قراءة نقدية في رواية “في مرآة السراب” … بقلم الأستاذة: هالة المهدي
قراءة نقدية في رواية “في مرآة السراب”
بقلم الأستاذة: هالة المهدي
نظرة تحليلية لرواية من مكتبتي بقلم الشاعر المهندس عبده حسين إمام
الروايه من القطع المتوسط كتبت في 110
من الصفحات.
الغلاف
جاء تصميم الغلاف متناسقا مع العنوان بشكل واضح صريح حيت تم تصميمه في صورة فتاة تجلس أمام مرآتها في استغراق تام لتأملاتها في ملامح الصورة في المرآة بينما لا يظهر في المرآة سوي صورتها بدون أي تفاصيل مزعجة أو موضحة في إظلام تام لكل ما حول الصورة ورغم وضوحها في المرآة الا ان خلفيتها مظلمة بداخل المرآة لتدل علي قتامة ما يعتمل بصدرها وغموض الفكرة ،ثم خلفية الحوائط حول المرآة في صورة باهته وألوان داكنه لا تعبر سوي عن مجهول يزيدك إحساسا بقتامة المشهد داخل القلب ومجهولية الأحداث فيزيدك شغفا لفك طلاسم ذلك الغموض.
الإهداء
كان الإهداء آكثر غموضا إلى س. س الحلم الوضيء بين أقنعة السراب
وكأن الكاتب يزيدك تشويقا بذلك الإهداء وفضولا لمعرفة صاحب الإهداء سواء رجل أو إمرأة خاصة وأن معظم بطلات الرواية تبدأ اسمائهن ب حرف السين مما يزيد من فاعلية التشويق لدي القاريء وإثبات مدي القرب النفسى لصاحبة الإهداء.
المتن
تحتوي الروايه علي ثلاث عشر فصلا من الفصول تبدأ بحرفية الكاتب في الدقه والوصف والتعبير المجازي الذي يذكرنا دائما بأن الكاتب شاعرا بالدرجة الأولي مما أثر في كتابته اللغوية فأدخل في كل جملة وتفصيلة من المحسنات البديعية والصورة الخيالية والوصف التعبيري اللغوي مستخدما أدواته البلاغية وأسلحته اللغويه في الكتابة.
اعتمد الكاتب في كتابته علي السرد بدرجة أفضل من الحواريه في الكتابه فكان السرد أصدق وصفا وتفصيليا حتي أنك تجده قد اهتم بالتفصيلات الدقيقة التي تجعلك تشعر أن الكاتب يصف من خلال رؤية واضحه للمكان الذي يكتب عنه.
هنا نجد الشاعر الكاتب يضع بعمق كل تفصيلة في شخصيات الأبطال من الداخل شعوريا ومن الخارج مظهريا بكل دقه ليبدو لك وكأنه توحد مع السرد فأبدع لوحة فنيه مشهديه تصف الأحداث والأماكن والمشاهد ببراعة تامة.. يمكنك من خلالها كقاريء أن تري بعينك شكل ووصف الشخوص وكأنهم أمامك بملامحهم كاملة واضحه دون غموض.
المزيد من المشاركات
الحوار
جاء الحوار مكملا للسرد ولكنه كان أقل إبداعا من السرد ويبدوا أن الحوار قد كتب للضرورة في بعض المقاطع لإضافة حالة من الحياة.. رغم أن السرد هنا قد يغني عن ذلك بالفعل لسهولة منطقه وتفصيله الواضح.
الزمكان
في بلاغة واضحة اعتمد الكاتب علي الربط بين الزمان والمكان في الوصف فتجد أنه كان يراعي دائما في حالة الوصف الدقيق الا يقوم بتشتيتك عن قراءة المشهد المكتوب.
فتجده في بعض الأحداث يصف المكان بدقة لتري نفسك وقد انتقلت له بسهوله وسلاسه وكانك بداخله.. ثم يعود فيربط بين الزمان والمكان لتجد نفسك تنتقل بسهوله بين الاحداث من فصل لآخر دون تشتت فكري
غير أني أعيب علي النص فكرة الإستغراق في الوصف التحليلي للشكل والصوره والملامح وتكرار الوصف في بعص المقاطع لتأكيدها.. مما لم بعطي فرصة للقاريء ليتخيل بمخيلته الخاصه فقد وصف وصفا دقيقا لا تستطيع معه الهروب من خيال الكاتب الي خيالك الخاص.. بل يسحبك معه لخياله هو الخاص ولا يعطيك فرصة لحرية التخيل للشخوص بما يتوافق وخيالك كقاريء.
الربط بين الأحداث
يترك لك الكاتب حرية التنقل بين الأحداث بسهوله فيمنحك الفرصة للإنتقال بين الشخصيات من فصل لفصل مع دراسة نفسيه تحليليه لكل شخصيه علي حده. (ربما ظننت وأنا أقرا وربما ظن معي أي قاري آخر أن تلك الشخوص حقيقية قد تعامل معها الكاتب يوما فأخذ يكتب عنها.. خاصة شخصية سمر وسميحه واحمد دنيا ومرزوق) فالوصف التفصيلي الذي ابدع فيه الكاتب يضعك في حيرة من أمرك أن لم تصدق بحقيقيتها وتواجدها علي أرض الواقع
أسلوب السرد
الرواية من فئة الإحتماعي الواقعي وأسلوب الكتابة كان عميقا مطعما بالبلاغة البديعة في كل سطر من سطورها والصور الخياليه والإبداعية قد طغت علي الأسلوب مما يجعلك كقاريء تبحث في تاريخ الشاعر كاتب الرواية.. أسلوب بلاغي من الدرحة الأولي يكشف عن كاتب عميق راقى لا يقرأ له سوي مستوا معينا من القراء.
استخدام بعض اللغويات المعقدة ينبئك بأن الكاتب علي دراية كامله بمصطلحات اللغه وعمقها.
كتبت النهاية للقصة وربما قصدها الكاتب في 2010 أي قبل بداية ثورة يناير وكأنه يخبرك أن تلك الثورة كانت فقط نتيجة طبيعية لأحداث كثيره وان تلك الأحداث هي شرر بسيط من انطلاقة شرارة ثورة يناير
لن أكتب في الأحداث نفسها لأترك فرصة للقاريء ليستكشف بنفسه ما أكتشفته أنا.. ولأدع لك الفرصة عزيزي القاريء أن تستمتع بقراءتها مثلي.
بالتوفيق للكاتب المحترم الخلوق الذي شعرت وأنا أقرا له تلك الرواية أنها كتبت بقلم شاعر وعقل قاص وقلب ناقد أدبي وقاريء محترف تراقصت كلماته علي سطور الإبداع.