كبسولة تحقيق التاسعة”.. كيف دمر موسيماني الوداد تكتيكيًا في المغرب؟

متابعة …. شريف حلمى

موسيماني حلق بنسر الأهلي في كازابلانكا”، استطاع الأهلي تحقيق نتيجة أكثر من رائعة أمام نظيره الوداد البيضاوي المغربي بنتيجة هدفين مقابل لا شيء، ولكنه على الجانب الأخر يتبقى الشوط الثاني في القاهرة أمام فريق عريق بحجم أبناء الدار البيضاء، وبالنظر لما حدث في الذهاب وجب على موسيماني الإلتزام ببعض الأفكار التكتيكية التي ستمنحه العبور لنهائي دوري الأبطال، ومن ثم تحقيق حلم الجماهير بالتتويج بالأميرة الإفريقية التاسعة.

ويستضيف ستاد “القاهرة الدولي” المواجهة المرتقبة بين فريقي الأهلي ونظيره الوداد المغربي، ضمن منافسات إياب الدور نصف النهائي بدوري أبطال إفريقيا 2019-2020، يوم الجمعة المقبلة في تمام الـ9 مساءًا.

نقاط ضعف الوداد في الذهاب تمنح الأهلي فرصة خرافية لتحقيق تاريخ جديد.

ظهر خط دفاع الوداد بشكل هزيل للغاية، فكان أضعف خطوط فريق الوداد على الإطلاق خلال الـ90 دقيقة التي أقيمت في ستاد “محمد الخامس”، كما يُعد أضعف خطوط الدفاع بين رباعي المركز الذهبي، حيث يمتلكون أخطاء واضحة للغاية في التمركز وسوء الرقابة، بالإضافة إلى بطئ ارتداد الظهيرين مهما اختلف أسماء اللاعبين.

1-عمق ملعب الوداد يُعد أكثر الجوانب السلبية في الفريق المغربي بشكل عام، لذلك وجب على الأهلي استغلال هذه السلبية الواضحة خلال مباراة العودة في القاهرة، خاصًة في ظل وجود 3 لاعبي أفذاذ في هذه المنطقة وهم “عمرو السولية، محمد مجدي أفشة، صالح جمعة”.

2-وجب على رأس الحربة الصريح للأهلي مباراة العودة سواء كان “مروان محسن، أو أليو بادجي” الضغط بقوة وشراسة على قلبي دفاع الوداد خاصًة في ظل أخطاءهم المعتادة في الخروج بالكرة.

كما أن لديهم أزمة واضحة في الخروج بالكرة من الرباعي الدفاع مما يُسبب العديد من الأزمات للفريق المغربي، حيث استقبل الوداد 5 أهداف من أصل 9 عن طريق قطع الكرات أثناء الخروج بالكرة خلال البطولة، و4 أهداف أخرى من ضربتين جزاء وضربة حرة وانفراد مباشر.

3-صناعة أكبر قدر من الكرات العرضية داخل منطقة جزاء الوداد سيكون بمثابة كابوسًا على دفاع الفريق البيضاوي، خاصًة في ظل قصر قامة خط الدفاع بالكامل، بالإضافة إلى الإرتقاء القوي الذي يتميز به أغلب لاعبي الأهلي وبالأخص “مروان محسن، وبادجي، وأجاي”.
4-في ظل الاعتماد على الجبهة النارية للأهلي بقيادة “معلول وأجاي” يجب تأمين الثنائي بوجود من أحد متوسطي الميدان الدفاعيين، مع عدم تكليف أحدهم بالمهام الهجومية، وفي الأغلب سيكون “ديانج، أو حمدي فتحي”.

5-وجب على موسيماني مواصلة تطبيق فكرة ومنح تعليماته المستمرة لللاعبين، بتضيق مساحات اللعب وعدم فتح الملعب بشكل يصنع مساحات بينية بين خطوط الأهلي الثلاثة كما كنا نرى خلال الفترة الأخيرة لقيادة فايلر للأهلي.

6-سيكون للثلاثي “وليد سليمان، وصالح جمعة، وكهربا” دورًا هامة في مواجهة العودة سواء ببداية اللقاء أو الدخول من على مقاعد البدلاء، وذلك بفضل تحركتهم الذكية بشكل مستمر، ورغبتهم المستمرة في التسجيل من أنصاف الفرص.

على موسيماني الحذر.. هجوم الوداد ليس بالضعيف خارج الديار.

1-يُعد أكثر ما يُميز فريق الوداد هجوميًا تكمن في كون جميع لاعبي الوسط والهجوم يتحركوم ككتلة واحدة وبخط طولي في نصف ملعب الخصم في التقدم الهجومي وهو ما ظهر بوضوح في أكثر من مناسبة خلال المباراة، بالإضافة إلى القدرة على استرجاع الكرة بأسرع وقت ممكن، خاصًة في الرباعي “بديع اواك، والحسوني، والحداد والكرتي”، حيث يتميزون بالمهارة العالية، وميزة التصويب، حيث يُعد أبناء الدار البيضاء هم ثاني أكثر فريق في دوري أبطال إفريقيا خلال النسخة الجارية تسديدًا على المرمى بعد فريق مازيمبي الكونغولي.

لذلك وجب على موسيماني صناعة جدار عازل من لاعبي الوسط أمام الرباعي الدفاعي من أجل حرمان الوداد من ميزتهم الأكثر خطورة على الخصوم، وهو ما فعله بالفعل السولية وديانج وكذلك حمدي فتحي بعد نزوله.

2-الوداد بيمتاز بقدرة الجناحين الحداد و بديع اواك على الاختراق خلف ظهيرين الخصم، لذلك وجب على هاني ومعلول التمركز الدفاعي بشكل جيد مع التغطية العكسية بشكل مستمر، وهذه النقطة ظهرت بوضوح في جميع مباريات الوداد في دوري الأبطال، بالإضافة إلى تميزهم بالكرات العرضية، حيث سجل الوداد ٨ أهداف من أصل ١٢ من كرات عرضية في دوري الأبطال.

3-الخطورة الأكبر لدى الوداد تكمن في الجبهة اليمين بقيادة بديع أواك و عبد اللطيف نوصير ودائمًا ما يتحركون ككتلة واحدة في الهجوم والتي تتمثل في تحرك طولي بشكل مستمر، لذا وجع المساندة الدفاعية من أجاي لمعلول بشكل مستمر أيضًا، وذلك على عكس الجبهة اليُسرى والتي تتكون من “الحداد و يحيى عطالله” وهم دائمًا يفضلون الدخول للعمق، وهو ما يصنع فرص أكبر لصنع هجمات أخطر على مرمى الخصم، إلا أنه يمثل نقطة ضعف أيضًا بسبب بطئ ارتداد الحداد في الحالة الدفاعية.

4-تعد ثنائي “الحسوني وكازادي كاسينجو أو مبابجي” من أقوى أسلحة الوداد، و بالأخص كاسينجو المميز في الكرات الرأسية حيث سجل هدفين، بالإضافة إلى قدرته على التحرك الذكي خارج منطقة الجزاء، مما يجلعه يسحب معه أحد مدافعي الخصم، لذا ليس من العيب بأن يتم مراقبة كاسينجو على الطريقة القديمة “man to man” بالتناوب بين الثنائي الدفاعي وفقًا لمنطقة تحرك مهاجم الوداد.

في مباراة متقلبة للغاية، تغلب الأهلي المصري على مضيفه الوداد المغربي بهدفين دون رد في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا على ملعب المركب الرياضي محمد الخامس.

الأهلي يصدم الوداد في عقر داره و يضع قدمًا في النهائي

بدأ الأهلي بتشكيل أقرب للمتوقع، لم يفاجئ المتابعين فيه سوى غياب أحمد فتحي المعهود بقوته الدفاعية اللازمة في مثل تلك المباريات الصعبة خارج الأرض، ليبدأ الرباعي محمد هاني وأيمن أشرف وياسر إبراهيم وعلي معلول في الدفاع، أمامهم أليو ديانج وعمرو السولية، وأمامهما حسين الشحات وجونيور أجايي بينهما محمد مجدي قفشة تحت مهاجم وحيد هو مروان محسن.

على الناحية الأخرى وبتشكيل غلب عليه الاضطرارية، وجد الأرجنتيني ميجيل جاموندي نفسه محاصراً بغياباته وخياراته الاضطرارية، التي كان أسوأها وأكثرها فداحة نقل يحيى جبران من وسط الميدان إلى قلب الدفاع، وهو ما دفع ثمنه غالياً بمجرد انطلاق المباراة، بعد ضغط “قفشة” عليه واستخلاصه لكرة الهدف الأول، في ذروة البداية الضاغطة للشياطين الحمر.

الرصاصة الأولى حددت شكل الشوط الأول بعد أقل من 10 دقائق على انطلاقه، فبعد البداية الضاغطة بحثاً عن الهدف الأول خارج الأرض، تم للمدرب الجديد بيتسو موسيماني ما أراد من تلك الثغرة الاضطرارية فتقهقر الأحمر ساعياً لتأمين مناطقه، الأمر الذي يفترض أن يتيح للنادي الأهلي استغلال المرتدات في المساحات الخالية وراء الوداد المتقدم لأجل التعويض.

ولكن ما حدث هو العكس، فرض الفريق المغربي إيقاعه على معظم ما تبقى من الشوط الأول، بدأ في كشف ثغرات الدفاع الأحمر بالتحميل الزائد بعض الشيء على اليمين الدفاعي للضيوف طمعاً في استغلال جبهة محمد هاني الذي ارتد حسين الشحات لمساندته معظم الوقت، وهذا كان أفضل ما فعله الشحات طوال المباراة، أو بالأحرى الشيء الوحيد الذي فعله، في مباراة مؤسفة للغاية على الصعيد الهجومي من جانبه.

وسط المخاوف من سلاح العرضيات الشهير الذي لطالما أشهره الوداد في وجه الأهلي وموسيماني كل منهما بمفرده قبل اجتماعهما معاً، افتقر الفريق البيضاوي لحضور الرأسيات داخل منطقة الجزاء الحمراء، ولهذا كان اللعب الأرضي هو الأكثر تهديداً، خصوصاً مع الإنذار المبكر الذي تلقاه أليو ديانج مما أدى لتحجيمه إجبارياً خشية رؤية البطاقة الأخرى.

مع تزايد هذا الضغط واستمرار رعونة الهجوم الودادي في إنهاء الفرص التي أتيحت له في الشوط الأول، بدأ العيب الثاني في تشكيل جاموندي الاضطراري يظهر بشكل أكثر فجاجة، وهو الفارق الواضح في المردود البدني بين الفريقين، فبينما واصل جهاز موسيماني العمل على الجوانب البدنية استكمالاً لما بدأه جهاز سابقه رينيه فايلر، كان الوداد متأثراً بعاملين..

صحيح أن الفريقين خاضا جدولاً مضغوطاً للغاية بعد استئناف النشاط الكروي الذي توقف متأثراً بفيروس كورونا، إلا أن الأهلي لم يكن لديه ما يلعب عليه، التحدي الوحيد الذي خاضه أتى ضد الترسانة في كأس مصر، فيما كان الدوري قد حُسم عملياً قبل توقفه حتى. على الناحية الأخرى خسر الوداد لقب الدوري المغربي في منافسة امتدت حتى آخر لحظة في عمر المسابقة، وبينما كانت تلك الخسارة يجب أن تعني المزيد من الدوافع للفوز بالبطولة الإفريقية، لم يسعف الجانب البدني تلك الروح أبداً.

تلك الروح التي تلقت ضربة قاسمة بتحصل الفريق على ركلة جزاء انبرى لها بديع أووك وتصدى لها محمد الشناوي في سيناريو مكرر ومُعاد بالنسبة لمتابعي الدوري المصري، البعض قال في ذهنه أن هذا لن يحدث كل مرة ولكنه يواصل الحدوث، لحظة كان بإمكانها تغيير شكل المباراة بعض الشيء، ولكن نعيد التذكير: الوداد خسر تلك المباراة قبل أن تبدأ بكل الشواهد وبهذا الانحدار البدني المخيف في شوط المباراة الثاني، أي نتيجة أخرى قياساً على ما شاهدناه كانت ستصبح المفاجأة وليس العكس.

بعد نجاح الأهلي في عبور الشوط الأول بالتقدم، اضطر موسيماني لسحب ديانج والدفع بحمدي فتحي الذي كاد يهدي الفريق المغربي هدف التعادل، ولكن إيقاع الوداد كان قد انكسر بالفعل بشكل كبير في الشوط الثاني، وبدأت كفة المحاولات تغلب لصالح الأحمر مع اقتراب المباراة من نهايتها، ومع اضطرار الفريق البيضاوي للاندفاع إلى الأمام بحثاً عن معادلة النتيجة.

كلاكيت للمرة الثانية، ركلة جزاء ولكن تلك المرة لصالح الأهلي، من تسبب بها؟ يحيى جبران! مباراة يستحق عليها الكثير من الانتقادات حتى تلك اللحظة، خاصةً وأن ما أتى به الشناوي عجز عنه التكنوتي أمام علي معلول، ولكن بينما ينتقده الجميع على خسارته للكرة في هذا الموقع بهذا الشكل ثم على وضعية يده غير الطبيعية التي تسببت بركلة الجزاء، لا يجب إغفال أنه لم يكن هذا مركزه من الأصل.

جبران هو لاعب وسط أجبرته الظروف على خوض تلك المباراة المصيرية هنا بدلاً من كومارا العائد من إصابة طويلة ولم يتدرب لأكثر من 3 أيام قبل المباراة، والذي وجد جاموندي نفسه مجبراً على المجازفة به مع تفاقم أزمة جبران في الخلف. اللافت للانتباه أن هذا اللاعب الذي تسبب صراحة في الهدفين لم يهتز وعاد إلى موقعه الطبيعي في الملعب بمجرد نزول كومارا ليلعب فيه بشكل جيد حتى نهاية المباراة.

باختصار، أهدر الوداد في الشوط الأول وأهدر الأهلي في الثاني، ولكن فارق الحضور البدني كان أوضح من أن يُقاس بأي طريقة رقمية. الوداد كان بحاجة لسيناريو يفوق المثالية كي يفوز في تلك الظروف، ربما يكون أفضل حالاً على الورق في مباراة القاهرة، ولكن الخسارة 2-0 في ملعبك ليس شيئاً يسهل تعويضه. جولة انتهت وأخرى تبدأ في الثالث والعشرين من أكتوبر الجاري، فإلى هناك.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.