ذكرى رحيل نادية لطفي.. كيف جمعت بين الفن والوطنية فى حرب الاستنزاف؟

ذكرى رحيل نادية لطفي.. كيف جمعت بين الفن والوطنية فى حرب الاستنزاف؟

 

تُعتبر الفنانة نادية لطفي واحدة من أبرز أيقونات السينما المصرية، حيث تركت إرثًا فنيًا ووطنيًا لا يُنسى. بفضل جمالها الأخّاذ وأدائها المميز، نجحت في تقديم شخصيات جمعت بين الرقة والقوة، مما جعلها محط إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.

 

كتبت: وفاء عبدالسلام

بدأت نادية لطفي مشوارها الفني في أواخر الخمسينيات، حيث اكتشفها المخرج رمسيس نجيب وقدمها لأول مرة في فيلم “سلطان” عام 1958. اختارت لنفسها اسمًا فنيًا تأثرًا بشخصية “نادية” التي جسدتها الفنانة فاتن حمامة في فيلم “لا أنام”، لتصبح لاحقًا واحدة من أكثر الأسماء شهرة في السينما المصرية.

 

أدوار متنوعة تركت بصمة خالدة

قدمت نادية لطفي العديد من الأدوار التي ساهمت في صعودها إلى قمة الشهرة، حيث تعاونت مع عمالقة الفن مثل عبد الحليم حافظ، أحمد مظهر، ورشدي أباظة. تنوعت أدوارها بين الدراما الرومانسية والشخصيات القوية في الأفلام التاريخية، مثل دورها في فيلم “الناصر صلاح الدين” و”السمان والخريف”، مما جعلها واحدة من أبرز نجوم العصر الذهبي للسينما المصرية.

 

نادية لطفي والوطنية: دعم الجيش والقضايا العربية

لم تقتصر إسهامات نادية لطفي على الفن فحسب، بل كانت أيضًا نموذجًا للفنانة الملتزمة بقضايا وطنها. خلال حرب أكتوبر المجيدة، تطوعت للعمل في المستشفيات العسكرية لدعم الجنود، كما زارت الجبهة خلال حرب الاستنزاف. وفي عام 1982، وثّقت المجازر الإسرائيلية في حصار بيروت، حيث نقلت ما شهدته للعالم، مما زاد من مكانتها في قلوب المصريين والعرب.

 رحيل نادية لطفي
رحيل نادية لطفي

حياتها الشخصية وبداياتها

وُلدت نادية لطفي، واسمها الحقيقي بولا محمد مصطفى شفيق، في 3 يناير 1937 بحي عابدين في القاهرة. تلقت تعليمها في المدرسة الألمانية، حيث حصلت على دبلومها عام 1955. كانت بداياتها الفنية نقطة تحول في حياتها، حيث اختارت الفن طريقًا للتعبير عن موهبتها وإبداعها.

 

أعمالها الخالدة في السينما المصرية

قدمت نادية لطفي العديد من الأعمال السينمائية التي تركت أثرًا كبيرًا في تاريخ السينما المصرية، منها:

النظارة السوداء مع أحمد مظهر.

الناصر صلاح الدين بدور “لويزا”.

الخطايا مع عبد الحليم حافظ.

أبي فوق الشجرة – آخر أفلامها مع عبد الحليم حافظ.

السمان والخريف عن رواية نجيب محفوظ.

قصر الشوق من ثلاثية نجيب محفوظ.

اعتزالها الفن وحياتها الإنسانية
قررت نادية لطفي الابتعاد عن التمثيل في منتصف الثمانينيات بعد تقديم مسلسل “ناس ولاد ناس”، حيث كرست وقتها للأعمال الإنسانية والاجتماعية. كانت حياتها بعد الفن تعكس قيمها الإنسانية والتزامها بمساعدة الآخرين.

 

وفاتها وإرثها الخالد

 

رحلت نادية لطفي عن عالمنا في 4 فبراير 2020 عن عمر ناهز 83 عامًا، بعد صراع مع المرض. شُيعت جنازتها من مسجد مستشفى المعادي العسكري، ودُفنت في مقابر العائلة بمدينة 6 أكتوبر. تُعتبر نادية لطفي رمزًا للفن والوطنية، حيث تركت إرثًا فنيًا وإنسانيًا سيظل خالدًا في ذاكرة الأجيال القادمة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.