الدور البارز للكتاب الحربيين فى مصر القديمة

الدور البارز للكتاب الحربيين فى مصر القديمة

 

يعد الجيش المصرى من أعرق وأقدم الجيوش على الارض ويعد حاليا فى المرتبة التاسعة بين جيوش العالم، وذلك من خلال الاعتماداً على معايير عدة  لتصنيف القوة العسكرية التى تعتمد على عدة مقومات منها: “القوات الجوية – المشاه- الدفاع الجوى- القوات البحرية”

فضلا عن المصادر الطبيعية “الطاقة وتموين المعدات”, الجوانب اللوجستية والمالية,معامل الجغرافيا, حيث نجد أنه فى العالم القديم تصدر الجيش المصرى المرتبة الأولى فى الكون ليس فقط كأقوى جيش على الأرض بل أول جيوش الأرض قاطبة، حتى حينما خضعت مصر لمستعمر أجنبى عاملها على أنها وطنهم وأرضهم، واتخذ  من شعبها جندا مميزا، أعنى عصر البطالمة اليونان.

 الجيش المصرى العظيم

كانت نشأة وتكوين الجيش المصرى العظيم فى أقدم عهود البشرية، حيث يحدثنا “ونى” القائد الأعلى لجيش مصر إبان الأسرة السادسة نحو عام 2250 قبل الميلاد حينما حاول بعض أمراء غرب آسيا التحالف ضد مصر فقام بتكوين الجيش من الشباب الأقوياء المدربين عسكريا. كما قام بحملة بحرية وثلاث حملات برية حاصر فيهم العدو الآسيوى بين فكى الكماشة، وحقق النصر متوغلاً حتى إقليم جبل الكرمل الحالي, هنا نتحدث عن جيش برى وأسطول حربي.

السجلات العسكرية

ثم تبدأ السجلات العسكرية بشكل أوضح خلال عصر الدولة الوسطى نحو عام 1990 قبل الميلاد, حينما كان حكام الأقاليم “المحافظين حاليا” يتمتعون بنوعٍ من الاستقلال، ولكل اقليم حامية عسكرية خاصة بها، فقام الملك سنوسرت الثالث بالقضاء على نفوذ حكام الأقاليم وبدأ فى تكوين جيش قومى ثابت بمعناه المتعارف عليه اليوم.

وقد احتل الكتاب “الحربيين” في مصر القديمة مكانة بارزة في المجتمع؛ إذ قاموا بتدوين التقارير الخاصة بسير المعارك والحملات الحربية، فهم الموظفون الذين دونوا  اليوميات الرسمية عن سير المواقع.

الجنود النظاميين

بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار في تصريح له، أن الجنود النظاميين في عهد الدولة الوسطى امتلكوا أراضٍ معفاة من الضرائب زمن الخدمة العسكرية وبعدها، فكانت باب رزق أساسي لهم ولأسرهم، هذا إلي أن ملوك الدولة الوسطى كان لهم حرس ينتخبون من صنف من الضباط العاملين، وهؤلاء خصص لهم حقول وماشية وعبيد, وذلك لأن الفرعون كان مضطرًا في أوائل هذه الأسرة إلى معونة عدد عظيم من الجنود في الحروب التي كان يشنها لتحرير البلاد من جهة، وللمحافظة على الأقاليم التي فتحها وضمها لمصر.

الاعمال الحربية

كان الجيش المصري الثابت في مصر القديمة وجماعة ضباطه المحترفين وقلاعه وأسطوله تجمعهم إدارة  هامة لتصريف أمورهم، وهو بيت الأسلحة، الذي كان يحقق عدة مصالح وبخاصة مصلحة الأشغال ,ولذلك نجد أن كل قواد الجيش كانوا يحملون لقب “مدير أشغال الفرعون”، ولا شك في أن تلك المصلحة هي التي كانت تقوم ببناء المعاقل وصنع السفن، وكان يدير الأخيرة مهندس متخصص في بناء السفن، وكان من اختصاصات هذه المصلحة إدارة شئون الغلال التي كانت مُعدة لتموين مصلحة الأعمال الحربية، ولتقوم بخزن كل ما يلزم من المؤن ويدل اسمها على أنها كانت تجهز الجيش بالسلاح والملابس ,كمايوضح مجدي شاكر، أن أهم أعمال هذه المصلحة ضمان حسن سير مصلحة وكلاء الجيش، وهى التي كانت تمد الجيش بالمأكولات والمعدات اللازمة.

الرقابة الإدارية

وقد كانت الرقابة الإدارية للجيش تقع على عاتق ضابط أركان حرب، وهكذا كان من بين ضباط الجيش من يقومون بعمليات التموين والحسابات والسجلات والمواصلات وكافة الشئون الإدارية، كما كان من بينهم رجال المخابرات، وجهاز خاص للتجسس على تحركات العدو.

فكان الجيش في مصر القديمة يتكون من عدة فرق، منها “فرقة الوطنيين”، وهى أهم فرق الجيش من رماة القوس ورجال الرمح، ويحملون الأقواس والسهام، وهم أخف حملاً من رماة الرمح، إلا أنهم أشد خطرًا؛ لأن المصريين اشتهروا بمهارتهم في الرماية، أما الآخرون فيحملون الرماح والدروع وفى بعض الأحيان الفؤوس والخناجر أو السيوف القصار.

عربات حربية

العربات الحربية

فهم مثل سلاح المركبات حاليا في الجيش المصري، وهناك فرقة من جنود العربات وهم من المصريين، ويعتبرون أرقي درجة من المشاة، ولم تكن مهمة جندي العربة سهلة، فقد كان عليه أن يحفظ توازنه وأن يُصيب عدوه أثناء جري الخيل وسير العربة، ولا يخفي ما في ذلك من صعوبة وما يحتاجه من المران والثبات، وكانت خيول العربات تزين أحسن زينة.

الكشافة

 أما فرق الكشافة في مصر القديمة فهي تمثل سلاح المخابرات الآن، وقد كانت فرق الكشافة تسبق الجميع أثناء الحروب، حيث يستطلعون الأخبار ويتجسسون على العدو ويمدون جيوشهم بالأخبار ,وتنقسم المشاة إلى وحدات وفرق لا تزال تلك الفرقة تحمل نفس الاسم إلى الآن في الجيش المصري.

كانت الوحدة الأساسية في تشكيلات الجيش هي السرية، والتي تنقسم إلي فصائل، وهذه إلي جماعات، وتتكون الجماعة من عشرة أفراد، ويتلقى قائدها أوامره من قائد الفصيلة الذي يُعرف بـ”قائد الخمسين”، حيث تتكون الفصيلة من خمسين جندياً، فضلاً عن قائد السرية أو حامل اللواء، ثم أركان حرب السرية، ثم كاتبها.

الكتيبة

هناك أيضا ما يسمي “كتيبة” وتتكون من سريتين، هذا وكان أفراد المشاة ينقسمون إلى رماة وحملة الرماح، ويفتح الألوان الطريق للآخرين الذين يدخلون المعارك متلاحمين مع العدو, وقد صور الرماة وهم جماعة سائرة يرسلون السهام من داخل الحصون، أما حملة الرماح فكانوا يتحملون أكبر قسط من المسئولية في المعركة، أما القوات الخاصة، فتمثلها حاليًا سلاح الصاعقة، كان أفرادها يتميزون بصغر السن، ويتلقون تدريبات معينة تؤهلهم لخوض المعارك الحاسمة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.