وداعًا.. د. إكرام منصور .. الكاتب الصحفي حماد الرمحى ينشر إستغاثتها الأخيرة

الكاتب الصحفي د. حماد الرمحى يكتب عن لحظاتها الأخيرة

وداعًا.. د. إكرام منصور .. الكاتب الصحفي حماد الرمحى ينشر إستغاثتها الأخيرة

الكاتب الصحفي د. حماد الرمحى يكتب عن لحظاتها الأخيرة

«أنا بموت يا حماد… هات إسعاف وتعالى خدني بسرعة».

بهذه الكلمات الموجعة إستهل الكاتب الصحفي الكبير د. حماد الرمحى ” رئيس لجنة التكافل بنقابة الصحفيين وعضو مجلس النقابة الأسبق ” مقاله عبر صفحته الخاصة بالفيس بووك عن الكاتبة الصحفية الكبيرة د. إكرام منصور ” مدير تحرير صحيفة الجمهورية العريقة ” والتى ودعت عالمنا أمس وأهتز الوسط الصحفي لرحيلها وقام المئات من الصحفيين أعضاء النقابة وزملائها بمؤسسة دار التحرير وغيرهم بنعيهم والإعراب عن صدمتهم وأحزانهم لرحيلها المفاجئ .

صوتًا يختنق من الألم

د. حماد الرمحى واصل قائلا :
هكذا، وبكل ما في الكلمات من خوف واستغاثة وضعف إنساني لا يُخفى، جاءني صوتها المرتجف في تمام الساعة 11:54 صباح أمس، فكانت تلك آخر كلمات زميلتي الغالية، وأختي العزيزة، الدكتورة إكرام منصور.
لم يكن اتصالًا عاديًا… كان وداعاً.. صوتًا يختنق من الألم، قلبًا يستغيث في لحظاته الأخيرة، روحًا تُلوّح من بعيد، وكأنها كانت تعرف أن الرحيل قريب.
قالت لي: “أنا بموت حرفيًا… ظهري اتخشب مش قادرة أحرك إيدي ولا رجلي”.


حاولت أن أتمسك بخيوط الأمل، أجاريها في الحديث، أبحث عن نافذة طمأنينة لأفتحها لها ولنفسي: “مليون سلامة يا دكتورة، قوليلي عندك إيه؟”
فردّت بصوت يكاد لا يُسمع : “مش قادرة أقف… مش قادرة أتحرك من مكاني”.
طلبت منها أن تتناول دوائها وأن ترتاح قليلاً، وأن تستدعي الإسعاف إن زاد عليها التعب ، وأخبرتها أنني قادم إليها في الطريق، فأجابت بصوت منخفض وكأنها تودّعني: “حاضر… حاضر… حاضر”.
بعد أقل من ساعة، اتصلت بها مجددًا، فردّت بصوت مخنوق: “تعبانة… تعبانة!”
سألتها: “هتعملي إيه؟ أنا جاي لك حالًا”، لكنها أجابت همسًا، بكلمتها الأخيرة… “سلام يا حماد، مش قادرة أرد”.

قلب صادق نابض بالحياة

وفي تلك اللحظة، شعرت وكأن الهاتف قد سقط من يدها… ومعه سقطت ورقة نقية من شجرة الصحافة المصرية، ورقة كانت لا تزال خضراء رغم الألم، رغم التعب، رغم الصمت.
لم تمر ساعات قليلة… حتى جاءني النبأ كالسيف، يفطر القلب ويفتّت الروح:
الدكتورة إكرام منصور… فارقت الحياة.
رحلت الزميلة إكرام منصور التي لم تكن مجرد اسم على صفحة أو توقيع أسفل مقال، بل كانت قلبًا نابضًا بالحياة والصدق، وجهًا بشوشًا يعرفه كل من مرّ بها أو عمل معها، روحًا دافئة تحمل في طياتها طيبة الزمن الجميل.


رحلت من كانت تسأل قبل أن تُسأل، وتواسي قبل أن تُواسَى، وتكتب بقلمها وهموم الناس على كتفيها.
رحلت التي كانت تتنفس الصحافة وتعيشها وتعشقها حتى في أوج تعبها ومرضها، حتى حين كانت تموت، اختارت أن تبوح لصحفي بما تبقّى من حكايتها.
الدكتورة إكرام منصور لم تكن مجرد زميلة عمل، بل كانت شخصية نادرة في نقائها، باذخة في عطائها، شفافة في مهنيتها، راقية في تعاملها، كريمة النفس واليد والخلق.
عرفها الجميع كإنسانة قبل أن تُعرف كصحفية، وهذا هو المجد الحقيقي الذي لا يزول.
عملت في الصحافة وكأنها على موعد دائم مع الحقيقة، لا تحيد عنها ولا تساوم فيها، وظلّت حتى آخر رمق صوتًا شريفًا لا يعلو إلّا بالحق.
اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت، أن ترحم روحًا طاهرة أنهكها الألم، فاخترت لها الراحة في جوارك.
اللهم اجعل قبرها روضةً من رياض الجنة، لا حفرةً من حفر النار، واجعلها في أعالي عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
اللهم اجزها عن كل كلمة حق كتبتها، وكل ابتسامة أهدتها، وكل خير زرعته، جزاءً يليق بعظيم عطائك وكرمك.
اللهم طيب ثراها، وطيّب ذكراها، واغفر زلاتها، وأنزل السكينة على قلوب محبيها.
اللهم إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقكِ يا دكتورة إكرام لمحزونون.
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.