طارق علي: في “العيال فهمت” حرصت على تجنب المقارنة مع سمير غانم

طارق علي: شادي سرور وياسر الطوبجي ثنائي ابدع في اختيار فريق العمل والكاست

يشهد مسرح ميامي بالقاهرة عرض الكوميديا الموسيقية الراقية “العيال فهمت”، وهي معالجة درامية متميزة عن الفيلم العالمي “صوت الموسيقى”، حيث تعد هذه المعالجة واحدة من روائع المسرح المصري بشكل عام، وفي هذا العرض بشكل خاص.

العيال فهمت
العيال فهمت

حوار: ريهام طارق

صراع بين الصرامة والحرية:

يعرض “العيال فهمت” صراعاً بين الالتزام الصارم والانفلات نحو الحرية والروح الإنسانية، نجد في المسرحية أباً يمثل الصرامة وثمانية أطفال في مراحل عمرية مختلفة من الطفولة إلى الشباب بينما يقف بين الطرفين مدير المنزل الذي يجسد طاقة الحب والتضحية والروح الأبوية للجميع، بما فيهم الأب الصارم.

اقرأ أيضاً: مهرجان المسرح المصري يمنح شهادات مشاركة للـ المتدربين في ورشة السينوغرافيا

العيال فهمت
العيال فهمت

تزخر، المسرحية بمواقف تجمع بين بروتوكولات الصرامة الأبوية والانفلات في غياب الأب، لتعبر عن الروح الإنسانية التواقة إلى الحرية والانطلاق، وتدخل مديرة المنزل التربوية والموسيقية إلى البيت، وتحدث تحولاً درامياً في شخصية الأب من الجمود إلى الإنسانية، من خلال مجموعة من المواقف والمقالب الطريفة المصاغة موسيقياً وغنائياً ودرامياً، مما يشكل أحداث المسرحية ويضفي متعة لا مثيل لها على المشاهدة.

العيال فهمت
العيال فهمت

العرض بلا شك مليء بالمتعة الجمالية والإبداع الفني الذي يضمن لـ المتفرج تجربة مسرحية فريدة تنقله إلى عالم من الإنسانية والحرية والانطلاق، و يفصله عن واقعه الصعب ونقله إلى عالم من الإبداع.

العيال فهمت
العيال فهمت

تميز العرض أيضا بجمالية الديكور والاستعراضات والأزياء، وكلمات الأغاني البسيطة والمباشرة التي يتميز بها شاعر المسرح طارق علي، وألحان أحمد الناصر المتميزة التي أضافت عمقاً موسيقياً، لـ الألحان المسرحية.

إنه عرض يستحق تحية تقدير لفريق العمل بأكمله تحت قيادة المسرحي الواعي النجم ياسر الطوبجي.

العيال فهمت
العيال فهمت

أبطال مسرحية “العيال فهمت”.

يشارك في بطولة العرض:  “رامي الطمباري، رنا سماحة، رانيا النجار، إيهاب شهاب، محمود الهنيدي، محمد علي، أحمد هشام، رحيم رزق، جيسي أسامة، ندى محمد، روضة عز العرب، نور شادي، والطفل علي عبد المنعم رياض”.

العيال فهمت
العيال فهمت

يقود العرض المخرج الكبير شادي سرور، الذي صنع عالماً درامياً غنائياً متكاملاً وخلق قيماً جمالية من خلال تعبير الضوء مع إيقاعات الموسيقى وجودة اختيار فريق العمل، و من تأليف طارق علي وأحمد الملواني، وتضم موسيقى وألحان أحمد الناصر، و استعراضات من تصميم دارين وائل، و ديكور من تصميم الدكتور حمدي عطية، وأزياء من تصميم شيماء محمود، وإضاءة من تصميم محمود الحسيني كاجو.

العيال فهمت
العيال فهمت

 

طارق علي كاتب بارع وشاعر غنائي ذو بصمة فريدة في مجال المسرح:

في هذا الحوار، الحصري، لـ جريدة أسرار المشاهير نستكشف معًا أعماق تجربته الإبداعية والتحديات التي واجهها خلال إعداد مسرحية “العيال فهمت”، تلك المسرحية التي لاقت استحسانًا كبيرًا وأثرت في الجمهور بشكل ملحوظ، سنتعرف أيضا على كيفية تحويله لفيلم “صوت الموسيقى ” إلى عمل مسرحي يحمل نفس الروح ولكن بلمسات فنية جديدة، و نتناول كيف تم تطوير الشخصيات والأحداث لتناسب خشبة المسرح.

سيكون حوار ثريا بالكثير من التفاصيل ، والاجابات التي تسلط الضوء على الجانب الفني و الإبداعي لهذا العمل المسرحي المميز.

العيال فهمت
العيال فهمت

في البداية نرحب بالشاعر الغنائي والكاتب الكبير طارق علي ونشكره على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار:

من الشاشة إلى المسرح: كيف تمصرت ‘صوت الموسيقى’ إلى ‘العيال فهمت’ بلمسة إبداعية؟

ما الذي ألهمك لتحويل فيلم “صوت الموسيقى” إلى مسرحية “العيال فهمت”؟

الفكرة كانت تراودني منذ وقت طويل، شاهدت الفيلم الأمريكي أكثر من مرة، وكنت أرى أن هذا الوقت ملائم جداً لـ تمصيره بما يتناسب مع الواقع المعاش حالياً، فـ التطور التقني وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي جعل الجميع، بما فيهم الجيل الجديد، يعيشون في جزر منعزلة، و من هنا، جاءت شرارة البدء في كتابة فكرة عرض “العيال فهمت” بمعالجة تتناسب مع الوقت الحالي.

كيف كانت رد فعل المخرج شادي سرور عندما عرضت عليه الفكرة؟

عندما عرضت الفكرة على المخرج شادي سرور، تحمس لها جداً، وقام بوضع تصوراً شاملاً لها، و بدأنا العمل معاً حتى وصلنا إلى النسخة التي شاهدتموها، و كانت تجربة رائعة ومثمرة، وأعتقد أن النتيجة جاءت بمستوى تطلعاتنا.

 

طارق علي: حرصت على تقديم رؤية مبتكرة لا تضعني في مقارنة مع سمير غانم

ما هي التحديات التي واجهتها أثناء معالجة القصة وإعادة كتابتها مسرحياً؟

التحدي الأكبر كان في تقديم معالجة تختلف عن معالجة المسرحية الكوميدية الشهيرة التي قدمها أسطورة الكوميديا سمير غانم و المأخوذة عن نفس الفيلم، “صوت الموسيقى”، كنت أحرص على تقديم رؤية جديدة لا تضعني في موضع مقارنة معه، التحدي الثاني تمثل في إيصال رسالة تناسب هذا الوقت العصيب، وأتمنى أن أكون قد نجحت في ذلك.

اقرأ أيضاً: يا مسافر وحدك وفايتني.. حوار بين أم مصرية وابنها اليائس

طارق علي: قررت أن أركز بشكل رئيسي على قضايا الأبناء ومشاكلهم.

كيف حافظت على روح الفيلم الأصلي أثناء إعادة صياغة النص للمسرح؟

النص الأصلي للفيلم يتناول تيمة بسيطة ولكن فعالة، حيث تدور الأحداث حول الأسرة، الأب الصارم، والأولاد، وكيفية تأثير المعلمة في تغيير الوضع، وقد كنت مدركا أن هذه التيما توفر مجالاً واسعاً لمعالجة أكثر من حكاية، و في مسرحية “العيال فهمت”، قررت أن أركز بشكل رئيسي على قضايا الأبناء ومشاكلهم، وهو ما يميزها عن غيرها من المعالجات التي تم التركيز فيها على علاقة الحب بين الأب والمعلمة.

العيال فهمت
العيال فهمت

رسالة مسرحية ‘العيال فهمت للآباء هي كيف نربي أبنائنا في زمنهم:

ما هي الرسالة الرئيسية التي ترغب في إيصالها للجمهور من خلال مسرحية “العيال فهمت”؟

من خلال مسرحية “العيال فهمت”، أسعى إلى توجيه رسالة واضحة إلى الآباء والأمهات في هذا الزمن، أن تربية الأبناء أصبحت مسؤولية جماعية وليست فردية في الوقت الحالي، لم نعد نربي أبنائنا بأنفسنا فقط، بل هناك العديد من المؤثرات والوسائل التي تشاركنا في هذه المهمة، علينا أن نتوقف عن الاعتقاد بأن أبنائنا أقل دراية مما كنا عليه في أعمارهم، و الحقيقة هي أنهم يعرفون أكثر مما كنا نعرف، وبدلاً من أن نخاف عليهم بشكل مبالغ فيه و نحرمهم من حريتهم، يجب أن نتشارك معهم في أحلامهم واهتماماتهم، كما أن علينا الاعتراف بأن “العيال في هذا الزمن” قد فهموا الكثير، لذلك يجب علينا كآباء أن نفهمهم ونتفاعل معهم بوعي وفتح ذهني.

العيال فهمت
العيال فهمت

ما هي التغييرات أو الإضافات التي قمت بها في النص لجعله أكثر ملاءمة للمسرح؟

لقد قمت بكتابة المعالجة المسرحية بشكل يتناسب مع طبيعة الشخصيات و تعريفها، بالإضافة إلى المواقف التي تتعرض لها تلك الشخصيات، و أعتقد أن التيما الأصلية كانت مناسبة، لـ خشبة المسرح دون عناء كبير من المؤلف.

العيال فهمت
العيال فهمت

هل أضفت أي شخصيات جديدة للنص؟

نعم، هناك بعض الشخصيات المضافة بهدف خلق حالة كوميدية داخل الأحداث، و شاركني في هذا العمل الكاتب والمؤلف الكبير أحمد الملواني، الذي تحمس كثيرًا للنص المسرحي المكتوب مسبقا، و شرفني بإضافته التي منحت العمل جرعة كوميدية متزنة.

العيال فهمت
العيال فهمت

استقبال مذهل من الجمهور والنقاد يشيدون بمسرحية “العيال فهمت”:

كيف ترى استقبال الجمهور والنقاد للمسرحية حتى الآن؟

استقبال الجمهور والنقاد كان أكثر من رائع. أراء النقاد كانت جميعها إيجابية، وهذا أسعدنا كثيراً، وما يفرحنا حقاً هو رؤية الحماس والفرحة في أعين الجمهور بعد كل عرض، فهذا أكبر دليل على نجاحنا ويؤكد أن تعبنا و مجهودنا لم يذهب هباء.

اقرأ أيضاً: صرخة يأس وأمل في المستقبل: حوار بين مواطن مصري محبط ووطنه

العيال فهمت
العيال فهمت

هل هناك عناصر موسيقية جديدة أو توزيع موسيقي مختلف عن الفيلم الأصلي؟

بالتأكيد، الرؤية الغنائية التي وضعتها كانت جزءًا من نسيج النص الدرامي، أما الرؤية الموسيقية، سواء كانت تأليفًا موسيقيا أو الحان، فقد كانت من إبداع المؤلف الموسيقي والملحن الكبير أحمد الناصر، وهذه الرؤية كانت مختلفة تمامًا عما قدم في الفيلم الأصلي، حيث كنا حريصين على أن تكون الإضافات الجديدة، سواء في الشعر أو الموسيقى، مواكبة لهذا الوقت الحالي، ومع ذلك كانت المعالجة المسرحية مختلفة، مما أدى إلى اختلاف مناطق الغناء سواء كانت حوارية أو نفسية.

أبرز المشاهد في مسرحية “العيال فهمت” من وجهة نظر طارق علي 

ما هي أبرز المشاهد أو اللحظات في المسرحية التي تعتبرها مفصلية في إيصال الرسالة؟

هناك أكثر من مشهد مؤثر درامياً.

هل يمكنك مشاركتنا بعض هذه المشاهد؟

بالطبع. أولاً، هناك لحظة المكاشفة بين زكريا وعاصم، وهي لحظة تحمل الكثير من الصدق والوضوح، هناك أيضا لحظة المكاشفة بين البنت وأبيها، والتي تكشف عن جوانب جديدة في العلاقة بينهما، ولا يمكنني نسيان لحظة المكاشفة بين نغم والأب، فهو مشهد مؤثر للغاية.

وما هو المشهد الأكثر تأثيراً في رأيك؟

ربما يكون اعتراف الأب في النهاية هو اللحظة الأبرز، إنها لحظة تحمل الكثير من العواطف، و تظهر التغيرات الكبيرة التي طرأت على الشخصيات على مدار المسرحية.

هل ساهمت هذه المشاهد بشكل كبير في إيصال رسالتك للجمهور؟

بالتأكيد، فهي لحظات فارقة تؤثر بعمق في الجمهور وتساعدهم على فهم الرسالة بشكل أفضل.

العيال فهمت
العيال فهمت

كيف تم اختيار فريق العمل؟ وما هي المعايير التي اتبعتها؟  

اختيار فريق العمل كان من حق المخرج الكبير شادي سرور ومدير المسرح الكوميدي الفنان الكبير ياسر الطوبجي، لقد كانت لهم الكلمة النهائية في هذا الاختيار، بينما كنت أنا أعمل كمستشار فقط، حيث قمت بتقديم بعض الملاحظات والآراء التي ساعدت في عملية الاختيار.

اقرأ أيضاً: بنك القاهرة يحصد 7 جوائز من مؤسسة EMEA Finance العالمية

كيف ترى تطور المسرح الغنائي وما هي رؤيتك لمستقبله في مصر؟

المسرح الغنائي يعتبر مسرح مرهقا في تفاصيله و تكاليفه، ولكن في الوقت الحالي، أرى تجارب ناضجة بدأت تظهر على الساحة، هذه التجارب تمكنت من التغلب على عوامل الإنتاج وظهرت بشكل لائق، و نأمل في الأفضل ونطمح لرؤية مزيد من التطور والازدهار في هذا المجال في مصر.

العيال فهمت
العيال فهمت

نصيحه من طارق على لـ الشباب الراغبين في دخول مجال الكتابة المسرحية والغنائية؟

أنصح بالقراءة الكثيرة ومشاهدة الأعمال المسرحية والسينمائية المتنوعة، هذا يمكنهم من اكتساب الخبرات الضرورية والاحتكاك بالعالم الفني، مما يسهم في تطوير مهاراتهم و إبداعهم في الكتابة.

طارق علي: تأثرت بشكل كبير بمسرح الريحاني ومسرح فؤاد المهندس ومدبولي.

كيف أثرت الأعمال الفنية الكلاسيكية على إبداعك وأسلوبك في الكتابة؟

لا يمكننا أن ننكر تأثير الكلاسيكيات على جميع الكتاب، كلنا نستلهم منها ونحاول دمجها مع عناصر جديدة تتماشى مع تغيرات المجتمع، و بالنسبة لي، تأثرت بشكل كبير بمسرح الريحاني ومسرح فؤاد المهندس و مدبولي، وكذلك بالصور الإذاعية القديمة وأسلوب كتابتها، و أعتقد أن هذا التأثير واضح في بعض مشاهد مسرحيتي “العيال فهمت”.

العيال فهمت
العيال فهمت

طارق علي: الكتابة المسرحية السلاح النظيف في مواجهة القضايا الاجتماعية والثقافية

كيف ترى دور الكتابة المسرحية في معالجة القضايا الاجتماعية والثقافية؟

في البداية، كانت الكلمة هي الأساس، والكتابة المسرحية هي العنصر الأهم في نظري لتوصيل رسائل إلى المجتمعات، بدون كتابة ناضجة ورؤية مستقبلية، لن تتقدم المجتمعات، إن المسرح بكل عناصره، بدءًا من الكتابة، هو المتنفس الآمن للأسرة، خاصة إذا كانت الدولة تعتبره قوة ناعمة لصد أي فكر مريض قد يتسلل إلينا.

هل هناك مشروع مستقبلي آخر تعمل عليه الآن؟

نعم، هناك عمل مسرحي كبير يضم نجوم كبار، وأقوم حاليًا بكتابة الأغاني له، و سأكشف عنه قريبًا.

في النهاية نشكر الشاعر الغنائي والكاتب الكبير طارق علي علي هذا الحوار الأكثر من رائع علي وعد بحوار آخر مع نجم جديد ونجاحات جديدة مع ريهام طارق.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.