المخرج محمد خميس ” مشكلة أساسية في تعاملنا مع الافلام
مشكلة أساسية في تعاملنا مع الأفلام كوننا لا نتساءل بشكلٍ عميقٍ كيف يمكننا الاستفادة منها ونستخدمها في حياتنا لتساعدنا في فهم الآخرين وأنفسنا وعواطفنا وأفكارنا ولحظاتنا الملحميّة ونضالاتنا ومحاولاتنا وتساؤلاتنا وأوقات تخبّطنا وضياعنا وبحثنا عن المعنى والمغزى من الأشياء والأحداث. وبكلماتٍ أخرى أكثر وضوحًا، نجهل في كثير من الأوقات في التعامل مع الأفلام -مثلها مثل أي نوع آخر من الفنون-، كنوع من أنواع العلاج “therapy”.
تمامًا كما كان ينظر الإغريق القدماء للمسرح يجب علينا أن ننظر للسينما والأفلام، فهي ليست وسيلة ترفيه وحسب، وليست عاملًا لقضاء الوقت وتضييعه، وإنما هي وسيلة تنتمي جنبًا إلى جنب مع الدين والفلسفة والفكر في الحياة، وسيلة تجعل الفرد أكثر حكمةً ونضجًا وتساعده على النمو والمعرفة. وقد اقترح أرسطو قديمًا أن مشاهدة العروض المسرحية التراجيدية يلعب دورًا مهمًا في خلق هزات داخلية عند الفرد وإرشاده للمعرفة الذاتية، فرؤية بطل المسرحية وهو يخطئ ويعاني نتائج خطئه يمكن لها أن تحفّز الخوف والرثاء عند المشاهدين، وتتركهم مع أسئلة حقيقية عن النفس والضمير والأخلاق والدين والمجتمع وغيرها الكثير الكثير.
إذن فسؤال “ما الذي تحمله الأفلام؟” أو “ما أهمية الأفلام” تشبه تمامًا سؤال “ما أهمية الحياة؟”، هناك ببساطة حاجة للفرد يجب أن تتحقق، الحاجة لتجارب ذات مغزى، وقصص تثري حياته وتزوده بالمعرفة والحكمة وتدله أو تقربه من الأسئلة، وهذا ما تفعله الأفلام.
تحمل الكثير من الأفلام رسالةً واضحة وصريحة مفادها أنّنا لا نختلف كثيرًا عن الآخرين المحيطين بنا في هذا العالم، وأنّ تحدياتنا ومشكلاتنا وصراعاتنا الداخلية والخارجية قد تكون مألوفةً بدرجة أو بأخرى مع تلك التي للآخرين، وبالتالي تسعى لخلق منظورٍ جديدٍ للطريقة التي نتعامل بها مع أنفسنا وننظر بها لمشكلاتنا.