ليست ازمة واحدة لمنتصف العمر وانما ازمات عديدة
بقلم / غادة العليمى
ازمة منتصف العمر هى نسيج من ازمات انسانية ونفسية منوعة فى ثوب درامى باهت وكئيب
بعيدا عن القضية الكبرى التى انشغل بها المشاهد العربى
والتى تعد الموضوع الاكثر جراءة وظلاميه فى كل ما قُدم من حكايات للعلاقات الغير شرعية التى طُرحت فى تاريخ الدراما العربية كلها
بعلاقة غير شرعيه نبتت بين زوج وام زوجته او المرأة التى ربت زوجته
لكن الكاتب قام بتشريح نفسي عميق لكل ابطال حكايته
فقدم كاتب القصة مجموعة من الاشخاص المشوهين نفسيا بفعل سلوك اب او ام او زوج غير مسئول
وكأن العمل يحمل يافطة مكتوب عليها بالبنط العريض القول المشهور ( كنا بخير لولا الاخرون )
فبطل القصة معقد من جراء زيجات امه المتعددة برجال اصغر من عمرها بكثير وكأنها مدمنه للزواج بالصغار بعد رحيل والده
وبطلة القصة تعقدت حياتها حين اجبرتها اسرتها على الزواج برجل يكبرها ب ٣٠ عام ليكمل هو بدوره عليها ويحرمها المحبة والمودة وحتى الاحترام ويسلبها ابسط حق لها فى ان تكون ام مثل كل النساء وتحيا بإحساس العاقر الناقصة وماهى بعاقر او ناقصة
وحتى ابطال الصف الثانى فى القصة احداهن تقحم نفسها فى بيت صديقاتها لتستولى على امان بيوتهن فتتزوج بـأباء الواحدة تلو الاخرى تبيع شبابها لتعوض نقص المال وثقب الفقد الذى خلفه هروب والدها وغياب الامان عنها بغيابه
واخرى هربت للادمان من زوج ام يتحرش بها ويستولى على بيتها
وابن كرس حياته للانتقام من خاله لانه استولى على ورث والدته
حتى الفتاة الصغير المدللة التى كانت تضحك لها الدنيا طوال الحلقات الاولى للمسلسل دفعت سعادتها ثمنا لزواجها من رجل معقد وام بديلة سلبية وضعيفه
لم اتوقف كثيرا امام علاقة الزوج بمربية زوجته وانما توقفت كثيرا امام هذا الزخم الكبير من العقد النفسية لاناس تشبه كثيرا اشخاص تعيش بيننا لا نستطيع تفسير سلوكياتهم الغريبة
ليأتى هذا العمل ويفسر بعضا مما قد لا نفهمه حولنا
صحيح ان الحبكة كانت ضعيفه و الذنب الذى ارتُكب لم يكن على مستوى الجزاء
وصحيح ان المسلسل بشكل عام كان كئيب مليئ بالدموع والنواح
وصحيح ان بعض الامور لم تكن منطقيه
لكنه كشاف ضوء لكل اب وام ومسئول عن اسرة بأنه مسئول عن صناعة نفسية انسان مسئول عن صلاحه او طلاحه
مسئول عن اضعافه أو تقويته
مسئول عن دعمه او اهماله
لا يوجد شر مطلق فى هذا الكون
فلكل فعل رد فعل ليس فى علوم الفيزياء فحسب بل فى سلوكيات البشر بعضهم البعض ايضا
والازمات النفسية لا تتوقف ابدا ليس فى منتصف العمر فحسب
بل فى كل فصول العمر
وما فى الحياة اعجب كثيرا مما فى الدراما لكن الله ستار
