أمجد زاهر يكتب”أنور وجدى”حكاية نجاح لا تنسى في عالم السينما

أنور وجدى حكاية نجاح لا تنسى في عالم السينما

أمجد زاهر

في عام 1955، خسرت السينما المصرية واحداً من ألمع نجومها، الفنان الكبير أنور وجدي، الذي ترك خلفه إرثاً فنياً غنياً بالأعمال المتميزة والمتنوعة. لم يكن وجدي مجرد ممثل موهوب، بل كان متعدد المواهب في مجالات الإخراج والإنتاج والكتابة، وأحد رواد الفن السابع في مصر منذ ظهوره في الأربعينات.

ولد أنور وجدي في عام 1904؛ وانضم إلى فرقة رمسيس للمسرح، وتأثر بأسلوب الفنان يوسف وهبي، الذي كان يحترمه بشدة ولا يجرؤ على التدخين في حضوره. كان يخشى منه جداً حتى أنه كان يدمع عيناه إذا لم يقدم مشهداً جيداً أمامه.

من أشهر أفلام أنور وجدي: “غزل البنات”، “طلاق سعاد هانم”، “أربع بنات وضابط”، “أمير الانتقام”، “الوحش”، “غرام وانتقام”.

 هذه الأفلام تعتبر من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وأظهر فيها أنور وجدي موهبته الفذة في التمثيل والإخراج والإنتاج. 

كان أنور وجدي شخصية محبوبة ومحترمة بين زملائه وأصدقائه في الوسط الفني. كان يتمتع بروح الدعابة والفكاهه والمرح.

وفي إحدى الليالي، كان يقضي وقتاً ممتعاً مع رفاقه في مقهى بالحسين، فأراد أحد أصدقائه أن يخدعه فصاح قائلاً: انظر يا أنور فقد جاء يوسف بك وهبي. فأسرع وجدي إلى إلقاء السيجارة المولعة في جيب معطفه الذي كان به كبريت، فانفجرت الشرارة في المعطف الوحيد الذي كان لديه آنذاك، فقال له صديقه بضحك: سوف تحترق ناراً من شدة خوفك من يوسف بك.

ورأى الشخصى فى أفلام أنور وجدي هو أنها تعكس موهبته الفنية وتنوعها في مختلف المجالات.

كان أنور وجدي ممثلاً متمكناً ومخرجاً محترفاً ومنتجاً ناجحاً وكاتباً مبدعاً.

شارك في أكثر من 70 فيلماً، وأنتج وأخرج وكتب حوالي 20 فيلماً.

كان من أوائل المخرجين المصريين الذين استخدموا التقنية السينمائية بشكل احترافي، وأحد أبرز المنتجين الذين دعموا المواهب الشابة. كتب سيناريوهات لأفلامه بنفسه، وأظهر قدرة عالية على التحول بين الأدوار المختلفة.

وايضا أنور وجدى فى أفلامه كان يجمع بين الكوميديا والرومانسية والدراما والإثارة بطريقة متوازنة ومشوقة.

كان يقدم شخصيات قريبة من الواقع والحياة العادية، لكن بلمسة فنية تضفي عليها جمالاً وسحراً.

كان يستطيع أن يضحك الجمهور ويبكيه ويشعره بالتعاطف والإعجاب بشخصياته.

كان يستخدم الموسيقى والإضاءة والديكور بشكل مدروس لإبراز المشاعر والأجواء المطلوبة.

رحل أنور وجدي في 14 مايو 1955، عن عمر يناهز 51 عاماً، بعد صراع مع المرض، ترك خلفه ذكرى عطرة في قلوب الملايين من محبيه ومعجبيه.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.