… جاء الربيع …د . محمد قطلبي سورية

… جاء الربيع …

جاءَ الرّبيعُ إلى الأرجاءِ منتحبا
والحزنُ قد فاضَ بالأرواح وانسكبَ

روضاً ترى في روابينا يُكلِّلها
لكنَّ أزهارهُ أضحى بها العطبَ

حتّى المياهِ وفي الغدران آسنةً
تشتاقُ أشجارها الزيتونَ والعنبَ

بتنا نرى في الربيع الوردَ مبتذلاً
بتنا نحنُّ إلى ماضٍ وقد ذهبَ

دهرٌ يمرُّ علينا فيه معتركٌ
حتّى الأماني من الأحلام قد سلبَ

شعبٌّ ومن همّه قد بات في سقمٍ
ماعادَ يرنو لغير اللهِ مكتسبا

قد بات يشكو ومن ظلم الزّمان لهُ
ماعاد همّهُ لا لحناً ولا طربَ

حتّى الثكالى فقد جفّتْ دموعهمُ
حزناً على من روى في دمّه التُّربَ

ربيعُنا قد أتى بالدّمّ ممتزجاً
والزّهر يبكي ومن ألوانه اكتسبَ

فإنَّ من يحملُ الأحقادَ أرّقهُ
فجاءنا حاملاً للحزن مُكتئبا

ليلُ الدُّجى طال في أرجائنا زمناً
فالخطبُ أضحى بهذا الليل مُرتعِبا

لا تبتئس ياصديقي من نوائبه
فالدّهر لابدَّ في طياته العجبَ

وقد تعودُ الليالي فيه زاهيةً
وبعدَ ليلٍ كما في غاسقٍ وقبَ

د . محمد قطلبي سورية

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.