انها ذكرى سميران الفن سمير غانم وسمير صبرى

ذكرى رحيل السميران

وداعا سفراء البهجه

…..
بقلم / غادة العليمى

لا اعلم ما الذى تبقى لنا من اعمدة القوى الناعمه بمصر
لكنى اعرف ماذا فـقدنا منها ،، وما فقدناه ليس بقليل
فى مثل هذا اليوم فقدنا قيمة عظيمة لا يساع وصفها سطور
حيث لا احد يستطيع حصر الحضور الطاغى والمواهب المنوعه والصوت الجميل فى سطور

غابا للابد عن الشاشات
عبير من شذى الزمن الجميل الذى طالما استنشقنا من طلاته رائحة الزمن الجميل
وجف نهر من العطاء الفنى الذى ارتوينا منه على مدى عقود وسنوات فى الاذاعة والسينما والتليفزيون
كانا فنانيين شاملين بكل ما يحمله المعنى الحرفى للكلمه ويعصاك التنصنيف اذا ما حاولت الوصف او التصنيف الفنى
فقد كنت تظنهما  ممثلان وفنانان قديران
فيدهشاك
بالصوت والاداء الراقص والتابلوهات الغنائية الجميله

سمير صبرى كان نجم استعراضى رشيق الحركة مبهر الاداء خفيف الحضور
مغنى جميل الصوت مرح الاداء مصدر للايجابية والتفاؤل
فالطالما اخبرنا مرارا وتكرارا ان الدنيا سكر
وكانت بالفعل بوجود العظام من الفنانين لدينا احلى من السكر
كنت تسمعه كضيف فتكتشف انك امام كنز ارشيف فنى يحفظ فى ذاكرته ذاكرة السينما كاملة بالاسماء والاعمال منذ عصور
مثله فى العالم يعد على اصبع الكف الواحد
وكان لدينا منهم فقط واحد اسمه سمير صبرى
سمير وكان بالفعل سمير
يهدى السمر ويعطى السهر لون من البهجة والحضور
رحل اليوم بعد رحلة عمر وفن وعطاء منقطع النظير
لم يمهله القدر ليكمل بروفات برنامجه الاذاعى الجديد (ذكرياتى )
وكانت اخر اعماله الفنيه برنامجه التليفزيونى الرمضانى على الفضائية المصرية (ابيض واسود )
ذلك التقديم الساحر الذى كان ينقلنا من مقاعدنا الى جنبات عالم الزمن الجميل برقى وابهار وحضور فنى جميل
وافته المنيه بتوقف بعضلة القلب .. ذلك القلب المتعب الذى كان يعانى منه وكان يستعد لاجراء عمليه ولم يمهله القدر ليفعل
رحل فى عمر ٨٦ عام
تاركا خلفه ارث فنى قيم يقدر بحوالى (١٣٨) فيلم سينمائى وعدد من البرامج التليفزيونيه والاذاعيه من بينهم
برنامجه الشهير ( هذا المساء ) وشركة انتاج سينمائية وعدد من الجوائز التقديريه ومحبة كل جماهير الوطن العربى
كانت اخر اعماله فيلم ( طلعت حرب ٢) الذى تنازل عن اجره فيه كاملاً بسبب تعثر الحاله الانتاجية للفيلم فلم يتقاضى عنه اجر الفنان الانسان
وبعد عطاء طويل رحل واحد من سفراء  البهجة السمير سمير صبرى الذى نتذكره فى الذكرى الاولى لوفاته

سمير غانم النجم الشامل

خفيف الظل

نجم المسرح والسينما والتليفزيون بطل الفوازير  الفنان الشامل الجميل البسيط

لم يحمل سمير غانم يوماً “قضية كبرى”، لم يكن صاحب “نكتة سياسية”، ولا حتى اضطر للتلميح “الجنسي”، ولم يقل أنه ” يعالج موضوع على المسرح”.

لعب “السوبر” سمير غانم كوميديا حتى الهزالة..

وبتلك “الهزلية” تمكن من وضع اسمه بين عمالقة الكوميديا في العالم العربي.
سمير غانم كان يؤدي أدواراً كبطل ثالث وحتى رابع في افلام كثيرة، كل لقطة يظهر فيها يترك بصمة،
تصوروا أن بعض “ايفيهات” غانم الخالدة ليست في افلام لعب فيها دور البطولة ..

حتى بدايته مع “ثلاثي اضواء المسرح” كان يؤدي دور من بطولة ثلاثية، سمير غانم نفسه لم يقدم نفسه على أنه “ستار” ..
لكن كل من تابعه يراه “ستار”..
كان يلقى الجملة عادية ، بطريقة غير متوقعة، بأسلوب لا متوقع، حتى الملابس كان يختارها غريبة غير متوقعة كذلك ..
الهزلية التي ادخلها غانم على الكوميديا، كانت حبة الكرز الشهية التي تسابق عليها الجميع، ولن تتكرر.
عام 1974، فيلم “اميرة حبي أنا”.. بطولة سعاد حسني وحسين فهمي وعماد حمدي .. بالاضافة لسمير غانم. قدمت حسني أغنيتين إحداهما “الدنيا ربيع” الشهيرة و “كيكي ريكو” ، وفي الأغنيتين خطف غانم بثواني فقط الانظار بطريقة ضاحكة و الأهم ” اللطافة” ..

فحين كان الجميع مشدود لسعاد حسني واستعراضاتها الجميلة، ومبهور بجمالها وعفويتها،10 ثواني فقط أمام غانم.. يدخل المسرح بحزام راقصة، يتمايل كراقصة مبتدأة، يفتح فمه على طريقة اغراء الراقصات” .. تمر الأغنية تنجح سعاد حسني العظيمة باستعراضاتها …

وتبقى 10 ثواني لغانم فقط ، اصبحت “ميمز” ، وطبعت في الاذهان، وحتى اليوم اي برنامج يحكي عن السينما وذكرياتها الكوميدية يجب أن تمر لقطة غانم.

كيف فعل ذلك؟
ببساطة فعل ما يخاف منه أغلب الكوميديين وهو “التهريج” وسيعيش بتلك اللقطات “التهريجية” أكثر بكثير من الصحافيين والنقاد الذين يعتقدون أن التهريج مذمة..

ببساطة كان سفير البهجه السمير غانم ملك “اللامتوقع” من “صفر مساحة”.. أضحك الناس لمدة 60 سنة فن ..
ورحل فى مثل هذا اليوم
تاركا خلفه محبه تخلده فى قلوب كل جماهيره
رحمة الله على السميران
سمير صبرى الذى يوافق اليوم ذكراه الاولى
وسمير غانم
الذى يوافق اليوم ذكراه الثانية.رحمة الله عليهما

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.