“ناهد شريف ” عانت من الاكتئاب في طفولتها وقتلها السرطان في شبابها حياة مأساوية تعرف عليها في ذكرى وفاتها

عشقت كمال الشناوي ووافقت تكون زوجة ثانية من أجله

FB_IMG_1554667059307

كتبت دعاء سنبل

 

فنانة ملامحها المصرية الأصيلة وبشرتها السمراء الجذابة ، ورشاقتها أعطتها مكانة وسط نجمات جيلها ، واشتهرت بأدوار الإغراء والمراة الجميلة التي تخطف الأنظار ، أو البنت الشقية المرحة فقد كانت تتميز بخفة ظل وجمال روح جعل منها نجمة مميزة هي الفنانة ” ناهد شريف “

ناهد شريف ، اسمها الحقيقي “سميحة محمد زكي النيال” ،في يناير عام 1942م ، في مدينة الإسكندرية ، كانت الابنة الوسطى لضابط شرطة، دخلت عالم الفن من خلال تعرضها لمأساة في حياتها ، توفيت والدتها يوم زفاف شقيقتها الكبري ، وكانت ناهد في الثامنة من عمرها وأصيبت بحالة نفسية سيئة جعلتها لا تشعر للحياة بأي لذة ، وبعدها بعامين لحق والدها بوالدتها وتوفى هو الآخر ، وازدادت حياتها سؤً وحزن ، وألم .

 

FB_IMG_1554667072472

 

وكان حلمها أن تصبح مطربة مشهورة ، وقررت الخروج من الأكتئاب ودخلت عالم الفن وغيرت أسمها من سميحة إلى “ناهد شريف ” ، وجاءت البداية بعدما تعرف عليها مدير التصوير وحيد فريد، فقدمها للفنان عبدالسلام النابلسي الذي اختار أن يجعل منها ممثلة لا مطربة فمنحها دور صغير في فيلم ”قاضي الغرام”، و توالت أدوارها في عالم السينما ، وقدمت العديد من الأعمال مثل أفلام «صبيان وبنات»، و«تحت سماء المدينة»، و«أنا و بناتي» الذي اخرجهم لها زوجها الأول “حسين حلمي المهندس ” وكان فارق السن بينهم كبير ، انفصلوا بعد فترة قصيرة ، وكانت في بدايتها تقدم دور الفتاة البسيطة والمقهورة او المغلوب على أمرها ، قررت فجأة تقديم دور الفتاة الجريئة والمغرية ،فقدمت بعد ذلك مجموعة من أهم أعمالها في السينما المصرية منها ”انتبهوا ايها السادة، العمر لحظة، الحب وحده لا يكفي، ومضى قطار العمر”.

 

FB_IMG_1554667093299

 

قدمت أيضاً بعض من الأفلام الكوميدية الخفيفة مثل البحث عن المتاعب”، و”المهم الحب” و”عريس الهنا”، “الأزواج الطائشون”، و” بدون زواج أفضل”.

بعد قيامهما ببطولة فيلم “نساء الليل” الذي حصلت فيه ناهد على جائزة التمثيل الأولى، وكان من إنتاج الشناوي
لم تكن قصة حب الفنانة ناهد شريف والنجم كمال الشناوى قصة حب عادية، بل كانت قصة عشق وغرام وزواج وعلى الرغم أن كمال الشناوى كان يكبرها بخمسة وعشرين عاما ، فإنها شعرت بالحب والحنان معه وفى أول مشهد قامت بتمثيله مع كمال الشناوي ب في فيلم “تحت سماء المدينة:، وقعت “ناهد ” فى غرامه، وبرغم أنه كان متزوج ، وافقت على أن تكون زوجة ثانية بشكل سرى،قدمت ناهد مع كمال عدد كبير من الأفلام كانت البداية من خلال فيلم ”تحت سماء المدينة”، وبعدها فيلم ”نساء الليل”، ”الوديعة”، ”بيت الطالبات”، ”زوجة ليوم واحد”، و”تنابلة السلطان” بعد عدة أعوام انتابها شعور بالملل لكونها نصف زوجة وليس لها حقوق وانفصلت عن كمال الشناوي .

 

FB_IMG_1554667044506

قدمت بعد ذلك مجموعة من أهم أعمالها في السينما المصرية منها ”انتبهوا ايها السادة، العمر لحظة، الحب وحده لا يكفي، ومضى قطار العمر” وتعرفت بعدها في لبنان على صاحب الملهى الليلي إدوارد جرجيان صاحب ملهى «البلو اب»، وشقيق كيجام راقص لبنان الشهير، والذي ألقى بشباكه عليها، وطلبها للزواج.

ورغم تحذير من حولها من الزواج منه، لأنه مدمن للعب القمار ومخالف لديانتها الإسلامية، إذ كان على الديانة المسيحية، إلا أنها ضربت بتحذيرات الجميع بعرض الحائط، وتزوجت من “إدوارد “زواج مدني في لبنان وظل كلاً منهما على دينه، وأنجبت منه طفلتها الوحيدة «باتريسيا» التي أصبح اسمها بعد ذلك “لينا”
التى تعيش حاليا خارج البلاد، وغيرت الامومة من ناهد شريف.

 

FB_IMG_1554667028505

 

فبعد ان اصبحت ام تغيرت نوعية أفلامها وقدمت فيلم “ومضى قطار العمر” مع فريد شوقي، و”القادسية” مع سعاد حسني، وغيرها من الأعمال البعيدة عن الاغراء، وظلت ناهد في تلك الفترة تحاول تصحيح صورتها الذهنية في الوسط الفني وتابعت قيامها ببطولة أفلام درامية قوية مثل “لعنه امرأة”، و”الساعة تدق العاشرة”، و”الأرملة تتزوج فوراً”، و”العمر لحظه”.
وبعدة فترة زواج سعيدة لم تمض طويلاً، بدأت الخلافات تدب بين الزوجين، إذ كان إدوارد يستنزفها مادياً، ثم صُدمت ناهد صدمة كبيرة عندما علمت من خلال الفحوصات والتحاليل الطبية انها مصابة بمرض السرطان، وكانت صدمتها الأكبر عدم وقوف زوجها بجانبها .

 

FB_IMG_1554667082761

 

لجأت بعدها ناهد لحبها الأول والأخير كمال الشناوى، وعلى الفور كان كمال الشناوى أمامها، حيث أصيب بالصدمة بعد أن وجد أمامه ناهد شريف قد أصبحت هزيلة ومريضة بسبب السرطان، وطلبت منه التوسط لها لدى الدولة لسرعة سفرها خلال 48 ساعة للعلاج بالخارج على نفقة الدولة ، وخرج كمال الشناوى من منزلها مباشرة إلى مكتب رئيس الوزراء د. فؤاد محيي الدين ولم يستطع الانتظار في مكتبه إلى أن ينتهي من اجتماعه مع بعض الوزراء واقتحم عليه المكتب فأصيب ومن معه بذهول من تصرفه لكنه حين علم بالموقف التمس له العذر وأعطاه الموافقة على الفور، وقام بإنهاء جميع الإجراءات الأخرى ، وسافرت ناهد بالفعل خلال 48 ساعة إلى السويد لإجراء جراحة خطيرة وصحبها زوجها إدوارد إلى هناك وأجريت لها جراحة ناجحة، لكن زوجها إدوارد كان يعاملها بقسوة ويستغل مرضها لطلب مساعدات مالية لعلاجها وجمع مبالغ كبيرة بآلاف الجنيهات الإسترلينية وقام بتحويلها إلى حسابه الخاص، لأنها كانت تعالج على حساب الدولة، وحتى المساعدات القليلة التي كان يقدمها بعض الفنانين والأصدقاء المصريين لناهد عندما يزورونها في المستشفى كان يستولي عليها ، وتركها وحدها بعد إجراء الجراحة ليتجول في مونت كارلو وإسبانيا مع بعض الأثرياء العرب ، و لم يكن هناك مفر لها إلا أن اضطرت للجوء إلى السفير المصرى هناك حسن أبو سعدة لتطلب الطلاق ، وبالفعل ساعدها وتم الطلاق في السفارة ، ورفض التكفل بطفلته ، وظلت مع ناهد ، فاضطرت إلى قطع فترة العلاج والعودة للقاهرة بعد أن نفدت النفقات اللازمة للإقامة وحاولت أن تنسى تماما أنها مريضة وتركت الدواء وعادت إلى العمل لكي تستطيع الإنفاق على ابنتها فتعرضت صحتها لانتكاسة لتسافر للعلاج مرة اخرى فى لندن.

وقام كمال الشناوى بتوصيلها للمطار ، وهناك أكد الأطباء لناهد استحالة شفائها، عادت إلى القاهرة، و ظلت في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي أياماً معدودة، ورحلت بعدها عن عمر يناهز 39 عاماً في مثل هذا اليوم الموافق 7 إبريل 1981 م ، بعد صراع طويل مع مرض السرطان

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.