ابقَ بعيداً واحذر الفتن

ابقَ بعيدا واحذر الفتن
ما أكثر التّخبط هذه الأيام والتّوهان بين القيل والقال في حقّ النّاس الذين نحتك بهم يوميا بل وفي حقّ العلماء أحيانا وفي حقّك أنت عزيزي القارىء! وكلّما ذاع صيت أحد كبّلوه بالإشاعات ،وها هي وسائل التّواصل الإجتماعي تتأجّج ثرثرة بكلّ ما لا يليق بالعوام والمشاهير والعلماء والحكّام وذويهم … فلا تركن لمثل هذه التّفاهات بملء وقت الفراغ ثرثرة وخذلانا ! فالحياة التي وهبك الله إياها أثمن من ذلك ،وأوقاتك التي تضيعها بحثا عن حقيقة اللاحقيقة في ظلّ الإشاعات أمر يُوقعك في الكثير من التّخبّط ،وأنت  في النّهاية محاسب عليه . وُهبت أذنان لتسمع فانتق ِ ما تسمع ، ووُهبت عقلا يتفكّر وأُمرت  بإعماله في كلّ أمورك  ! ولا هوادة في أن تكون تابعا مغيّبا بغير عقل فأنت لم تُخلق لذلك!
ولا تنقّب عن الفتن والأمور المختلف فيها لتؤشر قائلا هذه هي الفرقة ،وهذا هو الدّين الذي إليه تدعون! تُغرق نفسك في التّيه وتتهم الدّين  وعلماءه بما ليس فيهم … في حين أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أخبرنا أنّ في اختلافهم رحمة ، وكلنا في النّهاية بشرّ نخطىء ونُصيب وحتى العلماء يخطؤون ويصيبون، ويثابون على اجتهاداتهم سواء أخطؤوا أو أصابوا فليس كامل غير وجه الله!  فحذار من التّخبط وإقحام نفسك في ما لا يفيد ، وتَفكّر وتدبّر في كلّ امورك ، ألم نوصى بذلك ؟ ولتتذكّر  دوما الدين شيء ومن يدّعون التّدين شيء آخر ..وصورة الإسلام الحقيقية لا تؤخذ من واقع المسلمين بل من مرجعيتنا القرآن والسنة …  فلتتجنّب الجلسات الاستفزازية التي تثير اللّغط والفتن وتشيع التّوتر بين النّاس-وإن كانت في إطارك العائلي فهذا أولى-، فأنت حقا في غنى عن ذلك خاصّة في هذا الشّهر الكريم الذي يتذكّر فيه الغافلون فجأة أنهم مكلفون وتكثر الفتوى بغير علم فيزداد السّؤال وتتباين الإجابة من أهل العلم ومن غيرهم من العارفين والمدّعين  ومن كلّ من هبّ ودبّ ! وأنت تارك تسمع وتنفّذ  بلا حيطة ،  ولم ذلك ؟ وقد منّ الله عليك بالعقل والقدرة على وزن الأمور وترى (الحلال بيّن والحرام بيّن )واحذروا انخراط أبنائكم في هذه المناقشات العقيمة فجديرٌ بكم  إبعادهم عنها حتى لا ينفروا من  الدّين ومن العلماء المسلمين وربّما انحرافهم عن الفطرة بل ساعدوهم بإعطائهم الدّرس الأول في أدب الاستماع وهو إن وجدوا النّاس يخوضون في جدال عقيم  فليقوموا في سلام آمنين !  وليبحث وليتدبّر حتّى يصل للحقّ البيّن الذي لا اختلاف فيه !  جنّبنا الله وايّاكم حيرة الاختلاف وربط على قلوبنا وكفانا شر الفتن وأبعدنا عن الانزلاق بتوافه  الأمور! ولنتذكر دائما أنّ من قال هذا أنا وأنا الأفضل نهجا ومعتقدا فقد نهج درب الشيطان كفانا الله شره وأبعده عنا،وأنّ كلّ من يدعونا للفرقة والتّحزّب وإن نعت نفسه بكل مسمّيات النّجاة ليس من هدي النبي  محمد  صلوات الله و سلامه عليه في شيء !
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.