” وأنا عالربابة بغني” حكاية الأغنية التي إنفعل من أجلها ” بليغ” وخلعت ” وردة ” الحذاء

كتب/ حسام الأطير 

حكاية صورة عمرها ٤٨ سنة، صورة فنية بتعكس حالة واقعية لزمن جميل ولموقف وطني أصيل.

تجسدت فيه كل معاني حب الوطن ، و الإنتماء والشعور بالحماس .

الصورة المطربة الكبيرة ” وردة الجزائرية ” من داخل إحدى إستديوهات الإذاعة المصرية.

وذلك عقب اندلاع حرب أكتوبر عام 1973، حيث  قام الموسيقار الكبير الراحل  بليغ حمدي بإصطحاب الفنانة وردة وتوجها إلي مبني الإذاعة والتليفزيون .

وكما معهم الشاعر عبد الرحيم منصور وذلك  عصر يوم 6 أكتوبر وامتنع الأمن عن إدخالهم وهنا صرخ بليغ حمدي .

وقال “هاتوا وجدي الحكيم ” وكان مسئول بالإذاعة حينها وحضر ” الحكيم” بالفعل  وحاول يفهمه أن الحرب بدأت وما ينفعش أي شخص يدخل مبنى الإذاعة.

إنفعال ” بليغ حمدي” وصراخه 

فصرخ ” بليغ ” وقال هاعمل محضر فيكم انكم رافضين إني أدخل و أغني لبلدي.

وأمام إصرار بليغ وتصميمه على الدخول،  سمح له الإذاعي الكبير “بابا شارو ” مدير الاذاعة حينها بدخول مبنى الإذاعة المصرية.

 لكن قالوله للأسف ما فيش ميزانية لعمل أغاني جديدة ، فقام بليغ بكل حب لبلده بكتابة إقرار أنه متحمل كافة مصاريف الاغاني من كلمات وفرقة موسيقية.

حالة طوارئ فنية 

وبالفعل إستدعي الموسيقار أحمد فؤاد حسن قائد الفرقة الماسية .

والذي رفض تقاضي أي مبالغ أيضا ورفض عبد الرحيم منصور تقاضي هو الآخر أي مبلغ .

وحضرت الفرقة الماسية لمبني الإذاعة، و كان  الشاعر الغنائي عبدالرحيم منصور.

  قد كتب اغنيتين وهما ( بسم الله) و(انا علي الربابة ).

وبدأ في تلحين الأغنية الأولي وانتهي منها عند مغرب يوم السادس من اكتوبر .

ولم يحضر الكورال لظروف حظر التجوال بسبب الحرب.

فما كان من بليغ حمدي إلا إنه جمع بليغ كل العاملين بمبني الإذاعة حتى العمال  وقام بتحفيظهم اللحن .

وعند الساعة الثانية عشر مساء من يوم ٦ أكتوبر كان بليغ يقوم بتسجيل الأغنية والتي سمعها بابا شارو فجر يوم ٧ اكتوبر .

مندهشا  بشدة ، كيف إستطاع القيام  بهذا العمل الفني الرائع في هذه الساعات القليلة !!

وأذيعت الأغنية صباح يوم السابع من اكتوبر كأول اغنية جديدة وسريعة عن حرب أكتوبر.

وفي الصورة تظهر  الفنانة الكبيرة الراحلة ” وردة” وهي في انتظار دورها .

في تسجيل أغنية وانا علي الربابة بأغني رحم الله العملاق بليغ حمدي وأميرة الغناء العربي وردة.

وكما يبدو في الصورة أنها كانت في حالة إرهاق شديد و جالسة علي أحد الكراسي خالعة حذاء قدميها.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.