الخوف عباده قلبيه لا تكون الا لله وحده .. ليس لنا سواه
الخوف عباده قلبيه لا تكون الا لله وحده .. ليس لنا سواه
فعلى قدر إيمان العبد يكون خوفه من الله وكلما ضعف إيمان العبد ضعف في قلبه الخوف من الله فتجد خوفه من المخلوق أكبر من خوفه من خالقه وهذا واضح في اقوال وافعال كثير من الناس.
بقلم / إنجى علام
* الخوف من الله
يكون محمودا ويكون غير محمود فالمحمود ما كانت غايته أن يحول بينك وبين معصيه الله بحيث يحملك على فعل الواجبات وترك المحرمات فاذا حصلت هذه الغايه سكن القلب وأطمان وغلب عليها الفرح بنعمه الله ورجاء لثوابه.
وغير محمود ما يحمل العبد على اليأس من روح الله والقنوط وحينئذ يتحسر العبد وينكمش وربما يتمادى في المعصيه لقوه يأسه.
* الخوف من غير الله
النوع الاول
وهو خوف طبيعي كخوف الانسان من السبع والنار والغرق وهذا لا يلام عليه العبد قال تعالى عن موسى عليه السلام( فَأَصْبَحَ فِى ٱلْمَدِينَةِ خَآئِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا ٱلَّذِى ٱسْتَنصَرَهُۥ بِٱلْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُۥ ۚ)
ولكن اذا كان هذا الخوف سببا لترك واجب او فعل محرم كان حراما .
النوع الثاني
خوف العباد والتذلل والتعظيم والخضوع وهو ما يسمى بخوف السر وهذا لا يصلح الا لله سبحانه وتعالى فمن اشرك فيه مع الله غيره فهو مشرك شركا اكبر،
كخوف الزوجه من زوجها واطاعته في اشياء تغضب الله وهي تعلم خوفا من ان يطلقها فلا تجد من يعولها، وترى الرجل ينافق رئيسه في العمل مخافه ان يعزله من عمله والى غير ذلك من المخالفات والمعاصي التي يغضبون بها الله خوفا من الناس.
الخوف عباده قلبيه لا تكون الا لله وحده ﴿فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين }
قال القرطبي رحمه الله فالخائف من الله تعالى هو ان يخاف ان يعاقبه اما في الدنيا واما في الاخره، ولهذا وقيل ليس الخائف الذي يبكي ويمسح عينيه بل الخائف الذي يترك ما يخاف ان يعذب عليه ففرض الله تعالى على العباد ان يخافوه ، ومدح المؤمنين بالخوف فقال يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون.
وقد جاء في وصية رسول الله ﷺ لابن عباس رضي الله عنهما: … (وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ).
فالناس بلا شك ينفع بعضهم بعضا، ويعين بعضهم بعضا، ويساعد بعضهم بعضا، لكن كل هذا مما كتبه الله للإنسان، فالفضل فيه أولا لله عز وجل، هو الذي سخر لك من ينفعك ويحسن إليك ويزيل كربتك .
وكذلك بالعكس، لو اجتمعوا علي أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.
والإيمان بهذا يستلزم أن يكون الإنسان متعلقا بربه، ومتكلا عليه، لا يهتم بأحد، لأنه يعلم أنه لو اجتمع كل الخلق علي أن يضروه بشيء، لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه؛ وحينئذ يعلق رجاءه بالله ويعتصم به، ولا يهمه الخلق ولو اجتمعوا عليه .