أمجد زاهر يكتب “سيدتي أنا”عرض مسرحى يجمع بين الأصالة والحداثة

سيدتي أنا.. عرض مسرحي يجمع بين الأصالة والحداثة

بقلم _ أمجد زاهر 

منذ أن عرضت المسرحية الشهيرة “سيدتي أنا” للمؤلف برنارد شو عام 1913، لم تفارق خشبة المسرح في العالم، فهي تحكي قصة إليزا دوليتل، بائعة الورد الفقيرة التي تتحول إلى سيدة أرستقراطية بفضل تدخل البروفيسور هنري هيجنز، خبير اللغويات الذي يعلمها كيف تتكلم بلهجة راقية. وهي قصة تعبر عن التحول الاجتماعي والثقافي والإنساني لشخصية تبحث عن هويتها ومكانتها في المجتمع.

ولكن العرض الحالي للمسرحية على المسرح القومي المصري، يقدم رؤية فنية جديدة ومبهرة للنص الأصلي، فهو يضيف عناصر من الابتكار والإبداع في التصميم والإخراج والأداء، ويجعل المسرحية مسرحية استعراضية موسيقية غنائية تناسب الذوق المصري. وهذا ما جذب الجمهور الذي حضر العروض بأعداد كبيرة، وأثنى على جودة وروعة العمل.

 التزام العرض بالنص الأصلي

أول ما يلفت الانتباه في العرض هو التزامه بالنص الأصلي لبرنارد شو، دون تغيير أو تشويه للحوارات أو المشاهد أو الشخصيات.

فالعرض يحافظ على روح المسرحية ورسالتها، ولا يخضع للتجارية أو التطبيل أو التفاهة. بل يستخدم التكنولوجيا الحديثة في خدمة التعبير عن المضمون،

فهو يستخدم الجرافيك والإضاءة والصوت بطريقة مدهشة لإظهار التباين بين عالم إليزا قبل وبعد التغير.

كما يستخدم المؤثرات الخاصة لإضفاء جو من السحر والخيال على المشاهد.

 الابتكارات الفنية في العرض

ثاني ما يثير الإعجاب في العرض هو الابتكارات الفنية التي قام بها فريق العمل، من مخرج وشاعر وموسيقار ومصمم ديكور وجرافيك واستعراضات.

فهؤلاء الفنانين أضافوا لمساتهم الخاصة على المسرحية، وجعلوها تتحدث بلغة عصرية وملونة ومتنوعة.

فالمسرحية تحتوي على مشاهد موسيقية وغنائية رائعة، تعكس شخصية كل بطل وتعبر عن مشاعره وأحلامه. كما تحتوي على استعراضات راقصة مبهجة، تضفي حيوية وحركة على المشهد. وكل هذا يتم بانسجام وتناغم مع النص والموضوع، دون إفراط أو تكلف.

الأداء المتميز للأبطال

ثالث ما يستحق الثناء في العرض هو الأداء المتميز للأبطال، الذين أظهروا موهبة وإتقان في تجسيد شخصياتهم.

فالفنان نضال الشافعي، الذي يلعب دور البروفيسورآدم هنري ، قدم أداء رائعا في التمثيل والغناء والاستعراض، وأبدى قدرة عالية على التحول من شخصية باردة ومتعجرفة إلى شخصية حساسة ومتأثرة.

والفنانة داليا البحيري، التي تلعب دور إليزا دوليتل، قدمت أداء مذهلا في التحول من شخصية فقيرة ومتشردة إلى شخصية أنيقة وراقية، وأظهرت صوتا جميلا في الغناء وحضورا قويا في الاستعراض.

والفنان فريد النقراشي، الذي يلعب دور دوليتل، والد إليزا، قدم أداء كوميدي تراجيدي متقن، وأضحك الجمهور بطرافته وأبكاه بمأساته.

وبجانب هؤلاء النجوم، هناك مجموعة من المواهب الشابة التي شاركت في العرض، وقدمت أداء رائعا في أدوار ثانوية أو مساندة. فكل التحية للفنان محمد دسوقي، والفنانة أمينة سالم، والفنانة لبنى عبد العزيز، والفنان عبد الباري سعد، والفنان خالد إبراهيم، والفنانة نشوى حسن، والفنان احمد علاء بلبل، والفنان فادي رافت، والفنان محمد سلامة، والفنان احمد بلة، والفنانة ريموندا نادر، والفنانة همسة علي، والفنانة يسرا يسري، والفنانة دينا سالم ومخرج العرض محسن رزق والشاعر عادل سلامة، والموسيقار محمود طلعت، والديكور حمدي عطية، والجرافيك جون بهاء،وأزياء مروة عودة ومصمم الاستعراضات مصطفى حجاج.

إذًا فإن مسرحية “سيدتي أنا” هي عرض مسرحي يستحق المشاهدة، وفاز كأفضل عرض فى مهرجان القومى للمسرح ال١٦ ؛فيما يقدم صورة مشرقة للفن المصري المتجدد .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.