الشائعات بين الفردية و الممنهجة بقلم الكاتب الصحفي صبحي حجاب

الشائعات بين الفردية و الممنهجة

بقلم الكاتب الصحفي صبحي حجاب

الشائعات سموم يبثها أهل الشر

كلمات تخرج من أفواه أهل الشر، أهل النار، كلمات تقتل، تحرق، تخرب ديار، تورق الدماء، يقطع بها الارحام وتجعل من الأخوة أعداء، وتجعل بين الأهل والمقربين كراهية عمياء، كم من بيوت خربت بسببها كم من أطفال شردت ونساء طلقت وجيوش دمرت وأمم انهارت بسبب الشائعات، سموم يبثها أهل الشر في نفوس الناس، تهدم حياتهم وتحطم أحلامهم وتثقل بالهموم علي انفسهم أثقالا فوق أثقالهم، تحرمهم من لذة السعادة و تحولهم إلي بشر معدمين .

أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول بين العامة ظناً منهم على صحتها دائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة و مثيرة لفضول المجتمع ولإثارة الإشاعات أهداف ومآرب، تتنوع هذه الأهداف تماشياً مع مبتغيات مثيروها، فمنها ما هو ربحي ( مادي ) مدفوع من الغير، ومنها أيضاً ما يكون خلفه أهداف سياسية وعادةً ما تحصل هذه الإشاعات في الحروب أو في الحالات الأمنية غير الاعتيادية.

أسباب ترديد الشائعات

وتهدف هذه الاشاعات إلى تسبيب ربكة في الطرف المعني بالإشاعة، ويرجع البعض أيضاً أسباب ترديد الشائعات إلى: انعدام المعلومات، وندرة الأخبار بالنسبة للشعب، ومن هنا ينادون بضرورة تزويد الشعب بجميع الأخبار التفصيلية والدقيقة الممكنة حتى يكون على بينة مما يدور حوله من أحداث وأعمال تؤثر على حياته ومستقبله.

كما أن الشائعات تنتشر بصورة أكبر في المُجتمعات غير المُتعلمة أو غير الواعية وذلك لسهولة انطلاق الأكاذيب عليهم، و قلما يُسأل عن مصدر لتوثيق ما يُتداول من معلومات، فالمجتمع الجاهل يكون بيئة خصبة ومناسبة لإراجة الشائعات.

أيضاً عدم وجود الطرف المخول بالرد على شائعة مُعينة يزيد لهيبها ويبعد عنها الشكوك والأقاويل، في نفس الإيطار نجد أن انتشار وسائل الاتصالات الحديثة تُعد سبب هام في انتشار الشائعات، فهي تقوم بنشر كم هائل جداً من المعلومات في وقت يسير جداً وبكل يسر وسهولة.

الآثار المدمرة للشائعات

للشائعات آثار مدمرة، وهو ما يشير الى اثر الاشاعات الكاذبة وخطرها الكبير على امن الامة وسلامتها وسلامة علاقاتها بعضها ببعض، وفيه تحذير من نشر اي اشاعة او بث اي خبر له خطورة على أمن الأمة وسلامتها قبل التثبت منه وتبين حاله، والتعرف على أثره وأبعاده والخبر الصحيح اذا كان له آثار خطيرة على الامة والسلامة العامة فالواجب ستره، حتى يمهد لاظهاره إظهارا يقي من مفاسده وأخطاره.

قضية الشائعات المقيتة المغرضه، والافتراءات المرسلة المتناقضة، والأخبار الكاذبة المتعارضة، والتي يسعى في نشرها مهازيل أغرار وسفهاء ضُلَّال، لُحمتهم القيل والقال والتخمين، وسُدَاهم الافتراء المبين، في أخطر حروب نفسية، وأمراض اجتماعية.

فبئست المسالك المعوجة والرعونات الفجة، وكم يبتلى الناجحون الطامحون يتربص منْ بهم حاقدون حاسدون كالحون جامحون، ولكن ذلك لا يَفُلّ عزمَهم، بل يزيدهم ثقة وشموخا ونجاحا وطموحا، ولسان حال الواثق بربه.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.