ليز سركيسيان: فنانة فوق العادة
ليز سركيسيان: فنانة فوق العادة
بقلم: محمد زريق
عند الحديث عن مصر ولبنان سيلوح في الأفق اسم الفنانة ايمان أو ليز سركيسيان، ففي حضّرة هذه السيدة تصبح الاسماء مجرد عناوين ولكنها هي تبقى القصة والحكاية التي تشغل بال الملايين. كانت ولا تزال المتألقة والمبدعة، ولم يستطع الزمن أن يمحي تلك الابتسامة الجميلة عن ثغرها وأصبحت مضرب مثل الجمال والرقة والأنوثة، فهذه الفنانة الفريدة تختصر كل الصفات الجميلة تحت عنوان “ايمان”.
العلاقة بين لبنان وايمان، هي علاقة محبّة وحنين لأن لبنان هو أرض الطفولة والصبا والذكريات، فشعب لبنان يعرفها جيداً وهي أصبحت ممزوجة بتراب وهواء هذا الوطن، لأنها أجمل زهرة أنبتها الله في أرض لبنان، فالدم الأرميني والحب المصري لن يستطيعا أن ينتزعا من هذه الفنانة قلبها اللبناني، لأنها أيضاً تسكن في قلب كل لبناني، فمن خلال الشاشة الصغيرة دخلت إلى قلب كل بيت وكانت هي النور الذي يُزيّن الليالي السوداء.
ليز سركيسيان التي تخرجت من كلية الصيدلة وجدت أنَّ مكانها الحقيقي هو على خشبة المسرح وفي صالات السينما فدرست التمثيل المسرحي لتشق طريق الفن والنجومية بإتقان، ففي الخامسة من عمرها ومنذ نعومة أظفارها غنّت ومثّلت في حفلٍ أقامتهُ الجمعية الأرمنية في بيروت. وبدأت مسيرتها الفنية الحقيقية عندما سافرت واتجهت نحو مصر لتعمل في مجال الفن والسينما.
يا سيدة ليز، وأنا إبن أرض البقاع أقول لكِ أنَّ بعلبك لم تنسى بعد صدى صوتك ومدرجاتها تناديكي اليوم أكثر من قبل، فمثلك تزيده الأيام عَظَمة كما الأعمدة التي تشهد على عظمتك، فالفنانة التي استطاعت أن تكسب قلوب الملايين من المشاهدين وأن تروي عطش السينما من فيض أعمالها يجب تكريمها وتقديرها، فلوطنها حقٌ عليها لأنها لم تُقصّر يوماً تجاهه، ولأنَّ العلاقة متبادلة فلبنان بحاجة إلى ليز الذي يُحب، وطن الطفولة بحاجة إلى بصمة خاصة على جبينه من المبدعة ليز سركيسيان.
الفنانة ليز خالدة لأنها عملت مع كبار الفنانين، وأخذت أهم الأدوار في أفضل الأفلام، مثل: الأخرس، والحب الكبير، والصعود إلى الهاوية، وأمهات في المنفى، وولا من شاف ولا من دري، وشعبان تحت الصفر والستات، ونداء الدم، والشريدة، والخطأ، واخذت دور البطولة في فيلم عندما تغيب الزوجات. وقد اشتركت في بعض المسرحيات؛ أما في المسلسلات فقد اشتركت في مسلسل الثعلب والهروب من المأزق وزيزينيا وهوانم جاردن سيتي ومواطن بدرجة وزير وقاتل بلا أجر والعمة نور.
مسيرة طويلة من العطاء مع قلب نابض لم يعرف الكلل أو الملل، إنه قلب ليز سركيسيان الذي يعطي الحياة والنور، إنها “فنانة فوق العادة”، وبها تليق الحياة، الساحة الفنية تريدُ المزيد والمزيد من إيمان فكلما أعطت هذه الفنانة جاء الجواب نريدُ المزيد.