ماذا يحمل لنا العام الجديد …بقلم /إيمان سامي
ماذا يحمل لنا العام الجديد
بقلم /إيمان سامي عباس
ماذا يحمل العام الجديد لنا ؟! سؤال نردده جميعا .. ولكن امامنا مؤشرات تبعث على الطمأنينة .. بداية اعترف اننى بطبيعتي متفائله ..
بالرغم من أنه لا يوجد كائن من كان يستطيع أن يعرف نوعية ما سوف يحمله لنا العام الجديد .. ولكنى أتوقف أمام الأزمة الاقتصادية التى يعانى منها العالم كله .. أشعر أن عام ٢٠٢٣ سيكون هو الأفضل لنا .. خاصة بعد اكتشافات الغاز .. التى اعلنتها الشركة الإيطالية ” اينى ” .. التى تقوم بالتنقيب امام مدينة العريش فى البحر المتوسط .. بالاضافة إلى تصدير الغاز المسال من دمياط إلى اوروبا .. وهو ما يعنى ان تصبح مصر من اكبر دول العالم تصديرا للغاز .. بالاضافة إلى ما سوف تحققه المحاصيل الزراعية المتوقع جنيها من زراعة مشروع الدلتا الجديد وايضا ناتج زراعة توشكى .. خاصة زراعات القمح والارز .. مما يسد الفجوة بين الانتاج والاستهلاك .. ويحد من الاستيراد .. ولا شك أن الازمة الاقتصادية العالمية .. تقترب من الانتهاء .. فقد أكدت التقارير الاقتصادية .. الى ان العالم يبتلع الآثار الناجمة عن الحرب الروسية _ الاوكرانية .. بعد ان وصل التضخم إلى أعلى مستوياته فى جميع دول العالم .. بما فيها امريكا .. ومن المتوقع أن يعود تدريجيا إلى الانخفاض .. خلال العام الجديد .. هكذا تقول التقارير الاقتصادية .. وحسنا فعل البنك المركزي .. حيث ربط الاستيراد بالتصدير .. من هنا ليس امام الصناعة المصرية سوى خيار واحد فقط .. التجويد والاتقان للمنتج المصرى من اجل التصدير .. وبمعنى أدق من اجل البقاء .. ونصل الى ما فعله البنك المركزي هذا الاسبوع .. من رفع الفائدة الى ٣ % وعدم الاقتراب من قيمة الجنيه المصري .. هذا القرار جاء فى وقته .. فهو يواجه التضخم الجنونى لزيادة الأسعار .. بالاضافة إلى أن هذا القرار سوف يشجع المواطن على الإقبال للاستفاده من شهادات الادخار بالفائدة الجديدة .. وهو ما يحقق الهدف الأكبر .. السيطرة على عدم ارتفاع العملة الاجنبية امام الجنيه .. ولا أزعم اذا قلت ان امامنا مبشرات .. حيث انخفض بالفعل سعر الدولار فى السوق السوداء إلى حوالى ٨ جنيه دفعة واحدة .. ولابد ان نعترف بإن دول العالم عانت خلال السنوات الماضية مرورا بالعام الحالى ٢٠٢٢ كثيرا من تباطؤ فى الاقتصاد غير مسبوق .. وان خسائر الاقتصاد العالمى بلغت حوالى ١٥ تريليون دولار .. ومن المتوقع أن يرفع البنك المركزي الأمريكى سعر الفائدة ايضا خلال الأيام او الساعات القادمة .. نقلت لكم ما يعانى منه العالم .. ونحن جزء منه .. لنتعرف على حقيقة الازمة الاقتصادية التى تضرب العالم .. والتى من المتوقع أن تتراجع تدريجيا .. خلال العام الجديد .. وقد ظهرت البوادر مع استقرار سعر الذهب .. بعد انخفاضه .. خاصة بعد رفع سعر الفائدة فى البنوك واتجاه الناس إلى الاستفادة من هذه الزيادة .. على حساب شراء الذهب .. بعد ان تحدثنا عن الحالة الاقتصادية .. تعالوا نتوقف امام انفسنا .. ونتساءل هل نحن من الذين يحاسبون انفسهم ..
هل سوف نفكر فى صمت .. عما حققناه فى العام الذى ينسحب منا .. هل كان لدينا حلم .. عملنا على تحقيقه .. هل سوف نعيد حساباتنا فيما لم نحققه .. هل سوف نضع خريطة افتراضية .. لطموحاتنا خلال العام القادم .. ونضيف اليها ما عجزنا عن تحقيقه العام المنتهى ..
هل سألنا أنفسنا ماذا نريد من العام الجديد ؟ وماذا سوف نقدم فيه لأنفسنا .. ولكل ما حولنا .. هل فكر كل منا .. على أن يشتغل على نفسه .. يزيد من قدراته الشخصية .. هل فكر كل منا .. كيف يكون موظفا ناجحا .. او مديرا ناجحا .. كيف ؟! هل فكر كل مسئول فى النهوض بموقع العمل الذى يرأسه ؟! هل فكر فى إعادة النظر فى اداء من يعملون معه .. وكيف يجعلهم ينتصرون على اى معوقات أو روتين أو بيروقراطية .. لصالح العمل وقبله المواطن .. هل فكر كل منا .. الا يكون موظفا تقليديا .. يعمل على انجاز عمله او المهام المكلف بها بكل براعة واخلاص .. دون أعباء جديدة .. هل فكر كل منا فى اسلوب وطريقة أداء عمله .. هل تنتهى أساليب التزويغ مبكرا من أعمالنا .. والتفنن فى اختلاق الأعذار .. حتى نحصل على إجازات دون وجه حق .. هل تنتهى مع العام الجديد .. ظاهرة ” سقوط السيستم ” .. فى بعض المصالح الحكومية بعد الساعة ١٢ بعض الأيام .. هل يستيقظ ضمير التجار مع العام الجديد .. ويتوقفون عن زيادة الأسعار لسلعهم .. مكتفين بما كسبوه العام المنتهى .. هل ينظر كل منا إلى نفسه .. ماذا قدم فى العام المنتهى .. وماذا سيقدم فى العام الجديد .. هل تخلصنا من اخطائنا .. وفكرنا جيدا .. اننا لن نكررها .. اعرف ان إصلاح النفس البشرية .. ليس سهلا .. ولكن ليس صعبا ولا مستحيلا .. ان نواجه أنفسنا بأنفسنا .. ولتكن البداية .. مع اقرب الناس إلينا .. مكالمة تليفونية للتهنئة بالعام الجديد .. وكلمة طيبة .. تزيل كل رواسب الخلاف .. والعناد .. مع بداية عام جديد .. فلنمد ايدينا لكل من يعرفنا .. لننهى فترات من قطيعة .. لا داعى لها .. فإن الأعوام تختزل الأيام بسرعة مذهلة .. وهكذا نودع عام .. ونستقبل آخر .. وليكن هدفنا انه لا أحد يريد شيئا من الآخر .. سوى الكلمة الطيبة .. وقبلها المعاملة الطيبة .. وكل عام وانتم طيبين وبخير .