بأي حال عدت يا عيد … بقلم: محمد أحمد سقراط

بأي حال عدت يا عيد         

بقلم: محمد أحمد سقراط              

مقتبسة عن قصيدة المتنبي في هجاء كافور الإخشيدي
عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى
من هم ثقيل أم بأسعار دوما تزيد.
أما الفرحة فالغلاء المسعور دونها
فيا ليت دونها نيران متأججة وحديد
لم يترك منا الغلاء وجشع التجار
شيئا مبهجا تتيمه عين ولا جيد
مالنا ولحظنا الذي أوقعنا بيد قساة
جردوا من الإنسانية لئام مناكيد
لم يرحموا فينا شيخا ولا صغيرا
وابيك هم النحاسون ونحن العبيد
ما من حاجاتنا شيء الا غلوا فيه
لم يسلم من جشعهم شيخ ولا وليد
فلا حليب الأطفال ولباسهم تركوه
وفي الأسواق للفقير رعب وتهديد
لعمري ان الفقير تلتهب يده وهو
يلمس البضائع والدخل محدود
يرى بأم العين الأسواق بالنعم زاخرة
ويده قصيرة شق عليها بال و جديد
تبكي لحاله الأرض ويبكي الحجر
ويجمع المال من قهره وهو سعيد
يعاني الفقير في صمت والصبر يقتله
قتلا بطيئا يشقى في الهم وهو وحيد
لا إسلاميون رقوا لحاله ولا علمانيون
ولا تكنوقراط ولا اعلام ولا عالم صنديد
وهل يرجى الخير في زمن ممسوخ
صار فيه آدم أدومة ومحمد ميدو
وقد غلفت القلوب بالقسوة والأنانية
ونسي الطغاة أن الحسيب موجود
وإن يك قد امهلهم فبعزته ما أهملهم
ولهم عند لقائه حساب عسير شديد
أصبحنا لا نلتقط أنفاسنا من ضرباتهم
وتوالى علينا بالبطش جبناء رعاديد
تبكي من الشقفة علينا الأرض والسماء
وهي ترى الحر مستعبد والعبد معبود
فالناس صاروا لا يقدرون إلا المال
والعلم رخيص وكريم الأخلاق مفقود
والخسيس الرخيص الذي باع ماء وجهه
يشقى في سعادة وهمية عليها محسود
والدهيماء لا يجتمعون أبدا على معروف
ويتجمعون سفها كما يتجمع للجيفة الدود
أصبحنا من شدة ما لقينا من قسوة
نحسد أشخاصا رحلوا عنا ولم يعودوا
و هانت علينا من شدة القهر كل محنة
بعد أن احرقنا الغلاء كما يحرق العود
وطار كل خير كان الفقراء يعتاشون به
كأنما أصابتنا بالنحس غرابيب سود
ورب الكعبة لو أن الامر بيد الطغاة
لما بقي نبات ولا لحم طري ولا قديد
فإن يك بلاء فاللطف مقرون به
وإن عذاب فما ابرئ منا عمرا ولا يزيد
فنحن من زرعنا بأيدينا ما نجني
رفعنا الأراذل وتسلمت الأعنة القرود
وسرجت الحمير والخيل رابضة
تشاهد وقد تفجر من حزنها الوريد
وما عاد الدمع يطفئ لهيبا أحرقها
ولا عادت تحركها المدام ولا الأغاريد
القهر والظلم والجور والطغيان هيمنوا
وانقرض الحياء وكرم الأخلاق والجود
وكل شر أصابنا فأصله مما كسبت أيدينا
وما كان للعباد أن يفجروا ويتركهم المعبود
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.