بدأ موسم النصب علي الموهوبين بكرة القدم من أبناء الغلابة……

بدأ موسم النصب علي المواهبين بكرة القدم من أبناء الغلابة……

كتبت : زينب النجار…

بدأ موسم المنظومة الكروية المهترئة
التي تنطلق من أجل دعم الناشئين لكرة القدم لجميع أبناء عامة الشعب وتقديم المواهب الكروية التي تمتلك الموهبة والمرونة والتي تحتاج إلي الدعم والتدريب والإهتمام ….

لكن ما لم نعلمه غير ذلك…..
فنحن نعلم أن لاعبي الناشئين هم القاعدة والبداية والأصل ومن حق كل لاعب موهوب التقديم للإختبارات علي أن يتم إختيار الإفضل ، لكن ما لم نعرفه كيف يتم هذا الدعم علي أرض الملاعب ..

في بداية كل عام من شهر يونيو تعلن الأندية المصرية عن مواعيد التقدم لإختبارات كرة القدم لجميع المراحل العمرية المختلفة من الصغار والشباب.

وبالطبع تداعب أحلام المجد والشهرة بعقول الصغار والكبار الذين يتقدمون كل عام من أجل الحصول علي فرصة ، فيزحفون في حشود كبيرة تقدر بالآلاف أو المئات وفقا لجماهيرية كل نادي ..
ويشتري اللاعب الموهوب إستمارة الإختبار التي تتراوح سعرها من ١٠٠إلي ١٥٠ جنيه حسب تصنيف كل نادي

وقد تم رفع سعرها عن العام القادم بل تضاعف إحدي الأندية الكبري الإستمارة بزيادة ٥٠ جنيه ، ولا بأس من رفع السعر طالما أن اللاعب سيأخذ فرصته في عرض موهبته وتقييمها للحصول علي حلمه …

وفي سبيل الحلم لا بأس من إنفاق هذه المبالغ التي تبدو بسيطة للبعض، ولكن للبعض الآخر أبناء الطبقة الفقيرة فهي عبء وخاصة ممن تكبدوا مشقة السفر مع ذويهم من البسطاء والغلابة قادمين من القري والنجوع من جميع محافظات مصر ، ينتظرون بالساعات تحت إشاعة الشمس الحارقة ، يحدهم الأمل والحلم بالنجومية والشهرة ….

وبعدها بساعات علي أرض الملعب يحين موعد إختبار التقييم الذي يتم في جميع الأندية المصرية بلا إستثناء بنظام واحد …
وهو إقامة مباراة صغيرة بين مجموعتين من المتقدمين حسب إعمارهم بتبدأ بالأعمار الصغيرة سنًا ويليها الأكبر سنًا ، لمدة دقائق معدودة ، وبعدها تحين لحظة الحقيقة !
حين يتفأجئ الجميع بأن الأمر قد إنتهي والحلم ضاع بإشارة صغيرة وسريعة من المدرب المسئول عن الإختبار الذي لم ينظر إلي الملعب سوي مرات معدودة ولم يري من يستحق من المواهبين لأنه كان مشغول بمكالمة هاتفية بتوصية عن اللأعب فلان أبن فلان صاحب فلان …

ويعود المتقدمين كما جاءوا بإستثناء عدد قليل من اللاعبين قد تم إعلان نجاحهم عن طريق الواسطة أو من نجح لأنه أبرز ما لديه من مهارات…
لكن في الحقيقة سوف يتم تحديد موعد لهم للإختبار التالى ويليه الثالث ثم يتم الأختيار علي من جاء بالتوصية عليه …

أما غير الناجحين فيُسمح لهم بالتقدم مرة أخرى، لكن بإستمارة جديدة وفلوس جديدة…


كل هذا قد يبدو للبعض ليس حقيقية أو من خيال أحدي المتقدمين ….
لكن في الحقيقة من ذهب وقدم في هذه الإختبارات لأحدي أبنائه سيعلم جيد حقيقة ماذا يدور داخل ملاعب الأندية المصرية ….

فأنا ولي أمر وواحدة منهم رأيت كل هذا بعيني وشهدت علي تحطيم أحلام الصغار والكبار وذويهم رأيت نظرة الحسرة والخسارة والإنكسار رأيت دموع الإطفال والشباب ، رأيت الإنهزام وضياع الحلم …

فلماذا مسئولي الأندية يفعلوا كل هذا بقلب بارد وأعصاب هادئة إلا يوجد فيهم رجل صالح يخاف الله..

أين إتحاد الكرة المصرية من هذه الإختبارات ؟
هل سألتم أنفسكم لماذا نفشل دائمًا للوصول إلي المونديال ؟
فبكل بساطة الإجابة واضحة لأن الأندية المصرية أصبحت تجارة موسمية ، أصبحت مقبرة تقتل أحلام المواهب التي تذهب سنويًا لتحقيق حلمها باللعب فى صفوف الناشئين تحت غياب الرقابة الحقيقية على هذه الاختبارات، مما جعل الأمر يتحول تدريجيًا إلى “سبوبة” فى كل الأندية المصرية مما جعلهم يحولون أحلام الأطفال المواهبين إلى كوابيس.

فإيها المسئولين أتقوا الله
فالمنصب والولاية أمانة ومسؤولية عظيمة، وخزي وندامه يوم القيامة لمن لم يؤدّ حقها، إن كل مسؤول سيسأل يوم القيامة عن مسؤوليته التي كلف بها، وعن من تحته من رعيته….

ونصيحة لكم قبل بدأ موسم النصب أتقوا الله وساعدوا لاعبي ومواهب كرة القدم والأطفال أبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة سهلوا لهم الطريق وقدموا الدعم
ساعدوا الموهوب المجتهد أبن الفقير مادياً الذي لا يستطيع شراء الأستمارة مرة واثنين بهذه المبالغ الوهمية ، أرحموهم من مشقة السفر وكسرة النفس والحسرة ، ساعدوا الأب الشقيان الذي يريد أن يبسط أولاده بأقل شئ …

كرة القدم لعبة الفقراء…. كرة القدم لعبة الموهوبين كرة القدم لعبة المجتهديين…

أتقوا الله قبل فوات الأون….

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.