فقه التحرش” بتفاحة”!!!
….
عند بدء الخلق حين منح آدم الجنة بلا تعب واهداه الله السكن والرحمة فخلق له حواء من اضلعه لتكمله، ربما لم يخطر له ابدا ان يكون اختباره الاول والاخير فيها للبقاء الابدى هو مجرد “تفاحة”،
تلك الثمرة التى اغوته من بين كل ثمار الجنة لتكون سببا فى خروجه منها،
لقد وهب الله لسيدنا آدم كل نعم الجنة ومتاعها واراد سبحانه حين منعه من شجرة واحدة ان يعلمه ويمنحه حق الاختيار _وهو سبحانه أعلم بمن خلق_ يقول تعالى : (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين). (البقرة: 35)
تقول إحدى التفسيرات القرآنية حول القصة ان سيدنا أدم قد خلق لحياة الأرض ولو لم يأكل من شجرة التفاح، و قد اعجبني هذا التفسير فيقول المفسر : ليس لحواء و لا للشيطان دخل في حث أدم على تناول ثمرة التفاح ، حيث قدر الله لأدم ذلك. فقد خلق له الله الأرض ليعيش فيها ولكنه أراد سبحانه وتعالي ان يلقنه درساً .. ان يختبر طاعته وقوة إرادته لتحقيق ذلك .. ولذا قد خلق له الشجرة ووضعها أمامه،ثم أمره ان لا يتناول منها واخبره بان مخالفته لذلك هى المعصية .. ولكنه ضعف وضعفت إرادته .. اخطأ أدم وعصي أمر ربه وتناول من تلك الشجرة المحرمة .
وهكذا اصبح فقه بنى ادم منذ الخلق الاول وحتى الفناء، تاتى غوايته امامه .. تتحرش به دوما كما يتحرش بها، يظن دائما ان الله قد منعه الخير فيما لم يكتب له وما فاته _وذاك ظن السؤ_رغم أنه قد يملك الجنة كاملة. ولعله ولسؤ فهمه وقلة ادراكه يقايض دون أن يدرى كل غالى بيديه بابخس الأثمان . واقتبس هنا ما قاله الكاتب التونسى كمال العيادى بأحدى مقالاته عبارة قرأتها اليوم ولعلها كانت سببا ملهما لكتابة هذا المقال ..
“ان الكائن البشرى مازال يتعرض لاهانات مخزية بدأت بمقايضة قيمته بتفاحة لا قيمة لها” لقد اختصرت هذه الكلمات كثير مما نفعله بأنفسنا حين نتعلق بأشياء وأشخاص لم يزيدونا الا المأ وشتاتأ ثم نبكى عليهم وعلى انكسارتنا وما لحق بنا من خذلان ، رغم أننا نتحمل مسئولية عدم
الاننتباه إلى ان السبب ربما يكون “تفاحة”.
……