معرض “رسالة الإسلام” العُماني يعزز التفاهم والتعايش المشترك مع الآخر
يكتسب معرض “التسامح والتفاهم والتعايش: رسالة الإسلام في سلطنة عمان” المقام في العاصمة التشيكية “براغ” أهمية كبيرة، ليس فقط باعتباره نشاطاً دينيا وثقافياً، إنما لتوقيته المهم هذا العام كونه يتزامن مع احتفالات السلطنة في 18 نوفمبر بالعيد الوطني الـ 48 والذي يتوج مسيرة تاريخية في بناء الوطن.
ويؤكد الخبراء والمحللون أنه إذا كانت الدبلوماسية العُمانية قد تميزت على امتداد الأعوام الثمانية والأربعين الماضية، وبتوجيه من السلطان قابوس بن سعيد، بالعمل الدؤوب الجاد من أجل تحقيق وترسيخ السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، والسعي إلى توسيع وتعميق التواصل والتفاهم مع الدول والشعوب الأخرى، بامتداد العالم، وعلى أسس واضحة ومحددة ومعروفة على كل المستويات.
فإنه ليس من المصادفة أن تتسع صداقات السلطنة وعلاقاتها الطيبة باتساع العالم من حولها، وأن تصبح السلطنة وقيادتها الحكيمة مقصدا للكثير من ساسة العالم وقياداته، لتبادل وجهات النظر والتعرف على تقييم ووجهات نظر جلالة السلطان قابوس لمختلف التطورات، الإقليمية والدولية وأفضل السبل للتعامل معها.
لدرجة أن سلطنة عُمان باتت ساحة للمشاورات السياسية وحل النزاعات في الشرق الأوسط، وبث روح السلام والأمن في شتى بقاع الأرض، لدرجة أن معرض “التسامح والتفاهم والتعايش: رسالة الإسلام في سلطنة عمان” الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بالتعاون مع وزارة الخارجية منذ عام 2010، استطاع أن يزور مائة وثماني عشرة مدينة في 36 دولة في قارات العالم المختلفة ، وقد حط رحاله الآن في العاصمة التشيكية “براغ” ويستمر فيها حتى نهاية نوفمبر الجاري.
جدير بالذكر أن معرض “التسامح والتفاهم والتعايش: رسالة الإسلام في سلطنة عمان” ليس معرضا دينيا فقط، ولكنه معرض متعدد الجوانب، ثقافي واجتماعي وإعلامي وفني، ويعني بالأساس بالعمل على تحقيق درجة أعلى من التواصل الحضاري مع الشعوب والحضارات الأخرى، وتقديم الوجه الصحيح للدين الإسلامي الحنيف وقيمه الإنسانية الراقية، التي تهتم بالإنسان.
وبينما حقق المعرض نجاحات كبيرة في المدن التي زارها، وآخرها “براغ” الآن، وهو ما يتجسد في الترحيب الواسع به، وفي الإقبال الكبير عليه من جانب مواطني الدول المختلفة، فان المعرض استطاع أيضا بناء علاقات تعاون طيبة مع العديد من المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية ومنها اليونسكو والمراكز المهتمة بنشر القيم الإنسانية المشتركة الداعية إلى السلم والعيش المشترك والتعاون والتفاهم مع الآخر، وهو ما يعبر عن سياسات السلطنة ورؤيتها الحضارية للعالم من حولها.
والمؤكد أن المنطقة والعالم يحتاج بالفعل إلى ما تؤمن به سلطنة عُمان وما تسعى إلى تحقيقه، على الأقل في محيطها الخليجي والإقليمي.