في القرن الواحد والعشرين لازال العالم يفتقد الإنسانية.

كتبت سارة خالد 

منذُ آلاف السنين انتصر بلال علي سيده أمية ومنذ مئات السنين انتهت العُنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية علي يد إبراهام لينكولن ليصدُر قانون يمنع العبودية والتمييز بين الأبيض والأسود بعدما عانت أمريكا الكثير وعاني العالم أجمع من فكرة العبودية والتمييز.


الأمر الذي دائماً ما يجول بخاطرنا عندما نتحدث عن العبودية هو أن للعبودية وجهاً واحد وهو أن العبودية أن يصير الشخص عبداً لشخص آخر أو لمادة أخري وفقط هذا هو تعريف العبودية عندنا!


وأن التمييز هو أن نضع أصحاب البشرة البيضاء علي الجانب الأيمن وأصحاب البشرة السوداء علي الجانب الأيسر كما لو انهم مصابون بمرض وعليهم التخلص منه!


ولكن؛ وبعد الإطلاع والتفكير ملياً أدركت أن ثمة أنواع أخري من العبودية والتمييز لم نتخلص منها بعد، عبودية نخترعها نحن، وعبودية يخترعها المجتمع ويضعنا فيها، عبودية قاسية لكنها تعجبُنا، وعبودية قاسية ومريره لكننا مغلوبين علي أمرنا..

بعض الأخلاق السيئة نوع من أنواع العبودية، بعض الهيمنة نوع من انواع العبودية.

“الفشل، المخدرات، اليأس، الإكتئاب، الأفكار العقيمة، عدم تقبل الآخرين” كل تلك أيضاً انواع من انواع العبودية، تّكبل اجسامنا وأرواحنا بأصفاد من حديد بل والأسوء انها تُرغمنا عن الدفاع عنها مما يجعلنا أكثر من عبيد لها! ويضطرُنا إلي اللجوء لها دوماً كما يلجأ العبد لسيدة وكأنها عكاز يُسندنا!

لا تُخبرني أن العبيد هم وحدهم من تربطهم الأصفاد بل تعال أحكي لك عن عبيد قيدتهم أفكارهم، عبيد استسلموا لحياتهم، عبيد آخرين تركوا القوي يهيمن علي الضعيف!


انتهت العنصرية والتمييز في أمريكا والعالم العربي يؤكد أنه لا فضل لعربي علي أعجمي ولا للأبيض علي الأسود فضل إلا بالتقوي، إلا أننا وبرغم ذلك لازلنا نقع تحت أصفاد التمييز فنعذبُ الأسود لانه اسود حتي إذا ما ولِد لشخص طفل أسود نفر وقال أنه لا يبدوا جميلاً، حتي وإن كان علي ساحات النقاش يؤكد بأن الأسود خلقة الله وأنه يكره التمييز والعُنصرية.

هل فكرت يوماً كيف يهيمن القوي علي الضعيف؟ لا اقصد هيمنة البلاد الكبري علي البلاد الأضعف مما يجعل البلاد الضعيفة تابعة لها؛ أو واقعه تحت تأثير العبودية لأسيادها _البلاد القوية_، لكن أقصد في منازلنا ومدارسنا لازلنا نفتقد الحوار فيقع الطفل تحت تأثير العبودية فلا حق له الإختيار ولا أن يتخذ قرار وكل ذلك بالتأكيد لأنهم يعرفون أكثر منه، نوع من انواع العبودية لكن غير ظاهر، لا يجب أن يظهر حتي لا يتمرد الجميع أو يضطر الوالدين والمُعلمين ان يتعلموا أسس التربية السليمه، حتي نحنُ بين بعضنا البعض لازلنا نسخر ونميز ويتبع الضعيف فينا القوي فيستبد القوي الضعيف، حتي المشاعر أصبحت نوع من انواع العبوديه.


انتهي التميز وانتهت العبودية، لم يعد هناك عُنصرية، لقد حذفنا كل تلك الكلمات من قواميسُنا، لكن حذف الكلمات لا يعني حذف الفعل، لازال الرجل ينظر للمرأة علي انها امَة ولا زال الكِبار ينظرون للأطفال كما لو أنهم جزء من ممتلكاتهم التي يجب أن تقول دوماً سمعاً وطاعة.

في النهاية العالم والأشخاص والعادات والتقاليد والأعراف والتربية وكل شيء يفتقر إلي الحوار وتقبل الأخر وحرية الرأي والتعبير، لازال العالم يفتقر أن يكون إنسانياً!

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.