ليلى مراد وقصة إجبارها على الإعتزال وإتهامها بالخيانة وحرب زوجها عليها

 

ليلي مراد .. هذه الفنانة الكبيرة التى تربعت علي عرش السينما فى إربعينات ومطلع الخمسينات من القرن الماضي وكانت صاحبة أعلي أجر بين النجمات في عصرها .

 

كتبت /غادة العليمى

 

وفجأة وبلا مقدمات قررت الاعتزال وأعتقد الجميع وقتها إنها إتخذت القرار برغبتها الكاملة دون معرفة ماحدث خلف الكواليس وإنتشار شائعة تبرعها لدولة معادية.

فكلنا نعرف ان ليلى مراد اختفت عن الاضواء فى اوج جمالها وشهرتها لكن لا احد يعرف سر غيابها وما كان وراء كان خلف اصراراها على الاختفاء تماما من على الساحة الغنائية والفنية .

 

ذاع صيت ليلى مراد لدرجة انها قدمت مجموعة من الافلام سُميت بإسمها مع زوجها المنتج والبطل انور وجدى وفى عز شهرتها ونجوميتها غابت تماما

وبعد فترة من غيابها .

بدأ الناس يتكلموا عن السبب الحقيقي لغياب ليلى مراد عن المشهد ولماذا اعتزلت ؟.

 

فهل اعتزلت ام كانت مجبرة علي القرار الصعب ؟!

فى هذا الوقت انتشر كلام عن إصابة ليلى مراد بمرض يمنعها من الغناء وكلام اخر عن إنها أصيبت بأزمة نفسية حادة نتيجة انفصالها عن شريكها فى الفن والحياة انور وجدى ولكى تقطع الطريق امام الشائعات قررت ليلى ان تعود للوسط لكن من خلال الإذاعة. فسجلت أكتر من أغنية وانتظرت إذاعاتها ولم يحدث ..

وبعد فترة من البحث اكتشفت إن الإذاعة وضعت أغانيها فى المخازن من دون ان تحدد لها موعد للعرض.

 

وقتها مجلة “الكواكب” نشرت تحقيق كبير تفتش فيه عن حقيقة ما حدث فتوصلت إلى نتيجة مهمة.. وهي إن ليلى مراد هى التى اختارت عزلتها بنفسها وإن وراء هذا القرار قصة مهمة جدا..

 

بيقول الأستاذ حسين عثمان في “الكواكب” إن بداية مأساة ليلى مراد كانت فى 1951 عندما انفصلت عن أنور وجدي ووقتها سافرت خارج مصر طلبا للراحة والاستجمام خصوصا وإن الطلاق جاء بعد مشاكل نفسية كتير أثرت على صحتها..

 

أماكن مجهولة ومنظمات سرية

وكما جاء في تحقيق الكواكب أن أنور حين شعر بضياع ليلى منه .. فقرر إعلان حرب الإشاعات و”سخر كل ذكائه” على حد تعبير المجلة في نشر الإشاعات المثيرة حولها .

ومن بين هذه الإشاعات إنها سافرت سرا مكان مجهول وزارت بعض المنظمات السرية التابعة الصهاينه واتبرعت لهم بمبلغ 50 ألف جنيه..

 

طبعا أول ما الإشاعة انتشرت .. انقلبت الدنيا رأس على عقب

وقررت الدول العربية منع أغاني ليلى وأفلامها .

فعادت ليلى الي القاهرة بسرعة لكى تكذب ما يقال واستشهدت بإشهار إسلامها على يد الشيخ محمود أبو العيون.. وقالت “أنا مصرية ومسلمة .. إزاي أتبرع لدولة ما أعرفهاش ؟

وإزاي أعرض نفسي لمخاطرة كبيرة زي دي علشان ناس معرفهمش؟”..

 

في هذا الوقت أجرت بعض الجهات في مصر تحقيق وثبت منه براءة ليلى ولكن ليلى الرقيقة مرهفة الحس كانت اتأثرت بشدة مما قيل عنها.

واصبحت تخاف من كل الناس.. حتى جمهورها الذى احبته واحبها

وصار الخوف بداخلها يكبر ويكبر إلى ان قررت الإبتعاد تماما عن الوسط .

لكن أصحابها والمقربين منها ظلوا ورائها الى ان عادت إلى الوسط وأنتجت فيلم “الحياة الحب” سنة 1954.. وحقق نجاح كبير وفى هذا الوقت تعرفت على فطين عبدالوهاب وتزوجته.

ونجح فطين في إخراجها من عزلتها.

وبدأت ليلى تستعد لأغاني جديدة لكنها فوجئت بتطور غريب فى الوسط الفني .

وإن الإذاعة اصبحت تفتح أبوابها للمواهب الضعيفة وتساويها بليلى في التقدير الأدبي والمادي والفني..

 

حاولت ليلى إن تطلب من الإذاعة إن تقدر تاريخها وفنها فى التعامل لكن الإذاعة أهملت طلبها فرجعت ليلى تعزل نفسها والإبتعاد عن الأضواء .

وهنا بدأت ليلى تعرف وتتأكد إن ثمة حرب تقام ضدها من الإذاعة ومن الحياة الفنية كلها.

وبعد قليل تحول هذا الشك ليقين حين عرض عليها منتج معروف إن تقوم ببطولة فيلم “دعنى لولدي” وفجأة تراجع .

ثم عرضت عليها أفلام أخرى وافقت على البعض منها لكن في اللحظات الأخيرة كانت تكتشف إن هذه المشاريع لا تكتمل .

فقالت “خلاص كفاية كده وخليني في بيتى وخلاص”.

 

رحيل شقيقها الأكبر 

ووسط كل هذه الازمات وقعت الأزمة الكبرى برحيل أخوها المنتج السينمائي إبراهيم مراد .

والذى كان بالنسبة لها كل حاجة في الحياة.. وهنا اعتزلت ليلى الناس والفن تماما.. لكن بعد فترة احرى شعرت إنها لا تستطيع ان تبعد عن الفن اكثر من ذلك فعادت تسجل أغاني مع الملحن الشاب حلمي بكر .. وبدأت تعود لوزنها الطبيعي ورشاقتها وتتخلص من السمنة التى أصابتها .. ورجعت ليلى فعلا للوسط وسجلت اكثر من أغنية

لم يذاع منهم شئ من الجديد وكل ما يذاع أغانيها القديمة فأخدت قرار نهائى بلا رجعة فيه وهو إنها تعتزل..

 

شهادة حسن إمام عمر

 

في العدد الذى تلا هذا التحقيق بالكواكب كتب الأستاذ حسن إمام عمر شهادته الشخصية بصفته من المقربين لأنور وجدى وليلى مراد .. وقال إنه كان هناك مشاكل كبيرة بين أنور وليلى وبدأت تزيد مع إنتاج فيلم “غزل البنات” لأنه وقتها الضرايب كانت بتطالب ليلى بإنها تدفع مبلغ كبير نظير الأفلام التى قدمتها مع أنور وهو أصلا لم يكن يدفع لها مقابل لهذه الأفلام .

وكان المفروض زي ما بيقول الأستاذ حسن إمام إنه يدفع لها الضرايب لكنه لم يسدد الضرائب .. ولما فاتحته في الموضوع قالها “أنا مش معايا فلوس وكل الفلوس حطتها فى أفلامي”.

ومن هنا بدأت العلاقة تتأزم لأنه كما قال الأستاذ حسن فى نفس التحقيق ان “المادة بالنسبة لأنور وجدي كانت هى كل شئ حتى استفحل الخلاف بينهما وتم الانفصال.

فجن جنون أنور عندما ضاعت منه ليلى وأخذ يحاربها بكل سلاح ويطلق حولها مختلف الشائعات.. ومن بينها إشاعة التبرع بخمسين ألف جنيه”.

 

ليلي وخيانة الوطن

 

واكمل الأستاذ حسن في شهادته وقال إنه حين زار أنور وجد عنده 4 صحفيين من سوريا ولبنان وأول أنور ما شاف حسن داخل عليه وشه قلب ففهم إنه مش عايز يعرف اللي بيتقال فخد بعضه ومشي.

لكن تاني يوم زاره واحد من الصحفيين الأربعة وقاله هما كانوا بيقولوا إيه وإن كلامهم كان بيدور حوالين الإشاعة الظالمة اللي بتدفع ليلى بخيانة الوطن..

 

بيقول الأستاذ حسن إن الإشاعة دي زي ما أثرت على ليلى أثرت على أنور وجدي.. وارتدت كـ “سهم أصابه في أعز ما يسعى لجمعه بشتى الطرق.. وهو المال” .. لأن نتيجة الإشاعة دي إن الدول العربية منعت أفلام ليلى معاه وده خسره فلوس كتير ..

 

وأكد الأستاذ حسن أنه راح لأنور في يوم فلقاه مريض ونايم في السرير ولقى عنده إبراهيم مراد أخو ليلى بيكلمه في موضوع رفض صفقة بيع لمجموعة من أفلامه تقدر بعشرين ألف جنيه فحسن قاله “شفت بقى أهى عكت عليك”.. فأنور غضب وقال “يعنى إيه ؟ يعنى أنا اللي طلعت الإشاعة؟”.. ومد إيده للدرج اللي جنبه وخرج منه مسدس وهو بيصرخ ويقول “حتى انت كمان عاوز تموتني؟؟

لكن أنا حموتكم كلكم قبل ما تموتوني”.. وهنا تدخل إبراهيم مراد وضرب يد أنور ووقع المسدس منها..

اندهش حسن إمام عمر من الذى حدث وعاد لبيته حزينا .

وبعد عدت ساعات وجد أنور وجدى يتواصل معه ويقول له “يعنى بعد السنين دى كلها تزعل مني يا أبو على بعد ما هدأ وتحكم فى غضبه

لكن بعد أن كشف امامه مدى جنونه بليلى وكيف تحول الحب الى حرب

وكيف انتهت اكبر واشهر قصة حب فى الوسط الفنى بمأساة حقيقية حولت ابطالها لحطام فنى ونفسي

ولماذا اعتزلت النجمة الكبيرة مرغمه وهى فى اوج شهرتها وجمالها

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.