نهاية اسبوعية سعيدة
إجازة نهاية الإسبوع حدث إسبوعي يتكرر ويستقبله جميع أفراد الأسرة أياً كانت أعمارهم بحالة من الاستبشار والسعادة وكأننا بصدد احتفالية أو عيد مصغر، وبالرغم من ذلك فهي كثيرا ما تكون مخيبة للآمال وانعكاس ذلك يختلف من أسرة لأخرى ومن فرد لآخر أيضاً ، اذ ربما يمتد الأثر السيء لقدرته على العمل والانجاز لاسبوع كاملاً.
وهذا ما يدفعنا للحرص على استحضار الخطط الشيقة والممتعة لقضائها بالشكل الذي يناسب جميع أفراد الأسرة باختلاف أعمارهم ومسؤلياتهم وكذلك ظروفهم وهي درس اجتماعي اسبوعي ولا عجب فاحتواء احتياجات ومتطلبات وظروف كل فرد ليس سهلا ويتطلب تدريب وتفهم .
اختيار المكان الذي سنقضي فيه العطلة وان كان البيت نفسه واختلاف الأمزجه فربما الأب أميل للاستجمام بالبيت والأم ترغب في الاستمتاع بالبعد عن المطبخ والخدمة اليومية التي تتكبدها طوال الأسبوع والأطفال ورغبتهم في الذهاب للملاهي والمراهقين الأميل للانفصال عن المحيط الأسري والانضمام الرفقة والأصدقاء والذهاب للسنيما وقضاء أوقات مرحة معهم
إلى غير ذلك من التنوع في الرغبات كيف سيتم المواءمة مع الحفاظ على حالة الرضى والسعادة و الاسترخاء المطلوب تحقيقه بنهاية الأسبوع وبالرغم من صعوبة ذلك إلا أنه ممكن وغير مستحيل بالرغم من التحديات
ولكن ما الغرض من ذلك !
كثير من الأسر تعاني اليوم من تفكك غير عادي ومن الصعب أن تجدهم مجتمعين إلا في المناسبات النادرة وهذا يسبب الكثير من الضيق والإحراج أحيانا.
وكلما تقدموا في العمر وزادت مسؤولياتهم الاجتماعية وتوقعات المحيطين كلما زادت المشكلة لكونه غير معتاد ومؤهل لذلك وكثيرا ما يصدم حديثي الزواج بسبب تلك الأمور وإن بدت بسيطة للبعض ومع تقدم عمر الزواج وإنجاب الأطفال وتقاعس أحد الآباء عن مناسبات مهمة للأطفال والأمر يمتد في حلقة مفرغة أساسها مرجعه عدم التعود من الصغر على بعض الواجبات الأسرية والاندماج فيها .
ولذلك أظن أن اجتماع الأسرة على خطة واحدة وطقوس تتعلق بقضاء وقت
يروق الجميع كل الظروف فهناك من هو متعب أو مريض وبحاجة للاسترخاء او من لديه اختبار يستدعي منه أن يضحي بجزء من وقت استمتاعه ليذاكر وعلينا ان مساعدته باختيار مناسب وكذلك لابد من مواكبة الاختيارات لميزانية الأسرة وإشراك الأطفال بذلك غير مخيب للآمال بالعكس هو درس من الواقع لابد أن يتعموه وموازنة الطلبات في حالة الخروج فاليوم الذي نقضيه في الملاهي مثلاً ليس بالضرورة نأكل خارج المنزل من الأساس ولنكتفي بالأيس كريم أو بلاه وإن سمحت ميزانيتنا بذلك بغرض تعويد الأطفال وتربيتهم على وضع الاولويات والمفاضلة بين المتطلبات.
كما ان قضاء العطلة في البيت من الممكن أن تهيأ بطريقة تجعل الأسرة سعيدة فنحن نذكر أشهى االفطائر السريعة والبطاطا المقلية مع الفشار أمام جاسة تلفزيونية والالتفاف لمشاهدة فيلم كوميدي …ولكن سقف الأحلام عندما يكون مرتفع للغاية غالبا ما سيخيب آماله ويجعله تعس وغير متأقلم وهذا ما لا نرجوه.
وأخيراً كم هم مفيد ومؤثر النقاش العائلي حول هذه الامور التي تبدو بسيطة ولكنها تساعد في تكوينه وتربيته بشكل يجعله من السعداء حاضرا ومستقبلا فلا تسأموا من هذا النقاش ولا تركنوا إلى تفرد كل فرد برغباته حرصاً على سلام أسري وترابط جميل يجمعنا.