة إجابته؟
إذا قابلت العرافة، فأول سؤال يأتي لي بالتأكيد هو: ‘ماذا سيحدث لك بعد ساعة؟، أنا لست شخص جاهل لاسال عرافة لأعرف الغيب أنا مؤمن أن الغيب لا يعلمه إلا الله.
هل تعتبر نفسك ديكتاتورا متمسكا برأيك، أم تلجأ إلى المشورة وسماع الآراء الأخرى؟
بالتأكيد، لم أكن أبدًا في حياتي ديكتاتوريًا، أنا مؤمن بأهمية الاستماع إلى الآراء المختلفة والمشورة مع الآخرين، طالما أن ذلك يخدم مصلحة المجموعة ويسهم في تحقيق الأهداف المشتركة.
الشخص الوحيد الذي تذكرته في تلك اللحظة المرعبة، ولم يخذلني.
في حالة وقوعك في أزمة، من هو الشخص الذي تلجأ إليه في المقام الأول؟
دائمًا ما ألجأ إلى صديق عمري، أتذكر في إحدى المرات وقت كنت في منزل والدي غشي علي أثناء الاستحمام، ووقعت على الأرض مصابا بالاختناق بسبب الغاز، طلبت من أمي الاتصال بـ صديقي محمد عبده، الذي كان زميلي في الكلية. و جاءني على الفور، وكان هو الشخص الوحيد الذي تذكرته في تلك اللحظة المرعبة، ولم يخذلني.
هل الإحساس بـ الخذلان صعب؟
بالتأكيد، الإحساس بـ الخذلان يعد تجربة صعبة للغاية.
عندما يخيب ظنك في شخص ما أو يتخلى عنك في وقت الحاجة، يمكن أن يكون ذلك مؤلما، في تلك اللحظات، لا يمكنني سوى أن أجد الراحة في الصلاة والتضرع إلى الله لـ يهديني ويظهر لى الطريق الصحيح.
ما هو الفرق بين الظلم و الخذلان؟
الظلم و الخذلان هما وجهان لعملة واحدة، وهي التجربة المؤلمة للتخلي عن العدالة والثقة، الظلم يأتي عندما يسلب الشخص حقوقه أو يعامل بشكل غير عادل، بينما يأتي الخذلان عندما يتخلى الشخص عن واجبه تجاه آخرين أو يتركهم في وقت الحاجة.
ما هو سر ملامحك الأوروبية؟
ملامحي الأوروبية تأتي من خليط ثقافي متنوع، حيث أمي من أصول تركية وورثت منها الكثير من السمات الجميلة و الطباع الراقية، أما والدي فهو من أصول صعيدية، وكان صديقي المقرب وأعظم شخص في حياتي، وكنت أراه أعظم أب في العالم.
لحظات حاسمة في حياة فاروق فلوكس ووالده
كيف كانت علاقتك بوالدك؟
والدي كان شخصًا طيبًا للغاية، وكان دائمًا مهتمًا بتعليمي وتطلعاتي، كان حلمه أن أصبح مهندسًا، نشأت على قيم الحرية والاعتماد على النفس والصدق والأمانة، وكان داعمًا للمناقشة والتعبير عن الرأي. لم أتذكر يومًا أنه قام بمعاقبتي أو إيذائي، لذلك كنت أثق به تمامًا وكنت أحكي له كل شيء في حياتي.
ما هو الموقف الذي حدث بينك وبين والدك ولا تستطيع أن تنساه؟
في حرب ٥٦، عندما شاهدت طائرات العدو تحلق في سماء مصر، قررت التطوع وأصبحت جزءًا من الفدائيين على خط النار في مدن القناة، وعشت تجربة صعبة لمدة ٥٥ يومًا.
عندما عدت إلى القاهرة، كانت التجربة لها تأثير قوي على وجداني وأثرت في اهتمامي بالتمثيل والفن، وبسبب ذلك رسبت في كلية الهندسة عدة سنوات.
لكن اللحظة التي لا أستطيع نسيانها هي عندما كان والدي يتحدث وهو نائم، وسمعته يتحدث عني ويقول: ‘ليه عايز تحرمني من لقب مهندس؟ أنا عمري ما عاملتك وحش أو قصرت في حقك.’ في ذلك الوقت، شعرت بحزن غير مسبوق وقررت النجاح أخفف عنه مصاريف الجامعة، مما جعلني أقف في كافتيريا الكلية أنادي عن لو يوجد زميل يحتاج رسما هندسيا، في مقابل مادي ونجحت في السنة الثانية والثالثة، وتخرجت من كلية الهندسة بتقدير جيد، ونجحت في السنة الرابعة وحصلت على تقدير امتياز في مشروع التخرج.
فاروق فلوكس الأب
هل تعاملت مع ابنك أحمد فلوكس بنفس الطريقة التي تعامل بها والدك؟
أحمد، ابني، نور عيني، وأحبه كثيراً، وهو الثروة الحقيقية التي حققتها هو وإخوته.
يعتبرني أحمد ملكيته الخاصة، و يغار إذا شعر بقرب أحد مني أكثر منه، حتى لو كانت أخته، ربيته على الحب والخير وحب الناس، وتجلى ذلك في طيبة قلبه وأصالة معدنه.
ومن بين أبنائك، من الأقرب إلى قلبك؟
بالطبع كلهم في قلبي، ولكن ابنتي يسر هي التي تحمل همي بشكل خاص، و أحيانا ينتابني الشعور بالقلق من أن أكون أصبحت حملاً ثقيلاً عليها.
هل سبق وقابلت شخصا قال لك أنك لا تصلح أن تكون ممثل؟
نعم، حدث ذلك مرة واحدة عندما كنت أرغب في الانضمام إلى فريق التمثيل في الجامعة. كان الأستاذ أحمد البدوي، الذي كان يقوم باختبار المتقدمين، يعمل على تقييم الأداء. وعندما قمت بأداء المونولوج، قال لي: ‘أنت فين؟ مش شايفك! إذا أنا مش شايفك، الجمهور هيشوفك!’ سألته إذا كان لا يعتقد أنني أصلح للتمثيل، فأجاب: ‘جسمك مش مينفعش، متحاولش.’ عندما سمعت رأيه، اقتنعت بأنني لا أنفع في التمثيل، ولكني لم أحزن، و مسحت فكرة التمثيل من حياتي نهائيًا.
منذ متى بدأت تشعر بحبك للفن والتمثيل؟
لم يكن لدي أبدًا فكرة عن حبي للفن والتمثيل، وكنت لا أدرك أن لدي موهبة في هذا المجال
فاروق فلوكس: رحلة اكتشاف الموهبة وبدايتها الفنية
كيف دخلت عالم الفن، ومن كان اول شخص اكتشف موهبتك كممثل؟
أول من اكتشف موهبتي و شجعني كممثل هو الفنان أبو بكر عزت، بدأت مشواري الفني من خشبة مسرح كلية التجارة بجامعة القاهرة.
فاروق فلوكس: تجربة الوقوف على خشبة المسرح – بين الخوف والاندماج
كيف كان شعورك في أول مرة تقف فيها على خشبة المسرح؟
كنت خائفا و مرتبكا و متوترا، وكنت أعرق بشكل لا يصدَّق، دخلت الحمام عشر مرات، ولكن بمجرد وقوفي على المسرح وبداية العرض، اندمجت في الشخصية تمامًا.
كان دوري صامتًا وحصل على إعجاب الجمهور، لا يمكن وصف فرحتي في تلك اللحظة. فعلا، من يريد النجاح يجب أن يتذوقه.
فاروق فلوكس: لحظة اللقاء الأول مع فؤاد المهندس – بداية رحلة الاحتراف.
كيف كان أول لقاء لك مع الفنان القدير فؤاد المهندس؟
بعد نجاح مسرحيتي ‘خاتم سليمان’، نصحني أبو بكر عزت بالتوجه إلى فؤاد المهندس، الذي كان في ذلك الوقت يعمل في رعاية الشباب، وفي إحدى اللقاءات التي حضرتها مع فريق التمثيل، دعيت للقاء الأستاذ فؤاد، كنت متوترا جدًا ولم أصدق أنني أتحدث معه. عندما سألني لماذا أنا صامت، أجبته بأنني أستمع و أستفيد من حضوره. فأجابني بكل ود، وطلب مني أن أجلس بجانبه، ومنذ ذلك اليوم، ظل مكاني بجانبه .
متى كانت أول جائزة تحصل عليها؟
أول جائزة حصلت عليها كانت ميدالية عن مسرحية ‘خاتم سليمان’ على خشبة مسرح الأزبكية، وكان هذا أول عمل فني شاركت فيه.
من هم أقرب أصدقائك من الوسط الفني؟
لم يكن لي أصدقاء مقربين من الوسط الفني، جميعهم كانوا زملاء اعزاء فقط.
في الجزء الثاني من حواري مع الفنان الكبير فاروق فلوكس، تم تسلط الضوء على جوانب جديدة من شخصيته وحياته، كشفنا عنها لأول مرة أمام الجمهور، من خلال تبادل الأفكار والتجارب، تمكنا من فتح نافذة جديدة نحو عالمه الفني والإنساني، مما يضيف بعدا جديدا لـ فهمنا لهذا الفنان العظيم
رحلة الذكريات والكشف عن الحقائق في الحوار القادم
وبهذا نصل إلى نهاية لقائنا اليوم، عزيزي القارئ، في انتظار الجزء الثالث من حوارنا مع الفنان القدير فاروق فلوكس.
وفي الجزء، الثالث سنتحدث عن دور المرأة في حياته، وكيف تعرض للظلم من فؤاد المهندس، و نكشف أيضًا عن الأصدقاء في الوسط الفني والشخص الذي عاود الاتصال به بعد 45 عامًا من الغياب.
إلى اللقاء في الجزء الثالث، مع تفاصيل اكثر مع ريهام طارق.
التعليقات مغلقة.