ما بين الفعل ورد الفعل لحظات صمت وتأنيب … بقلم: جمال القاضي

ما بين الفعل ورد الفعل لحظات صمت وتأنيب 

بقلم: جمال القاضي        

( بدون فصحى )
كتير في حياتنا بنتعرض لمواقف، كل موقف محتاج منك عليه رد فعل اما فوري او بعد فترة. سرعة الرد على الفعل والإستجابة منك وكمان شكل رد الفعل ده بيكون مرتبط بحاجات كتير، منها اسلوب تربيتك، منها حساسيتك الشخصيه. منها كمان الموقف ونوعه، وغيرها يكون للظروف المحيطه للموقف وال فيها هناك بيكون موجود ويشاهد الموقف من الأشخاص لحظة حدوث الموقف، وفيه غير كل ده حساباتك المستقبليه من السناريوهات المتوقعه منك لو كان ردك بشكل معين وردك وتفاعلك مع الموقف هيكون ازاي، فيه كمان حالتك النفسيه وقت حدوث الموقف والحاله المزاجية ال بتكون عليها ساعتها .
كل موقف مطلوب عليه منك رد فعل، رد الفعل السريع بيختلف عن المؤجل لحين ما تفكر شويه قبل الاستجابه، اختلاف الرد على الفعل زي ماقولت بيختلف باختلاف نوع الموقف، فيه مواقف ماينفعش ابدا انك تأجل رد فعلك عليها، لانه بيكون تلقائي من جسمك زي التعرض لصدمه حراريه من سخونه او برودة او لسعه حراريه من شيء حرارته مرتفعه، او وخذ لشيء دخل فجأه بجسمك او سقوطتك فجأة على الارض او التعرض لخوف من شيء مش متوقعه وغيرها من مواقف كتير، انت وقتها تفاجئ برد تلقائي داخلي وهو الشعور بالألم المباشر وال بيخليك تحط ايديك على مكان الوجع، انتهى رد الفعل هنا والموقف كله كده خلاص عرفت نهايته من اول ونهاية الاحساس بالألم بمزيلات الالم وهي العلاجات .
فيه مواقف تانيه زي مثلا حد اتصرف معاك تصرف غريب ومطلوب له رد فعلك، زي مثلا كان الموقف هو اتهامك بصفه مش من طباع شخصيتك أو اتهامك بالتقصير في حاجه واتسبب معاها ضرر وانت اصلا معملتهاش ولاتعرف عنها حاجه، زي مثلا حد بيقولك انت قولت كذا وكذا واتهامك بدون وجه حق او اثبات، ولما سمعت واحده من كل ده او اكتر اتصدمت، ولسانك كأنه اتمسك منك ومش قادر تتكلم ابدا وتدافع عن نفسك بالنفي أو الإثبات، وكل ال بتعمله ساعتها هو مجرد تنهيده طويله مع صمتك او انك تكتم غيظك جواك او صوت لشفايفك لما تطبق على بعضها .
ردك على الفعل واستجابتك هي استجابه بتظهر في صورتين، الصوره الأولى ال ذكرت من شويه والصوره التانيه هي استجابة عصبيه نفسيه وهي رد فعل داخلي غير مكتمل لان له استكمال بعدين بس هيكون في شكل تاني وهو العتاب لنفسك، صمتك هو ردك ال كان منك على اتهام غيرك لك وده ظاهر للجميع، بس رد الفعل الحقيقي هنا اتأجل لشويه، اتأجل لحد ماترجع لبيتك، وهناك فيه حوار تاني هيبدأ مابين ضميرك وبينك انت، هتشوف وتحس كأن فيه حد تاني معاك وجواك بيكلمك ولازم ترد عليه بس بكلمات مش منطوقه، كلمات كانها سكين بتقطع في جسد نفسيتك وشخصيتك، وكله كان علشان انك سكت على الاتهام لشخصك في وقت حدوث الموقف، هتشوف وتسمع وابل من الاتهامات ال بتتهمك بالسلبيه وعدم الجرأة والضعف ال هتقتنع معاها انك فعلا من كتر اتهام ضميرك ليك انك كده وفعلا كنت ضعيف وسلبي، ولو كنت تتميز بشخصيه ضعيفه فعلا ممكن تسمع صوت أخير وكأنه أمل ظهر فجأة لكن بيقولك علشان تخلص من كل ده وترتاح ومع تكرار عتاب المواقف لازم تنتحر بأي شكل، ساعتها ممكن تلاقي صوت معاه يقولك جرب كده ارمي نفسك من فوق وشوف ايه يحصل، طيب بلاش دي جرب حاجه تانيه ارمي نفسك في طريق السياره الكبيره دي، او اقولك فيه زجاجة سم بتقتل بسرعه او قرص مميت بعد كام دقيقه، واقتراحات كتير بديله تؤدي في النهايه للموت وكأن المقترح الداخلي هو صوت النجاه للشخص السلبي الحقيقي، ومابين المد والجذر قد يحدث الموت بالإستجابة للأصوات أو الانتباه مع التنبيه من شخص حاسس بنفكر في ايه وبدأ يقف جنبك ويساعدك وياحد بأيدك للعلاج .
طيب كان ايه المطوب وقتها
المطلوب منك دايما هو انك متأجلش رد الفعل، المطلوب عدم الصمت لان مع صمتك خلاص اعطيت انطباع عند غيرك انك فعلا على نفس الصفات وال اصلا منافيه لصفاتك بس الصمت تأكيد اتهامهم
المطلوب هو انك كنت تثور على حقك مهما كلفك الامر، كان عليك انك تتكلم بالنفي او الاثبات .
لازم كل موقف ينتهي بمكانه لان هو ده مكانه ومش مكانه بيتك، لان فيه ناس غير ال كنت بتتعامل معاهم هناك ومطلوب تتعامل مع ال هنا بطريقه احسن، الناس ال هنا من حقهم يشوفوا فيك وعليك كل حاجه حلوه، مش مطلوب منك ترجع لهم بهموم نفسيه من يومك تسبب معاها امراض نفسيه بالانسحاب للحاله ال انت كنت عليها من شويه وتنتقل هيا بالتدريج والتراكم عليهم، يعني تتخلص اول بأول من كل ردود فعلك الا في بعض الحالات ال بتخصك شخصيا زي قرار مصيري بشركتك بميراثك بمال مطلوب تعمل بيه ايه ولو اخدت القرار منفرد ممكن يكون معاه خساره كبيره او سبب في تعاسة وحزن لغيرك لو كان منك منفرد، لان ال زي المواقف دي عايزه مشوره وشورى من مجموعة اشخاص بتحبهم ويكونوا معاك وانت بتاخد القرار .
طيب قبل انتهاء الموضوع عايز اعرف ليه كان مني الصمت ؟
سبب صمتك كان خوفك
خوفك من انك تزعل غيرك منك وسكت على اتهامه لك في مقابل انه بس مايزعلش منك .
سكت كمان علشان الشكل ال عليه شخصيتك والمعروف عنها الاحترام عند غيرك متتغيرش في نظرهم،
سكت كمان لانك مش قادر تاخد اي قرار بنفسك لان ال كان بيساعدك في اي موقف هو حد من اهلك او اصحابك بيمشي معاك دايما ومعتمد عليه في كل حاجه حتى في التفكير لك وخايف تاخد قرارك وبعدها يفضل يعاتب فيك لما يعرف،
سكت لانك مش عارف ان ردك على الفعل في الموقف وقتها انه هيكون صح منك ويرضي غيرك ولا هيكون غلط منك،
سكت اكتر لما شوفت مجموعه كبيره من الناس واقفه وشايفاك ومنتظره رد الفعل منك وبالتالي خوفت، وخايف اكتر يفضحوا رد فعلك وتكون حديث للكل بعد مايخلص الموقف،
سكت من حاجات كتير وقتها .
بس مطلوب منك وقبل المطلوب هقولك حاجه، هو ليه انت بتعمل حساب لشخص زعلك ومعملش حساب لزعلك ده وانت اصلا خايف على زعله، قارن كده وقولي ليه كل الحساسيه وعمل حساب لغيرك من ال مش بيقدرك ولا بيحترم ولابيخاف على زعلك وزعلك رخيص عليه رغم انك علمت حساب لزعله الغالي من قبل في نظرك .
مطلوب تكون قوي، طيب قوي يعني ايه، يعني اروح اضرب الناس في الموقف مثلا وخلاص ولا ايه، لا مش كده فهمتني غلط طبعا، القوة هنا معناها المواجهة، الخوف احيانا من خوض التجربه وتوقع فشل مسبق بتخيلك عنها هو بيكون سبب للفشل فعلا فيها، المواجهة لموقف بتخاف منه هو انك تجرب تعمله لوحدك ومن غير اعتمادك على غيرك برد فعلك ، جرب كده، هتحس بانتصارك، هتحس كمان بانك راضي جدا عن نفسك حتى لو كان تصرفك غلط، لان احجامك عن المواجهة كليا افشل بكتير واصعب من مواجهة فاشله، العتاب في الاولي للنفس اقسى من عتاب الاخيره عليك، لان في المرة التانيه هتلاحظ مدى انخفاض معدلات الفشل عندك بالتدريج ومع كثرة المواجهات وبالتالي هتحس بالسلامه النفسيه والصحة النفسية والجسدية واحساس الانتصار بيكون اكتر مع مع زيادة النجاح .
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.