مايان السيد تعيش فى أزمة وصراع .. العقل أم القلب ؟!!

كتب: هاني سليم 

مايان السيد هي واحدة من أبرز الوجوه الشابة في الدراما والسينما المصرية خلال السنوات الأخيرة، استطاعت أن تثبت موهبتها سريعًا بفضل حضورها الطبيعي وملامحها المفعمة بالحيوية، إلى جانب قدرتها على تجسيد مشاعر مختلفة بصدق وبساطة.
وُلدت مايان في القاهرة، ودرست المسرح والتمثيل قبل أن تبدأ رحلتها الفنية التي انطلقت بخطى واثقة من خلال عدد من الأعمال الناجحة التي لفتت الأنظار إليها، مثل “حرب أهلية”، “ظل الرئيس”، “إلا أنا”، “في بيتنا روبوت”.

تميّزت مايان السيد بأدوارها المتنوعة التي تجمع بين البساطة والعُمق، فهي قادرة على أداء الأدوار الدرامية والرومانسية بنفس القدر من الإتقان، مما جعلها تحجز لنفسها مكانة مميزة بين نجمات جيلها.
وتُعد مايان أيضًا نموذجًا للفنانة الشابة الطموحة التي تسعى لتطوير نفسها باستمرار، وتعتمد في نجاحها على الموهبة والجهد، لا على الصدفة أو الظهور المؤقت، ما يجعل مستقبلها الفني واعدًا ومليئًا بالإنجازات.

شهدت الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي ليلة مميزة مع العرض الأول لفيلم «ولنا في الخيال حب»، الذي خطف الأنظار منذ لحظة الإعلان عنه، بحضور أبطاله أحمد السعدني ومايان السيد، إلى جانب عدد من نجوم الفن والإعلام والنقاد، الذين توافدوا لمشاهدة العمل الذي يجمع بين الرومانسية والتشويق والكوميديا في توليفة فنية مختلفة.

مايان السيد: «تجربة مختلفة وشخصية جديدة عليّ»

على هامش العرض، عبّرت الفنانة مايان السيد عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة في هذا العمل، مؤكدة أن الفيلم يمثل تجربة مختلفة تمامًا في مسيرتها الفنية، سواء على مستوى الدور أو طبيعة القصة التي تتناولها الأحداث.
وقالت مايان في تصريحاتها:
«فيلم ولنا في الخيال حب تجربة مختلفة جدًا بالنسبالي، وشخصيتي فيه مش شبه أي حاجة قدمتها قبل كده. أتمنى الناس كلها تتفرج عليه وتشوفني بشكل جديد، لأن الدور فيه مشاعر وتناقضات كتير، ومبني على تفاصيل إنسانية عميقة».
وأضافت مايان أن العمل يحمل رسالة إنسانية راقية حول الصراع بين العقل والقلب في العلاقات العاطفية، وكيف يمكن للخيال أحيانًا أن يكون مساحة للهروب من الواقع، لكنه في الوقت نفسه قد يكون بوابة لاكتشاف الذات.


عن معاييرها في شريك الحياة

ولم تخلُ تصريحات مايان السيد من الطابع الشخصي، حيث كشفت عن المعايير التي تبحث عنها في شريك حياتها المستقبلي، فقالت:
«أهم حاجة في أي علاقة أدخلها إننا نكون متفاهمين، لأن التفاهم هو اللي بيخلي العلاقة تعيش. أنا مبحبش الناس التوكسيك، وطول عمري باختار بقلبي، يمكن ده بيخليني أتأذي أحيانًا، بس برضه ماقدرش أغير طبيعتي».
وعن سؤال متكرر تتعرض له من المقربين «هنفرح بيكي إمتى؟»، أوضحت مايان أنها لا تنزعج من الجملة إطلاقًا، بل تراها نابعة من محبة حقيقية، مضيفة:
«بالعكس، الجملة دي مبتضايقنيش خالص، وبشوفها من جانب إيجابي. الناس اللي بتقولهالي غالبًا بتتمنى لي الخير، وأنا مؤمنة إن كل حاجة بتيجي في وقتها».

قصة الفيلم وأحداثه

يدور فيلم «ولنا في الخيال حب» حول أستاذ جامعي انطوائي يعيش حياة هادئة خالية من المغامرات، ويتجنب الانخراط في أي علاقات اجتماعية خارج نطاق عمله، لكنه يجد نفسه فجأة داخل علاقة غير متوقعة تقلب موازين حياته رأسًا على عقب.
العلاقة التي يخوضها تحمل الكثير من التناقضات بين العقل والمشاعر، إذ يجد نفسه ممزقًا بين الانسياق وراء إحساسه الصادق، أو الانسحاب خوفًا من الفشل والتعقيد. ومن هنا تبدأ رحلة مشوقة تجمع بين المواقف الكوميدية والرومانسية والدرامية، في معالجة فكرية خفيفة تسعى إلى استكشاف الجانب الإنساني في العلاقات المعقدة.

أحمد السعدني في دور جديد

أما الفنان أحمد السعدني، فيقدم في الفيلم شخصية بعيدة عن الأدوار النمطية التي اعتادها الجمهور منه، إذ يجسد دور رجل منطوي يعاني صراعًا داخليًا بين مشاعره المكبوتة والتزاماته العقلانية. وقد حظي أداؤه بإشادة عدد من النقاد الذين أثنوا على تطوره اللافت في الأداء الدرامي وتوظيفه لتفاصيل الشخصية بذكاء وعمق.

حضور لافت في الجونة

شهد عرض الفيلم في مهرجان الجونة حضورًا مكثفًا من نجوم السينما وصناع الفن، الذين تفاعلوا مع أجواء العرض بالتصفيق والضحك في أكثر من مشهد، وسط أجواء احتفالية تعكس عودة المهرجان بقوة في دورته الثامنة بعد سنوات من النجاح والتأثير على الساحة السينمائية العربية.

«ولنا في الخيال حب».. بين الواقع والحلم

الفيلم يقدم رسالة فلسفية ضمنية حول حدود الخيال في حياتنا، وكيف يمكن للحب أن يكون الجسر بين ما نحلم به وما نعيشه بالفعل. فهو لا يكتفي بسرد قصة عاطفية تقليدية، بل يغوص في عمق النفس البشرية ليكشف عن تضارب المشاعر وضعف الإنسان أمام العاطفة مهما حاول أن يتحكم بعقله.

ومن المتوقع أن يحقق الفيلم ردود فعل إيجابية عند طرحه تجاريًا في دور العرض، خاصة مع احتوائه على عناصر فنية جاذبة تجمع بين السيناريو المحكم، والإخراج الراقي، والأداء الصادق لأبطاله، إضافة إلى موسيقى تصويرية تضيف بُعدًا دراميًا يليق بطبيعة القصة.

بهذا الظهور، تواصل مايان السيد تأكيد مكانتها كإحدى أبرز نجمات الجيل الجديد القادرات على التنقل بين الأدوار الجريئة والرومانسية والدرامية، فيما يرسخ أحمد السعدني وجوده كأحد أكثر الفنانين نضجًا وتنوعًا في اختياراته. أما فيلم «ولنا في الخيال حب»، فيبدو أنه سيكون أحد الأعمال اللافتة في موسم السينما الجديد، لما يحمله من رسالة إنسانية عميقة تمزج بين الحلم والواقع، وتؤكد أن الحب – حتى وإن وُلد في الخيال – يظل أجمل ما يعيشه الإنسان.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.