SEO title preview:ما الذي يدعوك لارتكاب المعصية…؟!!! « الجزء الأول»
ما الذي يدعوك لارتكاب المعصية…؟!!! « الجزء الأول»
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ، فقد عرفنا في لقاء سابق أن هناك من الأدلة التي تشهد عليك أمام الله بأنك صاحب هذه المعصية، وهذه الأدلة ليست بغريبة عنك بل هي من جنسك بل هي هي أعضائك التي فعلت بها المعصية،والسؤال الآن ما الذي يجعلك تفعل المعصية ؟!! ما الذي يدعوك لفعل المعاصي؟!!
انتبه معي حفظك ربي ورعاك
حقيقةً يوجد أربعة أشياء هي السبب في ارتكابك المعصية بشتى أنواعها صغيرة كانت أو كبيرة !!!!!
فما هي هذه الأشياء الأربعة؟!!!!
أولا الدنيا:
فالدنيا خلقها الله من أجلك وجعلها مسخرة لك في خدمتك أنت ،فقد قال ربنا تبارك وتعالى في حديثه القدسي الجليل :
(ابن آدم خلقت الدنيا كلها من أجلك وخلقتك من أجلي فلا تنشغل بما خُلق من أجلك وتنسى عما خُلقت أنت من أجله)،وقال أيضا موجها خطابه إلى الدنيا قائلا:
(يادنيا من خدمني فاخدميه ،ومن خدمك فاستخدميه ) أي من استغلك يا دنيا في طاعتي فكوني عونا له في ذلك،ومن انشغل بك أنت وجعلك همه فاجعليه عبدا لك ذليلا ،ومع ذلك انشغلت بها وبزينتها وبزخارفها الزائلة عن طاعة الله ورسوله فعملت لدنياك ولم تعمل لأخرتك ،رغم تحذير الله لك في أكثر من موضع في كتابه الكريم فقد قال جل وعلا(اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة..) الحديد أية 20
وقال أيضا(فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور…)فاطر 5
وقد حذرنا منها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع في سنته المطهرة،فقد قال في الصحيحين من رواية عمرو بن عوف (…والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بُسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم..)
لكنك وللأسف شديد لا تقرأ في كتاب الله ولا في سنة رسول الله !!
وقد قال الإمام مالك بن دينار:
(حب الدنيا رأس كل خطيئة)
وكان رسولنا الكريم يقول:اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ ولاعلمنا..)،وقد كان الصحابة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أحدهم للدنيا:(يا دنيا غُري غيري،لقد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها) قل لي بالله عليك من يقول هذه الكلمات الآن؟!!! ونحن قد أصبحنا في زمن طغت فيه الماديات والشهوات وانشغل فيه كثير من الناس عن طاعة رب الأرض والسموات ،وكما قال أحد الصالحين (لا تركنن إلى الدنيا وما فيها
فالموت لا شك يفنينا ويفنيها) فهكذا الدنيا دائما ما تغر ابن آدم فتبعده عن طاعة الله ورسوله،فاحذر منها…حفظني الله وإياك.
أما الشئ الثاني الذي يدعوك لارتكاب المعصية هو ……….،وهذا ما سنتحدث عنه في اللقاء القادم إن شاء الله وإن طال الأجل.
فاللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا.
وصلى اللهم على سيد الخلق وحبيب الحق محمد وعلى آله وصحبه وسلم.