ممثل أدوار الشر مكتشف نجيب الريحانى وأول نقيب للممثلين .. مات مفلسا ووحيداً
ممثل أدوار الشر مكتشف نجيب الريحانى وأول نقيب للممثلين .. مات مفلسا ووحيداً
ممثل أدوار الشر الفنان عبد العزيز خليل، كان أول نقيب للممثلين في مصر، يمثل رمزاً بارزاً في تاريخ الفن المصري .
بقلم : شروق راضي
ولد الفنان الكبير الراحل في عام 1887، وقد ساهم بشكل كبير في تأسيس هوية المسرح المصري الحديث يعتبر خليل أحد أبرز رواد الحركة المسرحية، حيث أرسى قواعد جديدة في فن التمثيل وساهم في تطويره بشكل ملحوظ.
تولى خليل رئاسة نقابة الممثلين في فترة حرجة من تاريخ مصر، حيث كانت البلاد تشهد تغييرات اجتماعية وثقافية كبيرة عمل على تعزيز مكانة الفنانين وتوفير الحماية القانونية والاجتماعية لهم، مما ساعد في تأسيس بيئة أفضل للعمل الفني.
المعايير الأخلاقبة للفن
لم يكن عبد العزيز خليل مجرد نقيب، بل كان مثلاً إحتذى به الكثير من الفنانين أسس مجموعة من المبادئ التي لا تزال تعتبر حجر الزاوية للفن في مصر، مثل الالتزام بالمعايير الأخلاقية والفنية ولعب دوراً أساسياً في تنظيم الفعاليات المسرحية ودعم المواهب الشابة، مما ساهم في خلق جيل جديد من الممثلين.
تاريخ عبد العزيز خليل هو تجسيد لصراع الفنان من أجل الاعتراف بدوره الاجتماعي والثقافي، ويظهر كيف يمكن للفن أن يكون قوة محركة للتغيير في المجتمع لقد ترك إرثاً لا ينسى، يذكرنا دائماً بقيمة الفن في تشكيل الوعي الجماعي وتعزيز الهوية الثقافية.
مشوار المسرح والسينما
بدأ نجمنا مسيرته الفنية متنقلاً بين أكثر من فرقة، حيث كانت بداياته مع فرقة جورج أبيض، ثم فرقة سلامة حجازي ومنيرة المهدي كان له دور بارز في تأسيس نقابة الممثلين، حيث أصبح أول نقيب لها تميز بأدوار الشر بفضل نظرات وجهه القوية والحادة، مما جعله رمزاً للقوة الشخصية في الوسط الفني.
في عام 1935، انضم إلى الفرقة العربية المصرية، وفي عام 1942، بدأ العمل مع الفرق المصرية للتمثيل ترك بصمة واضحة على المسرح من خلال مجموعة من المسرحيات المهمة مثل “يوم القيامة”، “الثائرة الصغيرة”، “ليلة من ألف ليلة”، “عزيزة ويونس”، “البائسة”، “في ظلام الحريم”، “غروب الأندلس”، “شمشمون ودليلة”، “الحب بالعافية”، وغيرها، اعتزل التمثيل بعد أن كبر في العمر في عام 1954.
طيب في الحقيقة شرير علي الشاشة
ترك نجمنا إرثاً كبيراً في عالم السينما، حيث قدم مجموعة من أجمل الأفلام المصرية القديمة التي ارتبط بها الجمهور العربي، ومن أبرزها “باب الحديد”، “ماليش حد”، “خاتم سليمان”، “مصطفى كامل”، “أنا بنت ناس”، “أحمر شفايف”، “ممنوع الحب”، “الستات في خطر”، “سي عمر”، “مصنع الزوجات”، “العزيمة”، و”لاشين”، بالإضافة إلى العديد من الأفلام الأخرى الهامة.
وفي عام 1928، شارك في فيلم “سعاد الغجرية”، الذي كان من تأليف وإخراج جاك شوتز، وقد قوبل الفيلم بهجوم شديد من الصحافة بدعوى الإساءة لمصر.
رغم طيبة قلبه أشتهر عبد العزيز خليل بأدوار الشر ، حيث كان يتمتع بشخصية قوية ونظرات حادة، ما جعله يحظى بتقدير كبير من قبل النقاد والجمهور على مدار مسيرته الفنية ، تظل هذه الرحلة الفنية حية في ذاكرة جمهور الفن، حيث قدم نجمنا أعمالًا خالدة تظل محفورة في قلوب وعقول عشاق الفن العربي ومن أشهر أدوار الشر التى قدمها في أفلام ” العزيمة” و” أحمر شفايف” و” باب الحديد” .
اعتزال ووفاة عبد العزيز خليل
في عام 1954، ومع تقدمه في العمر، قرر عبد العزيز خليل الاعتزال عن التمثيل كانت هذه الخطوة بمثابة نهاية عصر بالنسبة له، حيث ابتعد عن الأضواء لكن ظل في قلوب عشاق الفن.
توفي عبد العزيز خليل في 11 فبراير عام 1969، عن عمر ناهز 82 عاماً كانت وفاته خسارة كبيرة للوسط الفني، حيث فقدت الساحة الفنية شخصية بارزة تركت إرثاً غنياً من الأعمال التي لا تزال تحظى بالاحترام والتقدير.
تحسين أوضاع الفنانين
تظل مسيرة عبد العزيز خليل في عالم الفن المصري مثالاً يحتذى به للكثير من الفنانين فقد ترك إرثًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا، يعكس شغفه وحبه للفن والمسرح عبر أدواره المميزة ومساهمته في تأسيس نقابة الممثلين، ساهم في رفع مكانة الفنانين وتحسين أوضاعهم ورغم اعتزاله، تبقى ذكراه حاضرة في قلوب عشاق الفن، وتظل أعماله خالدة تعبر عن قوة شخصيته الفنية وتفانيه في العمل لقد رحل عبد العزيز خليل، ولكن إرثه يبقى جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الفن المصري، يستحق التأمل والتقدير من الأجيال القادمة.