❣❣أفضيلة صيام شهر الله المحرم ❣❣
بقلم فضيلة الشيخ… احمد تركي
ومما ينبغي أن يستغل به شهر الله المحرم؛ الصيام فهو أفضل التطوع للحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:
((أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل))
❣قال ابن حجر: “قال أئمتنا: أفضل الأشهر لصوم التطوّع المحرم، ثم بقية الحرم رجب، وذي الحجة، وذي القعدة”
❣وقال ابن مفلح الحنبلي: “فالتطوع المطلق أفضله المحرم”.
❣وتسمَّية النَّبي – صلى الله عليه وسلم – المحرَّم شهر الله، وأضافته إليه؛ دلالة واضحة وبينة على شرفه وفضله؛ والإضافة هنا إضافة تعظيم، فإنَّ الله – تعالى – لا يضيف إليه إلا خواصَّ مخلوقاته، كما نسب محمداً وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء – صلوات الله عليهم وسلامه – إلى عبوديَّتِه، ونسب إليه بيته وناقته..
❣❣ما المراد بصيام الشهر:⏬⏬
❣قال القاري: “الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم..
ولكن قد ثبت أنّ النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير رمضان فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله، وقد ثبت إكثار النبي – صلى الله عليه وسلم – من الصوم في شعبان دون غيره، ولعلّ ذلك لأمرين:
الأول: أنه لم يوح إليه بفضل المحرّم إلا في آخر الحياة قبل التمكّن من صومه.
والثاني: لعله كان يعرض له فيه أعذار من سفر، أو مرض، أو غيرهم..
ولمَّا كان هذا الشهر مختصَّاً بإضافته إلى الله – تعالى -، وكان الصِّيام من بين الأعمال مضافاً إلى الله – تعالى -؛ كما جاء في الحديث القدسي: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)).. ناسب أن يختصَّ هذا الشهر المضاف إلى الله بالعمل المضاف إليه المختصِّ بهِ وهو الصِّيام.
ويتأكد صوم يوم عاشوراء – وهو اليوم العاشر من شهر محرم -، والسنة أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده..
❣وقد ورد في صومه فضل عظيم فعن أبي قَتادةَ – رضي الله عنه – قال: سُئِل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن صيامِ يومِ عاشوراء؟ فقال: ((يكفِّرُ السَّنَةَ الماضِية))..
✏أيها الحصيف:
فلنبادر إلى اغتنام مواسم الخير فإنها سريعة الانقضاء، وليقدم المرء لنفسه عملاً صالحاً يجد ثوابه أحوج ما يكون إليه، فإن الثواء في هذه الدنيا قليل، والرحيل قريب، والاغترار غالب، والطريق مخوف، والناقد بصير، والخطر عظيم، والله – تعالى – بالمرصاد، وإليه المرجع والمآب {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}..