ماسبيرو وحكايات باب (٤).. موعد مع الحلم واليأس والمجد والدموع والبريق و النسيان

ماسبيرو وحكايات باب (٤).. موعد مع الحلم واليأس والمجد والدموع والبريق و النسيان

بقلم الإذاعى الكبير / محمود عبدالعزيز

ذهبت قبل أيام إلى ماسبيرو “مبنى الإذاعة والتليفزيون” العريق . وللأسف ذهبت مضطرا للسؤال عن مستحقات لى لم احصل عليها انا وزملائى رغم خروجى إلى المعاش فى فبراير ٢٠١٩ وحتى الٱن.. وليست تلك القضيه التى أريد أن احدثكم عنها الٱن… حقنا ح ناخده ..ح ناخده.. وانا شخصيا لو مت قبل الحصول عليه.. سوف اكتب فى وصيتى لأولادى و أحفادى..

حقى..حقى …ولن يتركوه..

ما أريد أن احدثكم عنه الٱن وانا داخل من باب ( ٤ )…. باب ماسبيرو الرئيسى على النيل الخالد والعريق..
عدت بالزمن ..فلاش باك.. إلى عام ١٩٧٥ .. أو ١٩٧٦ تقريبا… لا أدرى بالضبط متى كان ذلك اليوم.. ولكنه بالتحديد هو اليوم الأول الذى جئت فيه من الشرقيه الى القاهره و لأول مره فى حياتى .. وهو اليوم الأول الذى دخلت فيه ولأول مره مبنى الإذاعة والتليفزيون .. فى حياتى كذلك..
و صدقونى
كنت متخيل انى داخل الجنه..ولم أكن أعرف أنى على موعد مع الحلم واليأس.. والمجد والدموع… والبريق و النسيان ..
واقولها لكم صراحة…
أنا أتحسس الٱن الحروف وألجم مشاعرى .. وبقوه.. لا أقو على مجابهة عشق العمر ولا اريد الصدام مع ذلك الكيان الذى عشقته أيما عشق و الذى ظلمنى أيما ظلم…..
المهم…
كنت فى سنه اولى ثانوى… وغاوى شعر وكتابة اغانى .. و أرى فى نفسى بيرم التونسى أو قل مرسى جميل عزيز أو الأبنودى …الخ
فى هذا الوقت ..كانت إنطلاقة إذاعة الشباب فى ٦ اكتوبر ١٩٧٥…وكنت من مستمعيها المهووسين بها ومذيعيها ومذيعاتها وبرامجها التى تبث من الساعه الثالثه وحتى الخامسه مساء مثل ( وقود العقل ) و ( العالم عند أطراف أصابعك ) و ( مايكتبه الشباب ) وووووو..


والذى حدث بالضبط أن القدر لعب لعبته معى وأليكم التفاصيل..
..فى يوم أعلنت الإذاعة الوليده ( إذاعة الشباب )عن إنطلاق.. ندوات ماسبيرو الأدبيه..فأرسلت خطابا للحضور والمشاركة فى تلك الندوات..

وجاءتنى الدعوه…تتشرف الإذاعة بدعوة الأستاذ محمود عبد العزيز لحضور ندوة ماسبيرو الأدبية… الساعه السابعه.. فى الدور السابع ب ماسبيرو…
وطبعا ..طرت من الفرحه وبدأت فى البوح بالدعوه وازهو واتباهى بها فى وجه كل من تهكم على ما اكتبه.. وبالذات فى وجه استاذ اللغه العربيه الذى كان دوما يسخر منى ومن شعرى وكان لا يعترف بالشعر الحر ابدا .. ويراه هراء .. وكان دوما يقول ..
( اى حد يكتب نكش فراخ يقولك عليه شعر حر زى محمود عبد العزيز كده ..الله يرحمه ).

وفى نفس الوقت ربنا يرحم أساتذتى الٱخرين الذين كانوا يشجعوننى وبشده الاساتذه احمد ثابت وخالد سليم وعبد المنعم نوح… فى مدرسة ابوحماد الثانويه المشتركه..

وده بيخلينى أقول لكل الأساتذة . .لاتقهروا اى حد ب يكتب ولا ب يرسم.ولا. ب يفن … شجعوا الاطفال ..ممكن يكون من بينهم ذات يوم مواهب حقيقيه ب جد .. تسطر مجدا بلا حدود
ما علينا …نعود إلى الأحداث التى اود سردها عليكم ايها الأحبة..
فى اليوم المحدد للندوه .. ذهبت الساعه ٧ صباحا لأكتشف أن الندوه الساعه ٧ مساء.. وأنا لا اعرف اى شخص فى القاهره ابدا ولا اى مكان ووصلت إلى المبنى بعد جهد جهيد..ماذا افعل..؟جلست فى الاستقبال.. مش عارف اعمل أيه..؟

و بعد ساعات من الإنتظار..صعبت على موظف الأمن.. ( قاللى فيه حد داخل إذاعة الشباب يستلم جائزه له ..تدخل معاه… )دخلت …
وفى الدور السادس ..

كانت حجرة إذاعة الشباب ..حجره واحده للمدير الإذاعى العظيم إيهاب الأزهرى والمذيعين والسكر تاريه وحتى الساعى عمى محمد عبد الجيد الله يرحمه ..

وجاءت جلستى أمام هذا الفتى الأسمر الهادئ والوسيم وبنظارته الشيك وكان أمامه مجموعه ضخمه من رسائل المستمعين وفجأه وقعت رساله على الأرض فمددت يدى لألتقطها لأكتشف أنها رسالتى التى ارسلتها منذ أيام إلى برنامج ( مايكتبه الشباب ) وان ذلك الفتى هو .. صلاح الدين مصطفى الذى يقدم البرنامج مع الإذاعية
. عزه محيى الدين


ودعونى أتوقف طويلا أمام هذا الرائع
.. صلاح الدين مصطفى… أستاذى الذى جعلنى أعشق الميكروفون ايما عشق ب موهبته و إنسانيته وإحتضانه لىى طوال عمرى..
وهنا اقولها وعلى الملأ….. لقد ظللت سنوات و سنوات حينما عملت مذيعا فى الإذاعة المصريه .. ( إذاعة الشباب والرياضه ).. أقلده واحاكيه فى الأداء إلى أن تبلورت شخصيتى الإذاعية فيما بعد..
والصوره التى انشرها لكم هى صورتى فى تلك الندوه من ندوات ماسبيرو الادبيه ويظهر فى الصوره الإذاعى …على رؤوف …والذى كان مذيعا بالبرنامج العبرى وكان مسئولا عن الندوه مع الإذاعى الكبير.. عزت حلمى وبالطبع أستاذى صلاح الدين مصطفى الذى أصر على تقديمى شاعرا للجمهور والحضور فى تلك الندوه واذكر منهم العظام الشاعر الكبير عبد الفتاح مصطفى والشاعر الكبير طاهر أبو فاشا والوزير الأديب عبد المنعم الصاوى وكلهم أحتضوننى ووجهونى إلى الطريق
ياااااااا… ياماسبيرو
كانت أيام

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.