حسن عابدين الفدائى الذى حارب العصابات الصهيونية قبل الإتجاه للفن
حسن عابدين الفدائى الذى حارب العصابات الصهيونية قبل الإتجاه للفن
حسن عابدين .. أحد الفنانين الكبار الذين نجحوا في ترك بصمة قوية في قلوب وعقول المشاهدين رغم عمره الفنى القصير حيث تحققت شهرته وهو في سن كبير ورحل عن عالمنا في نهاية الثمانينات .
كتبت / غادة العليمى
وفي هذا التقرير ننشر فصول من حياته لم تنشر من قبل وكيف تراجع عن التوبة بنصيحة من الشعراوى وقصة تعرضه للتنمر امام الكعبة المشرفه وتقاضيه لمبلغ ضخم هو مليون جنيه اجر عن الإعلانات التى قدمها وحققت شهرة طاغية في حقبة الثمانينات من القرن الماضي .
قاتل الصهاينة فوق أرض فلسطين

من لا يعرف حسن عابدين الفنان المصرى الكبير صاحب اشهر نظرة واكثر الادوار جدية .
حسن عابدين الرجل الذى يشبه ابائنا وحمل أسرار من القبول اكثر غموضا من سر شويبس الذى سوق له فى اكثر الاعلانات الشهيرة .
ولد النجم الفنان حسن عابدين في مدينة بني سويف في عام 1931
وقبل عمله بالفن أشتهر بلقب الفدائى الذى قاوم العصابات الصهيونية فوق أرض فلسطين، وعمره 17 عامًا قبل أن يكون بطلًا على خشبة المسرح وشاشات السينما والتليفزيون.
بداية الرحلة والمشوار الفنى
بدأ حياته الفنية في المسرح العسكري عندما كان متطوعًا في القوات المسلحة المصرية وبعد تحقيقه نجاحًا كبيرًا من خلال مسرحية (نرجس) مع النجمة سهير البابلي نال شهرة كبرى في الدراما التليفزيونية وهو في العقد الرابع من عمره قدم مسلسل (فرصة العمر) وتلاه بمسلسلات (في حاجة غلط، أنا وانت وبابا في المشمش، أهلًا بالسكان) كما واصل نجاحه في المسرح في (ع الرصيف عش المجانين) وأثار جدلًا كبيرًا بسبب دوره في فيلم (درب الهوى) وقدم أيضًا أفلام (على من نطلق الرصاص، فيفا زلاطا، ريا وسكينة)
كما قدم اشهر اعلان مياة غازية فى مصر في التمانينات وكان مكسر الدنيا حرفيا وقيل إنه تقاضى مليون جنيه مقابل سلسلة الإعلانات وهو أكبر اجر تقاضاه فنان وقتها .
عش المجانين ولقاء الشعراوى
ورغم ذلك فقد مر حسن عابدين بواقعه تنمر جعلته يمر بازمة نفسية واكتئاب شديد وذلك اثناء عرض مسرحية عش المجانين التى حققت نجاحا كبيرا .
فاثناء اجازة العرض المسرحى قرر الفنان السفر لأداء العمرة ووقف امام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم يبكى فتطلع نحوه الحارس.. وامره بالانصراف وقال له : أبتعد من هنا انت ممثل..
فغادر حسن عابدين وهو يبكى
وحين عاد قرر الاعتزال وقال لمحمد نجم : شوفلك واحد غيري
وتوقف عن دوره واعتكف للصلاه
فزاره صديقه المقرب الفنان الكبير إبراهيم الشامي رحمة الله ونصحه بزيارة الشيخ الشعراوي .
فذهب حسن عابدين للشيخ الشعراوي وقابله وفتح له زراعيه مرحبا حيث فوجئ به يقول له : أهلا أهلا بالحبيب .
وتعجب عابدين لإنها المره الأولى التى يرى فيها الشيخ الشعراوي فتحدث اليه وسأله ودار بينهما هذا الحوار القصير الراقى
ـ انت تعرفني يا مولانا
ـ اه عارفك وبشوف مسلسلاتك
ـ ايه دا هو ازاي التمثيل حرام والشعراوي بيتفرج عليا ده انا عايز ابطل تمثيل يا مولانا انا مكتئب وعايز ابعد عن الفن .
اجابة الشيخ الشعراوي مبتسما
– ولما انت والناس الكويسة تبطل هتسيبوا التلفزيون للناس الوحشة لازم تخليك وتقدم فن ليه رسالة .
أدوار هادفة ومفيدة
وأقتنع حسن عابدين وبدأ اختيار ادوار هادفه جيدة .
ثم قدم برنامج اسمه نور الهدى كان يقدم فيه مشاكل من المجتمع فى صورة قصة درامية تمثيلية ثم يستضيف الشيخ الشعراوي ليعلق عليها برأي الدين والشرع البرنامج صور حلقاته بالكامل مع الفنانة ليلى طاهر والفنانة عفاف شعيب و سلم الحلقات للتفلزيون .
والتلفزيون عرض اول 3 حلقات..
وبعدها توقف عرض البرنامج تماما
حتى ال 3 حلقات الذى تم عرضهم واختفوا تماما من الارشيف التليفزيونى
رحيل موجع وصادم
وفكر الشيخ الشعراوي مع حسن عابدين وابراهيم الشامي يعملوا حاجة اسمها المسرح الاسلامي ورغم الحماس للفكرة لكنها لم تنفذ
وأثناء عرض مسرحية بولوتيكا في اسكندرية شعر حسن عابدين بتعب وارتفاع في درجة الحرارة فعاد الى القاهرة ودخل المستشفي وعمل تحاليل وقال الدكتور ان حسن عابدين عنده لوكيميا .
وبقى لمده عشرين يوم في مصر للعلاج وبعدها سافر مع ابنه الكبير طارق لانجلترا وبعد حوالي شهر واحد وفي يوم الاثنين 6-11-1989 لقى ربه رحمة الله عليه وعاد ليدفن في بني سويف مسقط رأسه وصلى عليه الشيخ الشعراوى إماما بالمصلين في الجنازة رحمة الله عليهما