بنت الزوجة السابعة التى صارت اشهر نجمة فى مصر
من التشرد الى النجومية الى التشرد
مشوار بدويه
كتبت / غادة العليمى
في سنة ١٩١٩ أتولدت بدوية النيداني ، من أب تزوج ٧ مرات و كانت أم بدوية هي الزوجة السابعة ، أبوها صاحب العيال الكتير جدا سابها عند جدتها ، إلا أن أخوها الكبير ( من زوجة أبوها الأولي ) خدها تعيش عنده عشان تخدم مراته .
أخوها كان بيعذبها ، ضرب و إهانة كان فعلا معتبرها خدامة ، و في يوم وصله خبر أنها بتحب ترقص ، راح ربطها في السرير ٣ أيام و مبطلش ضرب فيها ، هنا بدوية قررت الهروب ، و فعلا أول ما فكها هربت للقاهرة و كان عمرها وقتها ١٥ سنة بس .
وصلت القاهرة مش عارفة تعمل إيه ، ملهاش قرايب أو معارف أو أي حد فيها ، فراحت اشتغلت في النظافه في كازينو ( بيجو بالاس ) الي كان ملك الرقاصة سعاد محسن ، بعد فترة كانت سعاد محسن عاوزة رقصات جداد ، فعرضت عليها بدوية أنها تبقي رقاصة عندنا ، و فعلا عجب سعاد رقص بدوية و خلتها رقاصة في فرقتها و براتب ٣ جنيه في الشهر .
من بديتها و هي بان عليها اختلافها ، رقصها جميل و سلس و تحولها الحركي مرن جدا ، ده جاب لها شعبية كبيرة و كمان غيره كبيرة ، الرقصات التانين سموها بدوية سكند هاند ، لأنها كانت بتشتري بدل رقص مستعملة لأنها كانت معهاش فلوس تجيب بدل جديدة ، لكن بدوية طبعا مكانتش بتسكت ، و بعد كام علقه منها للرقصات محدش عرف يفتح بقه معاها .
شهرة بدوية لفتت نظر سيدة الرقص الأولي و صاحبة أكبر كازينو في مصر بديعة مصابني ، الي عرضت علي بدوية تبقي الراقصة الأساسية للكازينو ، و وافقت بدوية ، و جت بديعة غيرت لها أسمها من بدوية ل تحية .
تحية في كازينو بديعة كانت رقم واحد ، و في يوم طلبت من مصمم الرقصات الأسباني الخاص ببديعة يصمم لها رقصة مخصوص ، تخلط بين الشرق و الغرب ، المصمم عمل لها رقصة الكاريوكا ، الرقصة الي كسرت الدنيا و خلت الناس تيجي من كل حته في مصر عشان تشوفها ، في اللحظة دي الناس سمت تحيه ب تحية كاريوكا و دي كانت ميلاد تحية كاريوكا الحقيقي
كاريوكا بقيت أكبر رقاصة في مصر ، و بقيت بتاخد ١٠٠ جنية في الشهر من بديعة ، هنا سليمان بيك نجيب اكتشفها للسينما ، بدأت بتقديم أدوار صغيرة ، لكن انطلاقتها الحقيقة كانت مع فيلم لعبة الست ، تحية قدمت دور مفيش ممثلة في مصر تعمله ، قوة و جراءة و خفه دم و دلع ، قدمت شخصيتها فعلا ، لدرجة أن النقاد قالوا وقتها ده فيلم تحية مش نجيب الريحاني .
السينما بعدها سيطرت علي تحية ، و في نص الخمسينات اعتزلت الرقص و ركزت في السينما و بس ، و قدمت أعمال سينمائية رائعة في كل مراحل حياتها ، و طبعا أفضل ادورها كانت في شباب امرأة، الي شارك في مهرجان كان و حضرت فيه تحية بالبس المصري الشعبي وقتها ، و كانت ح تضرب ريتا هيوارث علقة محترمة وقتها لولا تدخل ولاد الحلال .
تحية عملت ثورة في الرقص الشرقي ، و طورته هو و إيقاعاته و حركاته بصورة محصلتش بعد كدا ، حتي سامية جمال معملتش ده ، سامية خلطت بين الشرقي و الغربي ، لكن تحية طورته و حدثته ، ده طبعا قبل ما يتحول لأستربتيز حاليا يعني .
تحية مكانتش بس رقاصة و ممثلة موهوبة ، لا تحية كانت مناضلة يسارية من الطراز الرفيع ، تحيه الي بتتكلم فرنسي و إنجليزي بطلاقة و قارئة كبيرة ، بدأت علاقتها بالحركة الشيوعية في مصر من التلاتينات ، و ساعدت السادات في الهروب بعد ما قتل وزير المالية أمين عثمان ، إلا أنه أول إعتقال ليها كان سنة ١٩٥٢ ، لما عبد الناصر قبض عليها هي و جوزها مصطفي صدقي بتهمة القيام بأنشطة معادية للثورة و فضلت مسجونة ١٠٠ يوم .
من القصص العجيبة وقتها ، أن المخرج حلمي رفلة و طبال تحية ( كروية ) كانوا ديما بيزوروها في فترة حبسها دي ، راح اتقبض عليهم هما كمان بنفس التهمة و هي القيام بأنشطة معادية للثورة !
بعد خروجها مبطلتش تحية نشاطها و كملت فيه ، و كانت مشهورة بمعارضتها لعبد الناصر في كل مكان ، و في فترة كان صلاح حافظ اليساري مطلوب القبض عليه ، فخبته تحيه في بيتها ، عشان بعدها يتم اعتقالها للمرة الثانية ؛ لكن في المرة دي طلعت بسرعة.
تحية كانت مناضلة نقابية كمان ، و كانت ديما عامل مؤثر في نقابات المهن التمثيلة و الفنية ، ده ظهر بشده في اضربها عن الطعام سنة ١٩٨٨ ضد قانون المهن التمثيلة الجديد وقتها و كانت هي قيادة التحرك ضده.
تحية كانت إنسانة جدعة مع الكل ، و كانت ديما بتساعد الجميع حتي لو ده فيه خطر شخصي عليها ، وحيد سيف بيحكي موقف أنه كان شغال معاها في الفرقة المسرحية ، و ادته فلوس يوصلها لأسكندرية ، لكنه كان مفلس و عاوز يتجوز لأن أهل خطيبته هددوه أنه ح يفشخوا لو مخلصش بسرعة ، فطمع في الفلوس وخدها اتجوز بيها .
لما تحيه شافته مسكته ضربته و بهدلته ، و قالت له وديت الفلوس فين ، قالها وهو بيعيط أنه أتجوز بيها و حكلها علي الي حصل ، فقالت له خلاص متعيطش وادته فلوس تانية و قالت له روح لمراتك .
لكن للأسف الطيبة دي بتضيع الشخص أوقات كتير ، تحية اتجوزت ١٤ مرة ، المرة ال ١٣ فيهم كانت فيها دمارها ، اتجوزت كاتب مجهول أسمه فايز حلاوة ، وقفت جنبه و شهرته ، و لثقتها فيها عملت له توكيل للتصرف و إدارة كل املكها و أعمالها ، عشان يجي بعد ١٨ سنة جواز و يطلقها و تكتشف أنه باع لنفسه كل شيء هي بتملكه ، لدرجة أنه طردها من الشقه الي كانت سكنه فيها .
تحية لقيت نفسها بعد العمر ده كله لا تملك أي شيء ، ساعدتها نبيهة لطفي بشقه كانت مملوكة لزوجها ، عاشت فيها تحية حتي و موتها ، و كانت أي فلوس بتجيلها من أي دور بتشارك فيه بداية من الفترة دي بتطلعها لأعمال الخير ، أخرهم تبني طفلة لقيتها مرمية قدام باب عمارتها ، و كان آخر لقاء تلفزيوني ليها بتبكي عشان خايفة تموت و محدش يهتم بالبنت دي ، لكن فيفي عبده تكفلت بالبنت بعد وفاة تحية كأنها واحدة من بناتها حتي اللحظة .
أخر شيء يتقال عنها ملقتش مين يعبر عنه إلا إدوارد السعيد الي قال علي تحية ( لتحية كاريوكا أداء و أداء و أداء ، الأداء الفني في الرقص الشرقي ، وقد برعت تحية فيه براعة تامة، وبرعت في احداث الأثر الفني عبر تقشفها في الحركة واحترافيتها في الجذب والاغواء .عبر استخدام نظام منفذ ببراعة في الانتقال من حركة لحركة أخرى، وتبقى تحية على نحو متواصل ذات طاقة كلاسيكية مهنية ملموسة وافتراضية، قريبة ونائية.
الأداء الثقافي المتوافق مع الابداع الفني… وهو الوعي الأنثوي القادم من لياقة اجتماعية محلية موروثة من نظام خاص بالتاريخ الثقافي الشعبي العربي.
الأداء السياسي… حيث حولت تحية قدرتها على الجذب والاغواء الى ناظم وضابط سياسي تتحكم به في دفع الروح الوطنية والقومية للجماهير، واستخدمت شخصيتها الفنية الاعتبارية في ابداء الرأي والتظاهر والاحتجاج والاعتصام