لفهم معادلة التطرف بقلم الشيخ مختار الأزهري
أربعة مشاهد لفهم معادلة التطرف !
المشهد الأول
الزمان :مصر في منتصف القرن السابع الهجري 648 هـ
الحدث : المصريون يلتفون حول جيشهم في مدينة المنصورة وذلك في فترة حكم الصالح أيوب قبل مواجهة قريبة مع الغزاة الإفرنج الذين احتلو دمياط .
كان في مصر وقتها أئمة العلم والتربية والدين أمثال سلطان العلماء العز بن عبد السلام وإمام الطريقة أبي الحسن الشاذلي وكان الأخير يخطب في المصريين من أجل مواجهة الأعداء والوقوف خلف جيشهم حتى تم النصر وأسر لويس التاسع ملك فرنسا!
النتيجة خروج مصر منتصرة عسكريا وقد صدت عدوان الأوربيين رغم وفاة حاكم مصر أثناء المعركة (الصالح أيوب) وغموض المستقبل السياسي وقتها.
المشهد الثاني :
مصر في نهاية ثلاثينات القرن العشرين 1938
الحدث : التفاف عدد كبير من المصريين حول شاب ملتحي في الثلاثينات من عمره يدعى حسن البنا ترك التصوف وأنشأ جماعة مستقلة اسمها الإخوان المسلمون وفي المؤتمرالخامس ، حيث يعلن فيه عن قوة جماعته الناشئة وهو يصرخ فيهم قائلا : ” إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها ! ”
النتيجة: أنشاء البنا لتنظيم سري تسبب بعد ذلك في حالة من الفوضى في مصر بالقيام بنفحيرات في عدد من الاماكن والمحال التجارية ثم قام أحد أعضاءه بقتل القاضي أحمد الخازندار ثم النقراشي رئيس وزراء مصر ثم قتل البنا نفسه في النهاية!
المشهد الثالث :
الزمان : مصر في بداية السبعينيات 1972
الحدث الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر وفضيلة العلامة معوض إبراهيم وعدد من علماء الأزهر الشريف يزورون جنود الجيش المصري يحثونهم على الاستعداد للقتال لتحرير الأرض ورفع اسم مصر ، حيث ينتظر المصريون يوم العبور على أحر من الجمر .
النتيجة : عبور الجيش المصري قناة السويس وتحطيم خط بارليف على صيحات الله أكبر ومفاجئة العالم بالأداء المصري طيلة أيام حرب العاشر من رمضان .
المشهد الرابع :
الزمان : ميدان التحرير في قلب القاهرة في فبراير 2011
الحدث : التفاف آلاف من المصريين حول خطيب إخواني يقف في وسط الميدان يدعى يوسف القرضاوي يخطب الجمعة بعد سقوط حسني مبارك بأيام وإعلانه انتصار الثوار ويدعو المصريين لمواصلة ثورتهم وهتف :” “الشعب يريد تطهير البلاد”، و “حسني مبارك ساب القصر، وأعوانه لسه بيحكموا مصر!
النتيجة : حالة من الفوضى والهياج اجتاحت البلاد واستمرار مليونيات مفتعلة ومواجهات مستمرة تسفر كل يوم عن سقوط قتلى في صفوف المصريين وتزداد وتيرة الأحداث باعتلاء مرسي منصة الرئاسة وتقريبه أعوانه من الإخوان المسلمين وإفراجه عن أمراء جماعات الإرهاب واستعانته بهم ، ما أدى للوصول لمشهد النهاية: القبض على مرسي وأعوانه لاتهامهم في قضايا تخابر وإرهاب، وبداية عهد من المواجهة مع الجماعات والخلايا الإرهابية .
المعادلة : تصدر أئمة العلم والتصوف+التفاف المصرين حول قيادتهم وجيشهم= انتصار مصر
تصدر المتطرفين +تشكيك المصريين في قيادتهم وجيشهم= تأخر مصر
أيها المصريون التفوا حول علماء الأزهر واهل التصوف خلف قيادتكم وجيشكم وإياكم والمتطرفين وأعداء الدين والوطن.
اللهم احفظ مصر وأزهرها وجيشها وشعبها….بقلم الشيخ مختار الأزهري ..أمين فتوى بدار الإفتاء المصرية