أمجد زاهر يكتب…الى اين تذهب صناعة السينما فى مصر ؟

الى اين تذهب صناعة السينما فى مصر ؟

بقلم _ أمجد زاهر 

بدايات السينما فى مصر

السينما المصرية هي فنٌ عريق، له جذورٌ متينة في تاريخ مصر وثقافتها. منذ ظهورها في نهاية القرن التاسع عشر، كانت تتميز بالرقي والتقدم في كل جوانب الإنتاج السينمائي.

ولم تكن مصر بعيدة عن ميلاد السينما في العالم، ففي نفس الوقت الذي أبهر فيه الأخوان لوميير الجمهور الفرنسي بأول عرض سينمائي في باريس، شهدت مصر أول عروضها السينمائية في مدنها المختلفة، مثل الإسكندرية، والقاهرة، وبورسعيد. وبذلك، أثبتت مصر أنها من رواد صناعة السينما في العالم.

 

ازدهار صناعة السينما في مصر

 

وبفضل حب المصريين للفن والثقافة، ورغبة رجال الأعمال في استثمار أموالهم في هذا المجال، نشأت صناعة سينمائية قوية ومزدهرة في مصر.

وكان المنتجون يحرصون على إنتاج أفلام ذات جودة عالية، تستخدم أحدث التقنيات المتوفرة، وتستفيد من خبرات أجنبية محترفة، وتقدم قصصًا معبرة ومفيدة للمجتمع.

وكانت الأفلام تحمل رسائل هادفة وإرشادية، بالإضافة إلى التسلية والإعجاب. وحتى الأفلام الكوميدية كانت تحتوي على عبر وحكم تثقف المشاهدين.

 هوليوود الشرق

 

وبسبب هذه الجودة والتنوع، اكتسبت مصر لقب “هوليوود الشرق”، وأصبحت أفلامها محبوبة ومشهورة في كل أنحاء العالم.

وكان للسينما المصرية تأثير كبير على الوسط الثقافي في مصر،

فأصبح المشاهدين يستمتعون بجمال الأفلام، ويرى فيها تعبيرًا عن آمالهم وطموحاتهم، ومستشارًا يزودهم بالخبرة والدروس الأخلاقية.

ولا يزال للسينما المصرية سحر خاص يجذب المشاهدين من كل الأعمار، حتى في زماننا هذا. فالسينما المصرية هي رمز للجودة والإبداع.

 

 تحديات صناعة السينما في مصر

 

ولكن كغيرها من صناعات الفن، مرَّت صناعة السينما في مصر بفترات صعبة شهدتها مصر.

ومن أبرز هذه الفترات، فترة أفلام المقاولات، التي ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي، وأفسدت سمعة السينما المصرية.

وأفلام المقاولات هي أفلام ذات ميزانية ضئيلة، لا تهتم بالجودة أو المضمون، بل تهدف فقط إلى تحقيق أرباح سريعة.

وكان ينتجها أشخاص ليس لهم علاقة بالسينما، ويكتبها ويخرجها أسماء مجهولة، ويشارك فيها ممثلون من الصف الرابع، أو ممثلون يعانون من ظروف مالية سيئة.

وكان يتم تصوير هذه الأفلام في وقت قصير جدًا، دون اهتمام بالسيناريو أو الإخراج أو التصوير.

 نهضة جديدة للسينما المصرية

 

ولحسن الحظ، اندثرت هذه الأفلام مع نهاية التسعينيات، وبدأت صناعة السينما في مصر تستعيد بريقها وجودتها. وظهرت أفلام جديدة تحمل رؤى مختلفة وأساليب جديدة، وتستخدم تقنيات حديثة ومتطورة. وشارك في هذه الأفلام نجوم من الطراز الأول، ومخرجون مبدعون، وكتاب موهوبون. وأصبحت هذه الأفلام تحظى بإعجاب الجمهور المصري والعربي والعالمي.

عودة شبح أفلام المقاولات

ولكن للأسف، لم تستطع صناعة السينما في مصر أن تتخلص تمامًا من شبح أفلام المقاولات. ففي هذا العام، عادت هذه الأفلام لتظهر من جديد في موسم الصيف،

بعد أن كانت قد اختفت بسبب انتشار القنوات الفضائية التي حدَّت من حاجة المشاهدين إلى جهاز الفيديو لعرض الأفلام في المنزل.

وبذلك، تستغل هذه الأفلام فرصة ضعف المنافسة في هذا الموسم، وتحاول استقطاب جزء من الجمهور .

مستقبل صناعة السينما في مصر

وهذا يثير التساؤل عن مستقبل صناعة السينما في مصر ،فهل ستستطيع صناعة السينما في مصر أن تحافظ على إرثها الثقافي والفني؟ أم ستستسلم للانحدار؟ 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.