تفكر في عظيم مخلوقات الله وتقصير النفس وحملها على الاستقامه

تفكر في عظيم مخلوقات الله وتقصير النفس وحملها على الاستقامه

 

 

مخلوقات الله ..التفكر هو أن الإنسان يُعمِلُ فكره في الأمر حتى يصل فيه إلى نتيجه، قد أمر الله تعالى بالتفكر وحض عليه في كتابه ،لما يتوصل اليه الإنسان به من المطالب العاليه والإيمان واليقين.

بقلم/انجي علام

(قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا )
فتقومون بطاعه الله على الوجه الذي أمرتم به مخلصين لهم ثم بعد ذلك تتفكرون فإذا فعلتم ذلك فهذه موعظه ،وفي هذه الأيه اشاره الى أنه ينبغي للإنسان إذا قام لله بعمل أن يتفكر ماذا فعل في هذا العمل .

هل قام به على الوجه المطلوب؟ هل قصر ؟وهل زاد؟
وماذا حصل له من هذا العمل من طهاره القلب وزكاه النفس وغير ذلك؟
لا يكن كالذي يؤدي أعماله الصالحه وكأنها عادات يفعلها كل يوم بل تفكر ماذا حصل لك من هذه العبادة؟ وماذا أثرت على قلبك وعلى أستقامتك؟
ومن الأمثله على ذلك.

 

عباده الصلاه

( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر )
فأنظر في صلاتك هل أنت إذا صليت وجدت في نفسك كراهه للفحشاء والمنكر والمعاصي أو أن الصلاه لا تفيدك في هذا؟
إذا عرفت هذه الأمور عرفت نتائج الأعمال الصالحه وكنت متعظا بها .
كما يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم (انه كان اذا حزبه امر فزع الى الصلاه) اي إذا اهمه واغمه فزع الى الصلاه.

 عباده الزكاة

وهي المال الواجب في الأمور الزكويه يصرفه الإنسان في الجهات التي أمر الله بها وقد بين الله فوائدها وقال الله لرسوله (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )
فإذا أديت الزكاه فأنظر – هل طهارتك هذه الزكاه من الأخلاق الرذيله والذنوب، وهل زكت مالك؟ هل زكت نفسك؟
كثير من الناس يؤدي الزكاه وكأنها غرم يؤديه وهو كاره لا يشعر بأنها تطهره ،ولا بأنها تزكي نفسه. وعلى هذا بقيه الأعمال .

قم لله ثم تفكر

فهذه موعظه عظيمه إذا اتعظ
قال تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ *
هذا من باب الحث على النظر في هذه الأمور الأربعه ،الأول ،الإبل فتأمل كيف خلقها الله على هذا الجسم الكبير وعلى هذا الشكل،
كيف رفع الله السماء وترونها مرفوعه بغير عمد فاعتبروا بها وأيضاً، يجب أن تفكر كيف نصب الله الجبال وجعلها رواسي أن لهذا حكمه عظيمه ،كيف جعل الله الأرض مسطحا وسخرها للعباد وجعلها ذلولآ للإنسان حتى ينتفع الناس على سطحها بما يسر الله لهم من الأسباب النافعة .
في هذه الأشياء الأربعه يحثنا الله عز وجل بالنظر فيها بعين البصر وعين البصيره بعين البصر الذي هو الإدراك الحسي وبعين البصيره التي هي الإدراك العقلي حتى نستدل بها على ما نزل عليه من آيات الله من قدرة وعلم ورحمه وحكمه وغير ذلك.

 

 كن من أصحاب العقول

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۝ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
أولو الألباب هم أصحاب العقول وذلك لأن العقل لب والإنسان بلا عقل قشور بلا لب فالٕاصل في الإنسان هو العقل فلهذا سمي لبا وأما إنسان بلا عقل فإنه قشور.

 

 ما المراد بالعقل؟

العقل هو ما يَعْقل صاحبه عن سوء تصرف هذا العقل وأن لم يكن ذكيا، فإذا مَن الله على الإنسان بالذكاء والعقل تمت عليها النعمه وقد يكون الإنسان ذكيا وليس بعاقل أو عاقلا وليس بذكي.
كل إنسان يتصرف تصرفاً سيئا فليس بعاقل ،فأولو الألباب هم أولوا العقول، الذين يتفكرون في خلق السماوات والارض وينظرون في الآيات ويعتبرون بها ويستدلون بها على من هي ايات له، هؤلاء هم أصحاب العقول وهم أصحاب الألباب فاحرص يا أخي على أن تتفكر في خلق سماوات والأرض وأن تتدبر ما فيهما من الآيات وكذلك في الأيام والليالي وكيف تتغير الأحوال وكيف تنقلب من حال إلى حال وكل ذلك بيد الله عز وجل وكل ذلك من آياته.

 

 أجعل قلبك ذاكراً

فأحيانا يكون الذكر بالقلب أنفع للإنسان من الذكر المجرد إذا تفكر الإنسان في نفسه وقلبه في آيات الله الكونيه والشرعيه بما يستطيع حصل على خير كثير.

 

 تدبروا وتفكروا

في خلق السماوات والارض لماذا خلقت؟ وكيف خلقت؟ وما اشبه ذلك؟
﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ ﴾
لابد ان يكون لخلق سماوات والارض غايه محموده يُحمد الرب عليها،

 

ليس خلق السماوات والارض باطلا، ليوجد الناس يأكلون ويشربون ويتمتعون كما تتمتع الانعام لا بل هي مخلوقه لغرض عظيم ،وعلى الإنسان أن يتفكر في خلق السماوات والأرض
قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) أي : إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي ، لا لإحتياجي إليهم.

 

قال رسول الله ( الكَيِّسُ مَن دان نفسَه وعمِل لما بعدَ الموتِ والعاجِزُ مَن أتبَع نفسَه هَواها وتمنَّى على اللهِ الأمانِيَّ)
الكيس هو الحازم الفاطن المنتبه المنتهز للفرص، هو الذي يدين نفسه أى يحاسبها فينظر ماذا أهمل من الواجب؟ وماذا فعل من المحرم؟ وماذا أتى به من الواجب؟ وماذا اجتنب من المحرم ؟حتى يصلح نفسه .

 

أما العاجز فهو الذي يتبع نفسه هواها، فما هوت نفسه أخذ به، وما كرهت نفسه لم يأخذ به ،سواء وافق شرع الله أم لا هذا هو العاجز ومن أكثر اليوم الذين يتبعون أنفسهم هواها ولا يبالون مخالفة الكتاب والسنه نسأل الله لنا ولهما الهدايه.

 

وقوله ( وتمنَّى على اللهِ الأمانِيَّ)
يعني يقول: سيغفر لي وسوف أستقيم فيما بعد ،وسوف أقوم بالواجب فيما بعد ،وسوف أترك هذا فيما بعد، أو يقول :الله يهديني ،وأذا نصحته قال اسأل الله لى الهدايه وما أشبهه؛ ذلك عاجز والكيس هو الذي يعمل بحزم وجد ويحاسب نفسه، ويكون عنده قوة في أمر الله وفي دين الله ؛حتى يتمكن من ضبط نفسه.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.