الشاعر عبدالعزيز جويدة … ماذا صنعنا نحنُ غيرَ الولولَةْ

الشاعر عبدالعزيز جويدة     

ماذا صنعنا نحنُ غيرَ الولولَةْ

قاوِمْ
وإنْ كانتْ لديكَ الآنَ
آخرُ طلقةٍ في البندقيةَّْ
قاومْ عصورَ البربريَّةْ
قاوِمْ
فأولادُ الزُّناةِ يُفاوضونَ
ويرقصونَ الآنَ (سامبا)
فوقَ أشلاءِ الضَّحيَّةْ
قاومْ لآخرِ طلقةٍ
بقِيَتْ لديكْ
قاومْ وحاذِرْ أن تمُدَّ لهم يديكْ
فسيغدِرونْ
وسيفقئونَ إن استطاعوا ناظريكَ
احذرْ طراطيرَ العربْ
لن يتركوكْ
حتى تقومَ قيامتُكْ
قاومْ لأنَّ جنودَنا
فوقَ المقاهي يجلسونْ
قاوم لأنَّ سلاحَنا ملءُ المخازنِ
للذينَ على النظامِ يُحافظونْ
قاومْ لآخرِ قطرةٍ
خُذنا معَكْ
خذنا وعلِّمْنا الصمودَ لمرَّةٍ
نستحلِفُكْ
حزبانِ نحنُ
حزبٌ معَكْ
وهناكَ حزبٌ يستحلُّ لنا دَمَكْ

اضرِبْ فما شيءٌ هناكَ لكي نقولَهْ
قاومْ طُغاةً يقتلونَ ويحرقونَ
هنا براءاتِ الطفولَةْ
قاومْ فقتلُ صغارِنا حِلٌّ لهم
قد جاءَ في توراتِهِم
ويُعدُّ في دستورِهِم
أسمى بطولةْ
قاومْ أزيزَ الطائراتِ ألا ترى
طفلاً يُحدِّثُ طفلةً مقتولةْ
ويدينِ ضارعتينِ من أمٍّ هنا
كانتْ تحدِّقُ في الردَى مذهولةْ ؟
كلُّ القذائفِ تستبيحُ بيوتَنا
كم جثَّةٍ من أهلِنا مجهولةْ !
قاومْ معاولَ هدمِهِم
الأرضُ حُبلَى
والجنينُ بطولةْ
قاومْ سماسرةَ الحروبِ
فكلُّ كلبٍ منهمو
لهُ دائمًا عندَ اليهودِ عُمولةْ

قاومْ
فما عادتْ لدينا الآنَ أيُّ مقاومةْ
قاومْ لأنَّا أمّةٌ
مستسلِمةْ
قاومْ وحاذِرْ أن تصدِّقَ قولَهم
قاومْ فكلُّ الحاكمينَ (مُسيلَمةْ)
قاومْ ودُسْ لي بالحذاءِ
على جميعِ الأنظِمةْ
قاومْ نواطيرَ البلادِ المُفلِسَةْ
قاوم قوانينَ التَّجبُّرِ والتَّحيُّزْ
قاومْ جنودَ الغطرسةْ
إنَّا شعوبٌ يائِسة
قاومْ فأنت الآنَ حقٌّ
في زمانٍ كلُّهُ زيفٌ وباطلْ
قاومْ بأرواحِ الرجالِ
الطالعينَ من الحقولِ
كمثلِ حبَّاتِ السنابلْ
قاومْ وعلِّمْنا القتالَ
فقد نسيْناهُ طويلاً
أرجوكَ علِّمنا نُقاتلْ

قاومْ
فبعدَكَ لن يُقاومَهم أحدْ
قاومْ فإن رَكبوا علينا مرَّةً
فسيركبونَ إلى الأبدْ
قاوم فإنَّا كالغُثاءِ
أوِ الزَّبدْ
قاومْ فها هم يحشدونَ
ونحنُ لم نحشِدْ أحدْ
قاومْ لأني لم يعدْ عندي كلامْ
قاومْ لعلِّي أن أثورْ
أو أن أُفكِّرَ في اقتِحامْ
قاومْ
لعلَّكَ أن تُثيرَ لمرَّةٍ
في العمرِ غيظي
أو أن تُثيرَ حميَّةَ الحكَّامْ
قاومْ لأنَّ رجولتي غابتْ
وعندي بعدَها
للآنَ ألفُ علامةِ استفهامْ

قاومْ
فها هم يصنعونَ الآنَ شرقًا أوسطيَّا
شرقًا جديدًا منطقيَّا
سيكونُ منزوعَ السلاحْ
ويكونُ منزوعَ الرجالْ
ويكونُ منزوعَ الدَِسمْ
قاومْ ودُسْ لي في عيوني
بالأصابعِ والقدمْ
قاومْ فبعدَكَ لن يكونَ هناكَ شيءٌ
في البلادِ
فلا البلادُ ولا العبادُ ولا العلمْ
قاومْ فأولادُ الزناةِ
يهودُ خيبرَ قادمونْ
وسيدخلونَ إلى المدينةِ والحرمْ
قاومْ
أُراهِنُكم جميعًا
هي بعضُ أعوامٍ ويُصبحُ
نصفُ إسرائيلَ يسكنُ في الهرمْ
قاومْ
فلو صنعوا لنا شرقًا جديدًا محترَمْ
ستصيرُ حيفا بينَ تونسَ واليمنْ
أما الجزائرُ سوفَ تصبحُ في عدَنْ
وتصيرُ بغدادٌ هولندا
وتصيرُ ليبيا في رواندا
وتصير طنطا في البقاعْ
وتصيرُ غزَّةَ في الضياعْ
وتصيرُ أمي بنتَ أختي
ويصيرُ (محسنُ)
اسمُهُ (ليفي حسنْ)

قاومْ
فقد أفسدتَ ألفَ مخططٍ للهيمنةْ
قاومْ لأنكِ قد خُلقتَ لكي تُقاوِمْ
يا شامخًا فينا كأروعِ مئذنةْ
قاومْ حكوماتِ العمالةِ والنخاسةِ
والأباطيلِ التي بقيتْ عصورًا مزمنةْ
قاومْ هُواةَ الأمركةْ
والصهينةْ
قاوم فكلُّ سيوفِنا
للرقصِ وقتَ السلطنَةْ
قاومْ لأن خيولَنا نفقتْ
وهبَّتْ ريحُها متعفِّنةْ
قاومْ لأنكَ إن هُزمتَ
أو انتصرتْ
ستظلُّ في عيني بطلْ
قاومْ لأنكَ أنتَ آمالُ الشعوبِ
وقد غفا فيها الأملْ
قاومْ لأنَّا لم نقاوِمْ
خمسينَ عامًا نحنُ نسألُ : ما العملْ؟
خمسينَ عامًا نزرعُ الورداتِ
نحصدُ في البصلْ
قاومْ فما عادتْ لدينا عزَّةٌ في الوجهِ
أو حتى خجلْ
قاومْ لأنكَ سوفَ تصبحُ قصةً
تحكي لكلِّ الطامحينْ
يأيُّها الكحلُ الذي في كلِّ عينٍ تَكتحِلْ

قاومْ
لأنكَ قد صنعتَ الآنَ ألفَ معادلةْ
ونزلتَ مثلَ الزلزلةْ
رأسُ اليهودِ الآنَ تحتَ المقصلةْ
بيدٍ تقاومْ
ويدٍ تفاوضُ
هكذا دومًا تُدارُ المسألةْ
عشنا سنينًا في كهوفِ الخوفْ
من ذا نواجهُ في السنينِ المقبلةْ
واجهتَ في شَممٍ عدوَّكْ
لقَّنتَهُ درسًا ولن يتحمَّلَهْ
قاومتَ وحدَكْ
ماذا صنعنا نحنُ غيرَ الولولَةْ

قاومْ فأصواتُ المدافعِ
مزَّقتْ كَبِدَ الصغارْ
قاومْ أزيزَ الطائراتِ
تدُكُّ في حقدٍ شديدٍ كلَّ دارْ
قاومْ لأنَّ الموتَ أصبحَ
يسكنُ الآنَ الشوارعَ
والمقاهي والديارْ
هذي بقايا من صغارٍ غادروا
من أجلِ أن يبقَى الكبارْ
هذي وصاياهم إلينا
قبلَ لحظةِ قتلِهِمْ
دمٌّ وأشلاءٌ وعارْ
وأنينُ شعبٍ تحتَ أنقاضِ الدمارْ

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.