الخطاب الديني والفكر المستنير

الخطاب الديني والفكر المستنير

بقلم /..إيمان سامى عباس

العالم اليوم أحوج مايكون الى صوت الدين بجانب التقدم العلمى ..وأن يحظى هذا الصوت بالدعم السياسى والدبلوماسى الجاد ..وان الحوار طوق النجاة للانسانية للخروج من أزماتها المعاصرة وأن اية رؤية للحوار لاتستند على القيم الدينية والأخلاقية لايمكنأن تفيد ..هذا ماقاله فضيلة الدكتور الامام الاكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الذى أكد فى لقائه مع انطونيو تاجانى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الايطالى ان العودة الى الدين هى العاصم والمخرج الأمن من المحن ..وقد خسرت الشعوب رهانها عندما سمعت للوعود البراقة التى راهنت فقط على التقدم المادى واستبعدت الدين فجلب لهم صراع المادة ..وقال شيخ الأزهر اننا لانزال نحتاج الى بذل الكثير لاطفاء نيران الحروب والصراعات التى تروج باسم الدين ويروح ضحيتها ملايين الفقراء والمساكين والأطفال والنساء ..فلن تغلب أصوات البنادق الا بتغليب صوت الحكمة والاحتكام الى الحوار الجاد الحقيقى
وقد اعجبنى كلام وزير الخارجية الايطالى الذى أكد على ان الحوار هو الطريق للسلام وان الحوار بين أتباع الأديان مهم ليعيش الجميع فى سلام وأمان وانه يجب على الجميع بذل الجهود لتعزيز الحوار والتخلص من الاحكام المسبقة المتعىقة بالاسلام والتى تسببت فى رفع وتيرة الاسلاموفوبيا مؤخرا ..
الوزير الايطالى ثمن ماتقوم به مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى نشر مبادئ التسامح وحرية الاعتقاد وهى الثقافة التى امتد صداها الى المحيط الاقليمى لمصر
ماقاله الوزير الايطالى يعبر عن الحقيقة ..فالرئيس عبد الفتاح السيسى أكد مرارا على ان الخطاب الدينى المستنير يعد أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف الهدام ..كما أكد على أهمية بذل الجهود والعمل المستمر لنشر الفهم والادراك السليم بقضايا الدين والوطن من أجل تحقيق مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة ..
تصويب الخطاب الدينى الذى دعا اليه الرئيس السيسى مرارا يمثل أهمية بالغة فى مواجهة التطرف الذى يغذى الارهاب وينشر العنف وهو مايتطلب تعظيم دور التعليم والخطاب الدينى فى تصويب المفاهيم والافكار المغلوطة والشاذة ..ونشر قيم الاسلام السمحة ..وهنا تأتى اهمية دور الائمة والوعاظ فى نشر صحيح الدين والاسلام الوسطى المعتدل ..وهو مايتطلب تطوير الوعاظ وتدريبهم على الخطاب الدينى المستنير ..الخطاب الذى ينشر قيم العدل والسلام والتعايش السلمى والمحبة بين الناس ويرسخ للقيم الاخلاقية النبيلة والحميدة
للأزهر ووزارة الأوقاف دور مهم للغاية فى تطوير الدعاة وخطباء المساجد ..
خطباء المساجد يمكن ان يجذبوا الشباب أو ينفروهم ..فالخطيب المستنير يجذب الشباب ويبث قيم الاعتدال والسماحة والرحمة ويخاطب العقول فى اطار الثوابت الدينية ..وبث الامل فى نفوس الشباب وحثهم على أداء واجباتهم وتنمية وعيهم وحسهم الوطنى بعيدا عن الفكر المتطرف ..فالمساجد يجب ان تكون منارة لنشر صحيح الدين وهذا ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى وجه بانشاء مساجد كبرى على مستوى محافظات الجمهورية لتكون منارة وجامعة لكافة الانشطة الدعوية ومقارئ القرأن الكريم كما وجه ايضا بتطوير برامج تدريب وتأهيل الأئمة
فى الحقيقة ..هناك دعاة ووعاظ ورجال دين يلعبون دورا مهما فى غرس قيم التسامح والسلام ..ونشر صحيح الدين ..وقطعت الدولة شوطا كبيرا على طريق تصويب الخطاب الدينى ولكن الأمر يحتاج لتضافر جهود الازهر والاوقاف والتعليم ومؤسسات المجتمع المدنى وغيرها لمكافحة الفكر المتطرف والأفكار الشاذة التى يبثها الظلاميون ودعاة الفتنة واصحاب العقول المتحجرة التى ترفض الفكر المستنير وتتمسك بافكار تجرنا للوراء ولم تعد صالحة بل تجلب الضرر للناس .وايضا لابد ان ان تقوم وسائل الاعلام باشكالها المختلفة فى ترسيخ قيم التسامح والمحبة والاخلاق الحميدة ولاتسمح ببث افكار شاذة مغلوطة لشيوخ ظلاميين بهدف جذب المشاهدين ..
الاختلاف فى وجهات النظر مهم للغاية ..فى اطار حرية الرأى والاجتهاد ولكن هناك ثوابت دينية لايجوز المساس بها
الحمد لله ..فى مصر هناك حرية فى ممارسة الشعائر الدينية ..ولا فرق بين مسلم ومسيحى فى اطار المواطنة ..ووفقا للدستور الذى يكفل الحق والحرية فى ممارسة الشعائر الدينية ..والشعب المصرى متدين بطبعه ..ويرفض التطرف والارهاب والاتجار بالدين ..ولا يحتاج
لأوصياء ..وقد ظهر ذلك جليا فى رفضه للحكم الاخوانى العشائرى الذى تاجر بالدين من أجل الوصول للسلطة والتمسك بها رافعا شعار “يانحكمكم يانقتلكم “..ولكن بارادة المصريين وصلابتهم والتفافهم حول قائدهم تم الاطاحة بالنظام الاخوانى فى ثورة شعبية عظيمه.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.