منير مراد الذى ولد يهوديا بأسم موريس موردخاي ومات مسلماً مصرياً
منير مراد الذى ولد يهوديا بأسم موريس موردخاي ومات مسلماً مصرياً
منير مراد .. واحدا من الفنانين الكبار الذين تركوا بصمة كبيرة لاتنسي سواء علي صعيد الغناء والموسيقى أو علي صعيد التمثيل فقد أشتهر في الأفلام القليلة التى قدمها بخفة الدم والرشاقة التى لم ينجح أحد في منافسته فيها .
كتبت / غادة العليمى
ومالا يعرفه الكثيرين عنه ونكشف النقاب عنه في ذكرى وفاته إنه وُلِدَ يهودياً وعاش مصريا مسلما ومبدعا
فقد وُلِدَ عام ١٩٢٢ وعاش على أرض هذا الوطن العظيم كأحد أبنائه معتنقي الديانة اليهودية تعلم ودرس الموسيقى وتشكل وجدانه بين أهله وأصدقائه على تراب بلده وبين شوارعها وأزقَّتها
هذا الموسيقار البارع صاحب أغنية النجاح الخالدة التى نسمعها حتى الآن فى كل بيت عندما ينجح دراسياً له طالب أو حتى تلميذ ” وحياة قلبي وأفراحه” أغنية أمتعنا بها و بغيرها من أروع الألحان العاطفية لعبد الحليم مثل “بأمر الحب” في فيلم “يوم من عمري” وأجمل أوبريتات المرح والشباب فى مدينته ومسقط رأسه الإسكندرية على رمال شاطىء عايدة ” دقوا الشماسي” في فيلم “أبي فوق الشجرة” و وُصِفَ بأنه قادر على تلحين حتى الأخبار على صفحات الجرائد
وهو من لحَّن لشقيقته النجمة المتألقة والقيثارة أغنيتها الوطنية للجيش المصري” يا رايح على صحراء سينا.. سلِّم على جيشنا اللى حامينا” .
هو مثال واضح على ريادة وحضارة وثقافة ورقي هذا البلد وهذا الشعب العريق وطبيعة الحياة فى مصرنا خلال النصف الأول من القرن الماضي
حيث السماحة والتعايش والإنتماء وعشق الوطن أمراً سماوياً طبيعياً غريزياً لدى جميع المصريين على إختلاف معتقداتهم حيث اتيح لهذا العبقري الشاب الذى وُلِدَ يهودياً أن ينبغ ويعشق بلده ويبدع بمنتهى الحرية ويُسعِد بفنه وألحانه جميع أبناء وطنه.
وحتى عندما إعتنق ” موريس ” الإسلام فى أمر بينه وبين ربه وتزوج بعدها من الفنانة القديرة سهير البابلي كان المجتمع كله يتعامل معه تحت مظلة
” الدين لله والوطن للجميع “
نشأته
“موريس موردخاي” هو الإسم الحقيقي للملحن الفنان الشهير “منير مراد” أحد أبناء أسرة مصرية يهودية كانت تعيش في الأسكندرية ووالده المؤلف الموسيقي “زكي موردخاي “، وله شقيقتان “ليليان”، أو نجمة الغناء والسينما “ليلى مراد “، وسميحة.
منير مراد ـ في القاهرة، مصر والده زكي مراد ملحن اشتهر في أوائل القرن العشرين
ووالدته جميلة روشو، يهودية مصرية وهي ابنة متعهد الحفلات إبراهيم روشو وحين بدأ يكبر وجد أن أخته الكبيرة الفنانة ليلى مراد قد بدأت في الغناء بالإذاعة المصرية في أول ظهورها وفي عام 1939 ترك منير مراد الكلية الفرنسية ثم خرج بعدها ليعمل أعمال بسيطة إلى أن دخل مجال السينما كعامل كلاكيت ثم بدأ في العمل كمساعد مخرج مع كمال سليم في 24 فيلم في فترة الأربعينيات.
بدايته بالتلحين
إتجه منير مراد في بدايته للتلحين على موسيقى الجاز التي كانت رائجة وقتها في الغرب ولكنه واجه صعوبات في الترويج لها وإقناع المنتجين بها إلى أن كانت بدايته الحقيقية بأغنية «واحد.. اتنين» لشادية والتي فتحت أمامه الطريق أمام المطربين ومنتجي الأفلام ليسندوا إليه تلحين العديد من الأغاني ،
وكان منير مراد رائدا من رواد الموسيقى الراقصة والاستعراضية في مصر حيث وضع أشهر موسيقى الرقصات والاستعراضات التي كانت تؤديها تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف وكان ارتباط صوت شادية بألحان منير مراد علامة مضيئة في تاريخ الموسيقى المصرية حيث قام على مدى سنوات بتلحين عدة أغاني لها أصبحت من كلاسيكيات الأغاني الرومانسية في مصر بالإضافة للأغاني التي لحنها لعبد الحليم حافظ والتي كانت بمثابة جزء خاص من تجربته هذا بجانب الدويتوهات التي لحنها لعبد الحليم وشادية وقد قدم منير مراد ألحاناً أخرى لعدد من الأصوات الواعدة في مصر وبعض البلدان العربية مخططًا لنفسه ذلك الأسلوب المتميز الذي يتسم بالإيقاع السريع المتلاحق.
التمثيل
كما عُرف منير مراد أيضا كممثل قام بتمثيل ثلاثة أفلام سينمائية والغناء فيهم لمجموعة من الأغاني قدم فيهم رؤيته عن المزج بين موسيقى الجاز والموسيقى الشرقية ، ومثل دور البطولة في فيلمين هما (أنا وحبيبي) 1953 أمام « شادية »، و (نهارك سعيد) 1955
وفي العام نفسه قام بدور صغير في فيلم (موعد مع إبليس) أمام زكي رستم ومحمود المليجي ثم مرت تسع سنوات كاملة إلى أن طلب منه صديقه «حسن الصيفي» أن يقدم استعراضا في فيلمه الذي أخرجه عام 1964 وكان بعنوان بنت الحتة. ولمنير مراد 3000 لحن كما أنه كان مساعد مخرج في 150 فيلما.
حياته الشخصية
تزوج منير مراد ثلاث مرات الأولى من فتاة يهودية إيطالية أنجب منها ابنه الوحيد «زكي»، ثم تزوج الفنانة سهير البابلي لفترة تجاوزت الـ 9 سنوات ما بين عامي 1958 و 1967 وخلال هذه السنة أشهر إسلامه وترك الديانة اليهودية وتعد «سهير البابلي» الحب الحقيقي في حياته ثم تزوج للمرة الثالثة من «ميرفت حسني شريف» الأخت غير الشقيقة للفنان تامر حسني واستمر ذلك الزواج حتى وفاته في 17 أكتوبر 1981.
رحل عن دنيانا فى مثل هذا اليوم ١٧ أكتوبر ١٩٨١ تاركا خلفه روائع خالدة .