الوصية…رواية لــ ولاء الدسوقى

الوصية

ولاء الدسوقى

أما بعد يا بنى
إنى لن أكمل معك الطريق
فاسمع منى واحفظ عنى
ليست كل الوجوه كما تبدو لك..باسمة وادعة
فبعضهم يدعى الفضيلة كما يرتدى نفيس الثياب
لتوارى سوءات نفسه
…فلا يغرنك ظاهر حالهم ولين قولهم …ولا تحكمن على امريء ولا تدعوه خليلا…حتى تبلوه لك الأيام …فالناس معادن…ومعادن الناس لا تبلوها سوى الأيام…فمنهم من يظهر زيف مظهره ويتكشف صدأ معدنه…ومنهم نفيس الجوهر ….طاهر القلب..كريم الأصل..عفوف النفس
واعلم يا بنى
..أنَّه لا يزيدك التفاف الناس حولك ولا أن يُقال كثير الصحاب…فالصديق الحق قلما يجود به الزمان…. ستلقى كثيرين يتلهفون لصداقتك…. وستنخدع بظاهر قولهم وحلو حديثهم…ووحدها الأيام ستبلوهم لك وتكشف عن حالهم
فلا تأمنن لرفيق..حتى يظهر لك الدهر منبته
فإنى والله لا أخشي عليك كثرة الأعداء بقدر ما أخشى عليك أولئك الذين يدعون صداقتك ويصطنعون مودتك
إنني يا بنى لن أستطيع بنصحى هذا أن أجنبك عثرات الطريق…لكن عَّلِ أجنبك بعضها
وإذا ما خالفت نصحى وحسبته سوء ظن ونبذته وراء ظهرك
ثم تكشفت لك الأيام عن صدق الوصية وعظيم أثرها
فلا تطل الحزن والبكاء..والتمس لنفسك بعض العزاء..
ربما وددت أن تبلو الناس بأم عينك…لتميز الخبيث من الطيب
فلا شيء ينضج المرء أكثر من تجارب الحياة..كلما ٱلمته..كلما أنضجته
وإذا كانت الحكمة حقا ضالتك…فأنت طالب أبدى فى مدرسة الحياة
فلا تطل الرثاء…ولا تسأل لم وكيف..وليكن سؤالك أى شيء تعلمت وماذا أفعل الٱن؟؟
طاب مسيرك يا ولدى
اذكر عنى كل خير
****ا****
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.